قرر رئيس بلدية القدس تعليق عملية بناء جسر علوي عند باب المغاربة المؤدي الى المسجد الاقصى، لكن القرار لن يوقف الحفريات في الموقع والتي صادقت الحكومة على مواصلتها رغم الغضب الذي تثيره في العالم الاسلامي.
وقالت اذاعة الجيش الاسرائيلي ان رئيس بلدية القدس اوري لوبوليانسكي اعلن في وقت متأخر من مساء الاحد انه قرر وقف تشييد الجسر الجديد الى حين مصادقة اللجان البلدية المختصة عليه وانتهاء عمليات الاعتراض القانونية.
ويأتي قرار لوبليانسكي بعد محادثات أجراها مع علماء مسلمين ورجال دين يهود بهدف تهدئة الخواطر وتخفيف حدة الاحتقان في مدينة القدس المحتلة.
لكن القرار لن يكون له اثر على عمليات الحفر والتنقيب الجارية في الموقع، والتي صادقت الحكومة الاسرائيلية الاحد على مواصلتها.
وقال مسؤول حكومي اسرائيلي ان الحكومة وخلال جلستها الاسبوعية الاحد "وافقت..على مواصلة أعمال البناء بأسرع ما يمكن قرب باب المغاربة في اطار العمل المقترح".
ونقلت الاذاعة العامة الاسرائيلية في وقت سابق الاحد عن وزير الامن الداخلي افي ديختر قوله لدى زيارته الى موقع الحفريات عند باب المغاربة المفضي الى الحرم القدسي، ان عمليات الهدم الجارية ستستمر رغم الاحتجاجات العنيفة ضدها.
ومن جانبه، قال رئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود اولمرت خلال الجلسة الاسبوعية للحكومة الاحد، ان "كافة الاشغال تجري بشكل واضح خارج جبل الهيكل. (وهي تأتي لتمتين) بنية خطيرة بحاجة الى ترميم ونحن مسؤولون عن صيانتها".
واضاف "من الؤسف ان عناصر اسلامية متشددة تحاول قلب الحقائق والتحول الى العنف".
تعزيزات
والاحد، فرقت الشرطة الاسرائيلية بالقوة تظاهرة احتجاج قام بها اعضاء الحركة الاسلامية في اراضي 48 عند موقع الحفريات مع استئنافها، واعتقلت اثنين من المشاركين فيها.
واكد متحدث باسم الشرطة الاسرائيلية انتشار حوالى الفي شرطي اسرائيلي الاحد في القدس لقمع اي تظاهرة احتجاج على الحفريات.
وقال المتحدث ميكي روزنفلد "لقد نشرنا الفي عنصر في مدينة القدس القديمة وحولها لمنع الفوضى مثل تلك التي حصلت الجمعة".
وقد اصيب 20 فلسطينيا و15 شرطيا اسرائيليا الجمعة بجروح في صدامات وقعت في باحة الاقصى اثناء قيام الشرطة بتفريق تظاهرة "غاضبة" قامت بها شخصيات دينية فلسطينية.
واوضح المتحدث ايضا ان الوصول الى الحرم القدسي يبقى مقتصرا على المسلمين الذين تزيد اعمارهم عن 45 عاما المقيمين في القدس الشرقية المحتلة ويحملون بطاقة هوية اسرائيلية ما يستبعد فلسطينيي الضفة الغربية. لكن في المقابل لا يمنع وصول النساء من كل فئات الاعمار.
الى ذلك ابقت الشرطة الحواجز على الطرقات حول القدس لمنع فلسطينيي الضفة الغربية من دخول القدس الشرقية.
وكانت اسرائيل بدأت الثلاثاء عمليات تنقيب عن الاثار قبل البدء كما قالت بتدعيم جسر يؤدي الى باب المغاربة المنفذ الى باحة المسجد الاقصى في حين اعتبرت دائرة الاوقاف الاسلامية الفلسطينية ان هذه الاشغال تهدد اساسات المسجد الاقصى.
وقد اعتقل السبت نحو اربعين فلسطينيا في القدس والضفة الغربية اثناء تظاهرات احتجاج على الحفريات.
واعلنت السلطات الاسرائيلية انها ستواصل الاشغال بالرغم من الاحتجاجات التي اثارتها في العالم العربي والاسلامي في حين اكدت الحركة الاسلامية العربية الاسرائيلية بمواصلة التظاهرات.
يشار الى ان قيام بلدية القدس بحفر نفق قرب الحرم القدسي في العام 1996 كان ادى الى اعمال عنف دامية اوقعت اكثر من ثمانين قتيلا فلسطينيا واسرائيليا.
وفي 28 ايلول/سبتمبر 2000 ادت زيارة رئيس الوزراء السابق ارييل شارون حين كان زعيما للمعارضة اليمينية الى باحة الحرم القدسي الى اندلاع الانتفاضة الفلسطينية الثانية بعدما اعتبر الفلسطينيون الزيارة استفزازا.—(البوابة)—(مصادر متعددة)