اسرائيل تحذر اوروبا من تقديم تنازلات لحماس وتبدي انفتاحا حيال المبادرة العربية

تاريخ النشر: 13 مارس 2007 - 07:29 GMT

حذرت اسرائيل الاتحاد الاوروبي من اتخاذ موقف متساهل من حكومة فلسطينية تضم حماس، وذلك في وقت باتت تبدي انفتاحا متزايدا حيال مبادرة السلام العربية مع تأكيدها معلومات حول محادثات سرية جارية بينها والفلسطينيين.

وجاء التحذير الاسرائيلي في تصريحات أدلت بها وزيرة الخارجية الاسرائيلية تسيبي ليفني اثناء زيارة لكندا بعد ثلاثة أيام من ترحيب زعماء الاتحاد الاوروبي باتفاق مكة الذي تم التوصل اليه الشهر الماضي بين حماس وحركة فتح المعتدلة التي يتزعمها الرئيس الفلسطيني محمود عباس لتشكيل حكومة وحدة.

وقالت ليفني "مخطيء من يظن أن حماس التي لا تعترف باسرائيل والتي تستخدم الارهاب ليس من أجل انشاء دولة فلسطينية بل لتدمير الدولة اليهودية... يمكن ان تكون شريكا في شيء."

"هذا يمكن ان يؤدي على الاقل الي المزيد من الركود أو الي المزيد من الارهاب."

وقال زعماء الاتحاد الاوروبي بعد اجتماع في بروكسل انهم مستعدون للعمل مع حكومة فلسطينية تتبنى برنامجا يعكس المباديء التي أرستها المجموعة الرباعية للوساطة في الشرق الاوسط والتي تضم الولايات المتحدة وروسيا والاتحاد الاوروبي والامم المتحدة.

ودعت الرباعية الى حكومة فلسطينية تقبل حق اسرائيل في الوجود وتنبذ العنف وتعترف باتفاقات السلام السابقة.

وحثت ليفني الاتحاد الاوروبي الذي أوقف مع الولايات المتحدة المعونات المباشرة الي الحكومة الفلسطينية بعد فوز حماس على فتح في الانتخابات العام الماضي على الاصرار على شروط الرباعية بدلا من تقديم تنازلات.

وقالت متسائلة "حماس تتطلع الي اوروبا.. هم يريدون ان يروا هذا النوع من التردد. وعندما يشتمون رائحة هذا التردد فما الذي سيجعلهم يتغيرون في المستقبل."

المبادرة العربية

وياتي التحذير الاسرائيلي من التعامل مع حكومة تضم حماس في وقت باتت تل ابيب تبدي انفتاحا متزايدا حيال المبادرة العربية لتسوية النزاع الاسرائيلي العربي بالرغم من تحفظاتها عليها.

وبعد موقف ايجابي لرئيس الوزراء ايهود اولمرت الاحد، اشارت ليفني بدورها الاثنين الى "عناصر ايجابية" في مبادرة السلام السعودية التي وافقت عليها الدول العربية عام 2002.

وقالت ليفني متحدثة للاذاعة الاسرائيلية "هناك عناصر ايجابية في المبادرة السعودية لكن بعض البنود تناقض مبدأ قيام دولتين" اسرائيل وفلسطين.

لكنها ذكرت ان المبادرة تتضمن "بندين اضافيين يطرحان اشكالا كبيرا لاسرائيل" بخصوص حق عودة اللاجئين. وقالت "البند الاول يشير الى القرار 194 الصادر عن الامم المتحدة والذي ينص على عودة اللاجئين الى ديارهم، والثاني يؤكد على عدم وجود حل للاجئين في الدول التي يوجدون فيها حاليا. وهذا مخالف تماما لمبدأ الدولتين". وتابعت ان "دولة للشعب اليهودي ودولة سترى النور للفلسطينيين، هذا هو الحل للشعب الفلسطيني بما في ذلك اللاجئين".

وكانت ليفني اوضحت في مقابلة نشرتها صحيفة "الايام" الفلسطينية في الاول من اذار/مارس، انه فضلا عن مشكلة اللاجئين فان مسألة حدود الدولة الفلسطينية المقبلة كما وردت في خطة السلام هذه تطرح ايضا اشكالا بنظر اسرائيل.

وتنص المبادرة العربية على تطبيع العلاقات مع الدولة العبرية مقابل انسحاب اسرائيلي كامل من الاراضي العربية المحتلة في العام 1967 واقامة دولة فلسطينية وحل مشكلة اللاجئين الفلسطينيين.

واعلن اولمرت الاحد قبل لقائه الرئيس الفلسطيني محمود عباس انه يتعامل "بجدية كبيرة" مع المبادرة.

وذكرت صحيفة هآرتس الاسرائيلية ان واشنطن تجري حاليا محادثات مع السعودية واسرائيل في محاولة "لتحسين المبادرة السعودية" عشية عقد قمة الرياض.

مفاوضات سرية

وصدرت التصريحات الاسرائيلية بشأن المبادرة السعودية فيما اشير الى محادثات سرية جارية بين الاسرائيليين والفلسطينيين حول سبل تحريك عملية السلام.

وقال مساعد لوزيرة الخارجية الاسرائيلية رافضا الكشف عن اسمه الاثنين "هناك اتصالات سرية لكن ليس من قناة سرية للمفاوضات".

واشارت مصادر فلسطينية الاحد الى وجود "قناة سرية" بين مسؤولين اسرائيليين وفلسطينيين لاجراء مفاوضات تمهيدا لاستئناف عملية السلام.

وكانت مصادر فلسطينية تحدثت الاحد عن "قناة سرية" للتفاوض يشارك فيها ياسر عبد ربه العضو في اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية ووزير المالية السابق سلام فياض عن الجانب الفلسطيني، وتسيبي ليفني عن الجانب الاسرائيلي. وذكرت المصادر ان المسؤولين الثلاثة التقوا سرا مرتين في الاسابيع الاخيرة. وامتنعت ليفني عن تاكيد او نفي هذه اللقاءات ردا على اسئلة الاذاعة.

مخطوف وشهيد

وفي سياق التطورات الميدانية قال مسؤولون امنيون فلسطينيون ان مراسلا لهيئة الاذاعة البريطانية (بي.بي.سي) خطف في قطاع غزة الاثنين على ايدي مجهولين، كما استشهد فلسطيني بنيران القوات الاسرائيلية في الضفة الغربية.

وقالت مصادر في الشرطة الفلسطينية ان الصحفي هو البريطاني ألان جونستون الذي يعمل مراسلا لهيئة الاذاعة البريطانية في غزة منذ ثلاث سنوات. واضافت انه عثر على سيارته المستأجرة متروكة في مدينة غزة وان البحث جار عنه.

ويعتقد أن جونستون هو الصحفي الغربي الوحيد الذي لا يزال يقيم بشكل دائم في قطاع غزة.

من جهة اخرى، قال مسؤول امني فلسطيني أن ثلاثة مسلحين فلسطينيين شاركوا في تبادل اطلاق النار مع دورية اسرائيلية بالقرب من قرية الزبابدة جنوبي مدينة جنين بالضفة الغربية المحتلة.

وقال الجيش الاسرائيلي في بيان ان مسلحين فلسطينيين فتحوا النار على قوة تعمل في المنطقة وردت القوة بإطلاق النار. وأضاف البيان أن أحدا من الجنود لم يصب في الحادث.

ولم يتضح الى أي مجموعة مسلحة ينتمي المسلحون.

(البوابة)(مصادر متعددة)