جددت اسرائيل الاثنين تهديدها باغتيال مؤسس حركة حماس، الشيخ احمد ياسين، والذي اعلن رئيس أركان الجيش الإسرائيلي موشي يعلون انه يعتبر "هدفا لعملية تصفية". وفي الغضون، هدمت قوات الاحتلال 3 منازل في رفح بينما بدأت بناء جدار جديد في محيط مستوطنة كريات اربع قرب الخليل.
وقال يعلون متحدثا الى الشبكة الثانية في التلفزيون الاسرائيلي "ان الشيخ ياسين يمثل بالنسبة لنا هدفا لعملية تصفية، اذ ليس هناك تمييز بين القيادة السياسية والقيادة العسكرية لحماس".
وتابع "لقد تجاوزنا مسألة شرعية عملية كهذه. والمسألة الآن باتت تتعلق بملاءمة (العملية) وبمصلحتنا".
واتهم رئيس الاركان الشيخ ياسين بانه "امر شخصيا بالعملية الانتحارية" التي نفذتها فلسطينية من حركة حماس الاربعاء الماضي عند معبر ايريز بين قطاع غزة واسرائيل وادت الى مقتل اربعة اسرائيليين بينهم ثلاثة جنود.
وكان نائب وزير الدفاع الاسرائيلي زئيف بويم اعلن الجمعة ان الشيخ ياسين "يستحق الموت".
واضاف "انصحه بالاختباء تحت الارض حيث لن يميز الليل من النهار". واكد "سنجده وسنصفيه".
ورد الشيخ ياسين مؤكدا انه لا يخاف الموت "بل يطلب الشهادة". واضاف "نحن لا نخاف الموت ورفضنا الاستسلام ومستعدون للجهاد والاستشهاد قيادة وافرادا ورجالا ونساء".
وقد خرج مئات الفلسطينيين الاثنين في مدينة غزة في مظاهرة حاشدة تضامنا مع الشيخ ياسين في مواجهة التهديدات الإسرائيلية بقتله.
وانطلقت التظاهرة من أمام مقر المجلس التشريعي في غزة لتجوب شوارع المدينة متجهة إلى منزل الشيخ ياسين في حي الصبرة غرب المدينة.
وفي حديث للصحفيين بشأن إمكانية قبول هدنة مع إسرائيل في ظل التهديدات الأخيرة قال ياسين "وضعنا هدنة سابقة ولم يحترمها العدو ونرفض اليوم أي هدنة لهذا العدو" بدون التزامات محددة بزوال الاستيطان ووقف العدوان على الشعب الفلسطيني.
وفي السياق ذاته أكد قادة حركة حماس في مدينة جنين أن اغتيال مؤسس الحركة سيفضي إلى تصعيد وتيرة العمليات الاستشهادية.
وهدد قادة حماس خلال مهرجان للتضامن مع الشيخ ياسين حضره مئات من مؤيدي الحركة "بالرد بمئات الاستشهاديين إذا قامت إسرائيل بمس مؤسس وزعيم الحركة الشيخ أحمد ياسين".
وألقى أسامة حمدان أحد ممثلي حماس في لبنان كلمة عبر الهاتف أكد فيها أن الهدنة لا تصب في مصلحة الشعب الفلسطيني وأن الوقت غير مناسب للهدنة.
هدم منازل برفح
الى ذلك، اعلن ناطق باسم مديرية الامن العام في قطاع غزة ان الجيش الاسرائيلي "هدم كليا اليوم ثلاثة منازل متجاورة لمواطنين من عائلة واحد" قرب معبر رفح الحدودي مع مصر في رفح جنوب القطاع.
واشار الناطق الى ان "جرافة عسكرية مدعومة بعدة آليات عسكرية توغلت في منطقة الشريط الحدودي وقامت على الفور بهدم المنازل الثلاثة قبل ان تنسحب الى مواقعها".
ودان الناطق الامني عملية الهدم, ووصفها "بانها استمرار للاعتداءات الاسرائيلية وتشريد المواطنين".
جدار كريات اربع
من جهة اخرى، افاد شهود ان الجيش الاسرائيلي بدأ الاثنين، بناء جدار جديد اكثر اتساعا من الجدار القائم في محيط مستوطنة كريات اربع قرب الخليل.
وقال شهود ان جرافات تعمل لفتح ممر يزيد طوله عن ستة كيلومترات ويصل عرضه الى عشرة امتار عبر حقول مزروعة عائدة لفلسطينيين بهدف بناء الجدار الجديد حول كريات اربع.
