اسرائيل تعتزم الاستمرار في توسيع المستوطنات والاتحاد الأوروبي يكثف انتقاداته للموقف الاميركي

تاريخ النشر: 16 أبريل 2004 - 02:00 GMT
البوابة
البوابة

قررت إسرائيل وابلغت قرارها الى واشنطن بانها ستستمر في البناء والتوسع في مستوطنات الضفة. وفيما كثف الاتحاد الأوروبي من حدة انتقاداته للتحول السياسي الاميركي تعقد الرباعية اجتماعا لها نهاية الحالي في برلين وشهدت الاراضي الفلسطينية تظاهرات احتجاج على مواقف بوش. 

نقلت صحيفة "يديعوت احرنوت" عن مصادر سياسية من حاشية رئيس الوزراء الإسرائيلي ارييل شارون، بعد عودته من واشنطن الجمعة إن إسرائيل تتطلع إلى توسيع البناء في الكتل الاستيطانية الكبيرة. 

وبموجب تقديرات المصادر نفسها، فإن الإدارة الأميركية ستبدي مرونة فيما يخص البناء في الكتل الاستيطانية الكبيرة، بشكل يختلف عن الوضع في المستوطنات النائية نسبيًا، والتي لا يسمح البناء فيها أكثر مما تم بناؤه حتى الآن. ويشار إلى أنه لم يتم الاتفاق على هذه الأمور بشكل رسمي مع الإدارة الأميركية. 

وكان شارون قد وصف الكتل الاستيطانية التي ستبقى في الأراضي الإسرائيلية في المستقبل، عشية سفره إلى واشنطن، بقوله: "مستوطنة معاليه أدوميم هي مثل الكتل الاستيطانية الكبيرة التي ستبقى في الأراضي الإسرائيلية مستقبلا ً، مثل مستوطنات أريئيل، غفعات زئيف، غوش عتسيون، الخليل وكريات أربع". 

وفيما يتعلق بما ستتركه إسرائيل من أملاك بعد الانسحاب من غزة، قالت المصادر نفسها إن إسرائيل ستبدأ في المفاوضات قريبًا مع جهات عالمية. والهدف من تلك المحادثات هو التأكد من أن الأملاك الإسرائيلية ستنقل إلى جهة تكون قادرة على الاهتمام بالموضوع بشكل مسؤول، ومنع، وفق المطالب الإسرائيلية، تقاسم البيوت بين السلطة الفلسطينية وبين حركة حماس حسب نِسَب قوتهما. وتضيف المصادر أنه ومن المتوقع أن تتوجه إسرائيل إلى "USAID" وللدول المانحة، وقد تستمر المفاوضات عدة أشهر. 

وأوضحت مصادر إسرائيلية أن إسرائيل لن تقبل واقعـًا يتم فيه توزيع ما تبقيه إسرائيل على أمناء حركة حماس أو السلطة الفلسطينية، إلا أن هدفـًا شرعيًا قد يكون، وهو تأهيل وتحسين حالة اللاجئين الفلسطينيين الذين ما زالوا في المخيمات. 

الاتحاد الاوروبي يكثف انتقاداته للموقف الاميركي 

من ناحية اخرى، كثف الاتحاد الاوروبي انتقاده للتحول في سياسة الرئيس الاميركي جورج بوش في الشرق الاوسط قائلا لإسرائيل انه يتعين عليها ان تتوصل الى سلام مع الفلسطينيين وليس مع اصدقائها في واشنطن. 

وقال بريان كوين وزير الخارجية الايرلندي الذي تتولى بلاده حاليا الرئاسة الدورية للاتحاد الاوروبي "لا يزال يتعين على اسرائيل التوصل الى اتفاق مع الشعب الفلسطيني لتحقيق السلام والامن الدائمين." 

واضاف للصحفيين قبل اجتماع مع نظرائه من 25 دولة من الاعضاء الحاليين والقادمين في الاتحاد "تظل القضية هي انه يتعين على اسرائيل التوصل الى سلام مع اعدائها وليس اصدقائها. اسرائيل والولايات المتحدة ليستا في صراع." 

وساد الفزع في العواصم الاوروبية هذا الاسبوع بعد ان أيد بوش الخطط الاسرائيلية للاحتفاظ باجزاء من الضفة الغربية المحتلة ورفض حق اللاجئين الفلسطينيين في العودة الى ما يعرف الان باسرائيل. 

