اعلنت اسرائيل عزمها هدم مئات المنازل في رفح وذلك بعد قليل من رفع قضائها حظرا بالخصوص، بينما اطلع رئيس الوزراء الفلسطيني أحمد قريع الرئيس المصري حسني مبارك على محادثاته مع وزير الخارجية الاميركي كولن باول ومحادثات سيجريها غدا مع مستشارة الامن القومي كوندوليزا رايس.
وقال رئيس هيئة الأركان العامة للجيش الاسرائيلي موشيه يعلون لمجلس الوزراء الاحد "حددنا مئات المنازل التي ستهدم" ولكنه لم يذكر أي تفاصيل بخصوص الوقت الذي سيجرى خلاله هدم المنازل.
واضاف ان المنازل التي ستهدم يعتقد انها تخفي تحتها أنفاقا أو ان مسلحين يستخدمونها لمهاجمة جنود.
ورفضت المحكمة العليا الاسرائيلية يوم الأحد طلبا لجماعة حقوقية فلسطينية بمد أجل الحظر المؤقت المفروض على هدم المنازل إلا أنها قالت انه يحق للجيش هدم المنازل حسب الاحتياجات العملية أو لحماية الجنود الاسرائيليين.
وبدأ عشرات الفلسطينيين الإجلاء عن منازلهم في مخيم رفح بعد أن علموا بحكم المحكمة.
وقال عبد المجيد أبو شمالة البالغ من العمر 52 عاما وهو يستعد لاخلاء المبنى الذي يقطنه والمؤلف من أربعة طوابق "لا أعلم ما سآخذه معي. سأبدأ بالملابس أو البراد أو جهاز التلفزيون."
ويقول مسؤولو إغاثة تابعون للامم المتحدة ان الجرافات الاسرائيلية المدرعة سوت بالأرض أكثر من 80 مبنى في رفح خلال الأيام المنصرمة ليتشرد نحو 1100 فلسطيني. وقال الجيش الاسرائيلي انه دمر منشآت يستخدمها مسلحون.
وقال بيتر هانسن رئيس وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين التابعة للأمم المتحدة (اونروا) في بيان "نشعر بقلق بالغ لأنه من المقرر ان يكون هناك المزيد من هدم المنازل" متهما اسرائيل بانتهاك القانون الدولي.
وقال باول في مؤتمر صحفي في الاردن "نعرف ان لاسرائيل الحق في الدفاع عن نفسها الا اننا نعارض هذا النوع من الأعمال التي تقوم بها في رفح بهدم منازل الفلسطينيين. لا نعتقد أن هذا مثمر."
وقال شارون ببداية الاجتماع الوزاري "لن نسمح للارهاب الفلسطيني بالوصول الى القدرات التي يطمح اليها والتي ستهدد قلب الامة حتى بعد انسحابنا من غزة."
وتعهد بالمضي قدما في خطته بالانسحاب من غزة بالرغم من رفض حزب ليكود اليميني الذي يرأسه لخطته في استفتاء أجراه على الخطة في الثاني من مايو ايار. ويقول معارضو الخطة الاسرائيليون ان الانسحاب سيكون بمثابة "مكافأة للارهاب" بعد أكثر من ثلاثة أعوام من العنف.
قريع يلتقي مبارك
قال رئيس الوزراء الفلسطيني أحمد قريع انه أطلع الرئيس المصري حسني مبارك يوم الاحد على اتصالات أجراها في الاردن يوم السبت مع وزير الخارجية الامريكي كولن باول واتصالات سيجريها الاثنين مع مستشارة الامن القومي الامريكي كوندوليزا رايس في ألمانيا.
وقال قريع للصحفيين عقب محادثات مع الرئيس المصري في القاهرة "تبادلت الرأي مع الرئيس مبارك حول اللقاءات مع الادارة الامريكية التي تمت يوم أمس مع وزير خارجية أمريكا باول و(التي ستتم) غدا مع مستشارة الامن القومي كوندوليزا رايس."
وأضاف "استمعنا الى توجيهات الرئيس مبارك ووجهة نظره في كل هذه القضايا. هذه اللقاءات (مع الرئيس المصري) مهمة."
واجتمع قريع مع باول في الاردن على هامش اجتماع المنتدى الاقتصادي العالمي بعد نحو شهر من تاكيدات الرئيس الامريكي جورج بوش لرئيس الوزراء الاسرائيلي أرييل شارون أنه لا يمكن توقع تخلي اسرائيل عن كل المستوطنات في الضفة الغربية أو قبول عودة اللاجئين الفلسطينيين.
وتوسطت مصر قبل أيام لدى منظمات فلسطينية لتسليم أشلاء ستة جنود اسرائيليين قتلوا يوم الثلاثاء الماضي في تفجير ناقلتهم المدرعة في غزة. وفي المقابل انسحبت القوات الاسرائيلية من حي الزيتون الذي شهد العملية.—(البوابة)—(مصادر متعددة)