وبدات ايضا اشغال تثبيت سياج علوه متران سيفصل منازل فلسطينية عن بساتين الزيتون الملاصقة.
وكانت الاشغال بدات في اعقاب صدور امر باستملاك الاراضي وقعته القيادة العسكرية في تشرين الاول/اكتوبر بهدف توسيع الجدار الذي يحيط بمستوطنة كريات اربع حيث يقيم 6500 شخص.
وقد تقدم 26 من مالكي الاراضي الفلسطينية بشكوى امام المحكمة العليا في اسرائيل ضد بناء هذا الجدار الفاصل وضد بناء "منطقة امنية خاصة"، كما اعلن محاميهم الاسرائيلي شلومو ليكر.
وقال المحامي ان توسيع محيط الجدار بصورة كبيرة حول كريات اربع ومستوطنة جيفات هارسينا الملاصقة، سيضم 90 هكتارا من الاراضي الفلسطينية لان بناء الجدار توغل في عمق الاراضي الفلسطينية من مئة الى 300 متر.
واضاف "ان الجيش طمأن المزارعين انه سيتم السماح لهم بزراعة اراضيهم لكن لا وجود لاي سبب على الاطلاق يدعوهم الى تصديق مثل هذا الوعد".
وقال بهذا الشان انه "سيكون على الفلسطينيين للوصول الى حقولهم ان يخضعوا للمراقبة عند حاجز على مدخل المستوطنة التي تقفل امام الفلسطينيين كلما حصل توتر".
وبحسب صحيفة "هآرتس"، فانه يتوقع توسيع الجدران القائمة في محيط مستوطنات اخرى بصورة مستقلة عن بناء جدار الفصل الجاري حاليا في الضفة الغربية والذي لا يشمل جدار كريات اربع.
وكان يفترض بجدار الفصل الذي قالت اسرائيل في بادىء الامر انها تبنيه لمنع تسلل الفلسطينيين الى اراضيها (والذي بنت منه 160 كلم من اصل 730 كلم حتى الان) ان يمر بمحاذاة "الخط الاخضر" الفاصل بينها وبين الضفة الغربية.
لكن ترسيمه الحالي اظهر انه يقضم اراضي فلسطينية واسعة في اماكن عدة من الضفة الغربية لحماية مستوطنات يهودية ومحيط القدس الشرقية التي احتلتها اسرائيل وضمتها.
وبنتيجة ذلك ستجد عشرات البلدات والقرى الفلسطينية وضواحي القدس الشرقية نفسها محاصرة الامر الذي سيعزل 350 الف فلسطيني.
خريطة للمواقع الاستيطانية
في غضون ذلك، افاد مصدر برلماني ان الجيش الاسرائيلي عرض الاثنين لاول مرة امام الكنيست خريطة للمستوطنات العشوائية التي اقيمت في الضفة الغربية.
وعرضت الخريطة التي تبلغ مساحتها عدة امتار مربعة والتي اعتبرت سرية، على اعضاء لجنة الشؤون الخارجية والدفاع في البرلمان,وطلب مسئولون عسكريون من النواب عدم الكشف عن فحوى هذه الخريطة للراي العام.
وقالوا ان الجيش يعتزم تفكيك 28 من هذه النقاط الاستيطانية العشوائية بينما اعلنت الحكومة انها امرت بتفكيك تسع فقط.
ووقع رئيس الوزراء ارييل شارون ووزير الدفاع شاوول موفاز امس الاحد اوامر لتفكيك ثلاث مستوطنات عشوائية في الضفة الغربية.
وبذلك يكون شارون وموفاز وقعا اوامر لتفكيك تسع مستوطنات عشوائية غير مأهولة لكن هذه الاجراءات لم تنفذ لان المستوطنين رفعوا شكاوى امام المحكمة العليا.
وكان نائب وزير الدفاع زئيف بوئيم احصى مؤخرا 28 نقطة استيطانية عشوائية في الضفة الغربية.
وفي كانون الاول/ديسمبر، احصت حركة السلام الان المناهضة للاستيطان من جانبها 103 مستوطنات عشوائية في الضفة الغربية بينها 56 ستوطنة انشئت منذ وصول شارون الى السلطة في مارس 2001
وكانت اسرائيل تعهدت بناء على خارطة الطريق بتجميد الاستيطان بشكل عام وتفكيك المستوطنات العشوائية التي انشئت منذ وصول شارون الى السلطة—(البوابة)—(مصادر متعددة)