لكن الاتحاد الاوروبي اجتهد بدافع من الحرص لتجنب صدام اخر عبر الاطلسي لوضع تفسير ايجابي للتطورات حيث خص بالذكر تاييد بوش لانسحاب احادي من جانب اسرائيل من قطاع غزه باعتباره فرصة لإحياء عملية السلام المتوقفة. 

ونفى رئيس الوزراء البريطاني توني بلير متحدثا في واشنطن قبل محادثات مع بوش الاتهامات الفلسطينية بأن التحول في السياسة الاميركية اصاب بالشلل خطة "خارطة الطريق" للسلام التي وضعتها القوى الرئيسية في عام 2002. 

وترسم الخطة التي وضعها رباعي الوساطة المؤلف من الولايات المتحدة  

والاتحاد الاوروبي وروسيا والامم المتحدة خطوات باتجاه دولة فلسطينية مستقلة وتسوية نهائية بحلول العام المقبل. 

وقال خافيير سولانا مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الاوروبي انه من المرجح ان يجتمع رباعي الوساطة يوم 28 نيسان / ابريل تقريبا في برلين. 

واضاف ردا على سؤال بشأن دعم واشنطن لمطالب اسرائيل في اجزاء من الضفة الغربية ان "خارطة الطريق" لا تزال اطار العمل الاساسي للتوصل الى تسوية نهائية. 

وقال دبلوماسيون ان الرئيس الفرنسي جاك شيراك عبر عما يفكر فيه كثيرون في انحاء اوروبا الخميس عندما وصف تاييد بوش للخطة الاسرائيلية بالاحتفاظ باجزاء من الضفة الغربية بانه "سابقة مؤسفة وخطيرة". 

وقال كوين معترفا بالخلافات مع واشنطن "الجميع يعرفون ان اي محاولة لحل الصراع من جانب واحد لن تحقق سلاما دائما." 

وقال وزير الخارجية البريطاني جاك سترو للصحفيين لدى وصوله الى اجتماع الاتحاد الاوروبي الذي يستمر يومين في بلدة تلامور الايرلندية ان خطط اسرائيل "يتعين ان تحدث في سياق خارطة الطريق." 

واضاف "وبالطبع نقبل ان اي وضع نهائي يجب ان يكون موضوعا للمفاوضات بين الطرفين." 

واكد دبلوماسي كبير في الاتحاد الاوروبي الجمعة ان المجموعة الرباعية التي ترعى خارطة الطريق في الشرق الاوسط ستعقد اجتماعا رفيع المستوى في العاصمة الالمانية برلين يوم 28 نيسان/ابريل. 

وقال الدبلوماسي "نعتزم عقد اجتماع للمجموعة الرباعية في برلين في ذلك التاريخ على  

مستوى رفيع." 

وترعى خارطة الطريق الولايات المتحدة والامم المتحدة والاتحاد الاوروبي وروسيا. 

وساندت روسيا الجمعة دعوة الفلسطينيين لعقد اجتماع عاجل للمجموعة الرباعية  

التي ترعى السلام في الشرق الاوسط قائلة ان عليها حسم الخلافات الواضحة مع واشنطن  

في هذا الصدد. 

 

وكان سيرجي لافروف وزير الخارجية الروسي يتحدث بعد ان اجرى محادثات مع  

نظيره الفلسطيني نبيل شعث. 

واغضب العرب موافقة الرئيس الاميركي جورج بوش على احتفاظ اسرائيل باراض في  

الضفة الغربية احتلتها في حرب عام 1967 . 

وقال فلسطينيون ان موافقة بوش على خطة ارييل شارون رئيس الوزراء الاسرائيلي  

للانسحاب من جانب واحد من غزة مقابل تشديد سيطرته على مستوطنات يهودية كبيرة في الضفة ستقضى على خارطة الطريق المتعثرة مع تواصل الصراع. 

وقال لافروف "اعاد الرئيس بوش التزامه بخارطة الطريق ولن ابدأ الحديث الان عن  

خلافات عميقة قبل اجتماع المجموعة الرباعية." 

واضاف "اثناء الاعداد للاجتماع وخلاله سنوضح العديد من القضايا". 

وصرح شعث بانه سيطلب دعم المجتمع الدولي للموقف الفلسطيني. 

تظاهرات فلسطينية احتجاجا على بوش 

وشهدت مناطق مختلفة في قطاع غزة مظاهرات نظمتها بعد ظهر اليوم الجمعة حركات حماس والجهاد الاسلامي وفتح بمشاركة الاف الاشخاص للتنديد بتصريحات الرئيس الاميركي التي دعا فيها للتخلي عن حق العودة للاجئين الفلسطينيين .  

وهتف الاف الاشخاص يتقدمهم عدد من قادة حركة الجهاد الاسلامي في مظاهرة نظمتها الحركة في بلدة بيت لاهيا شمال قطاع غزة بشعارات غاضبة تستنكر كلام الرئيس الاميركي ومنها "الموت لاميركا والموت لاسرائيل" و "فليسقط بوش وشارون"، وتشدد على التمسك بحق العودة للاجئين الفلسطينيين . 

ووصف الشيخ عبد الله الشامي القيادي في الجهاد للصحافيين تصريحات بوش بانها "تصريحات مجرمة ضد الشعب الفلسطيني وكارثة كبرى وتحاول ان تفرض حقائق على ارض الواقع" وتابع "بيدنا وبايدي المقاومة سننسف هذه الحقائق". 

وتوعد الشامي الاسرائيليين بالنيل من امنهم وقال "سنجعل امنهم في غاية السراب حتى يدرك العدو تماما ان صاحب القرار ليس بوش وانما الشعب الفلسطيني".  

واحرق عدد من اعضاء الجهاد الاسلامي دمى للرئيس الاميريكي بوش ورئيس الوزراء البريطاني توني بلير اضافة لرئيس الوزراء الاسرائيلي ارييل شارون واعلاما اسرائيلية واميركية .  

كما رفع المشاركون في المظاهرة التي جابت شوارع البلدة ومخيم جباليا اعلاما فلسطينية ورايات الحركة. 

وقال نافذ عزام احد قادة الجهاد ان تصريحات بوش "اعلان حرب على الشعب الفلسطيني وتمثل ذروة الانحياز الاميركي للعدو" مشددا على ضرورة مواجهتها "بموقف فلسطيني وعربي واسلامي حازم". 

واكد عزام ان الولايات المتحدة "ليست مؤهلة لاصدار الاحكام والغاء حقوق ثابتة لنا وليست مؤهلة للعب اي دور، حقوقنا بعودة اللاجئين واستعادة ارضنا كاملة". 

واشار الى ان الولايات المتحدة "تمارس الارهاب في اكثر من مكان وتحتل بلدا عربيا (العراق) وتدعم اسرائيل باحتلالها لفلسطين" داعيا السلطة الفلسطينية الى "الالتحام بالجماهير الفلسطينية وزيادة التنسيق مع المقاومة ".  

وشدد عزام على انه "طالما هناك احتلال هناك مقاومة".  

وفي كلمته خلال مهرجان تابيني اقامته حركة المقاومة الاسلامية (حماس) في مخيم الشاطي بشمال مدينة غزة للشيخ احمد ياسين مؤسس الحركة الذي اغتالته اسرائيل في الثاني والعشرين من مارس اذار الماضي، اشاد احمد بحر احد قادة حركة حماس باسامة بن لادن زعيم القاعدة .  

وقال بحر خلال المهرجان الذي حضره اكثر من ثلاثة الاف شخص بينهم عدد من قادة حماس "تحية من هنا للشيخ المجاهد اسامة بن لادن الذي اقسم ان ينتقم للشيخ ياسين". 

وكان بن لادن تعهد بالانتقام لاغتيال الشيخ ياسين، وقال بن لادن في تسجيل بثته قناتا "العربية" و"الجزيرة" الفضائيتان "نعاهد الله ان نقتص له".  

من ناحية ثانية اعتبر الشيخ بحر تصريحات بوش "ضوءا اخضر لاسرائيل ليكون وعد بلفور جديد من المجرم بوش". 

كما دعا السلطة الفلسطينية الى وقف المفاوضات مع اسرائيل "لانها مضيعة للوقت" وقال " كفاكم تجرون وراء خارطة الطريق التي الغاها المجرم شارون". 

وفي جباليا نظمت حركة حماس مظاهرة مماثلة احتجاجا على تصريحات بوش، كما شارك الاف الفلسطينيين في مخيم البريج جنوب غزة في مظاهرة نظمتها حركة فتح لادانة تصريحات بوش ولدعم "المقاومة العراقية" في العراق .  

واحرق المتظاهرون اعلاما اسرائيلية خلال التظاهرة التي جابت شوارع المخيم —(البوابة)—(مصادر متعددة)