احتجزت اسرائيل اكثر من 40 ناشطا مؤيدا للفلسطينيين لدى وصولهم الى مطار تل ابيب يوم الاحد في اطار حملة لدعم الفلسطينيين وسارعت باتخاذ اجراءات لمنع نشطاء اخرين من السفر من أوروبا على طائرات متجهة الى تل أبيب.
واظهر قرار اسرائيل -بتوزيع قوائم باسماء الممنوعين من السفر على شركات الطيران الاوروبية ونشر مئات من قوات الشرطة في مطار بن جوريون لاحتجاز النشطاء الذين نجحوا في الوصول الى تل ابيب جوا- قلق اسرائيل العميق من الحملات الدولية ضد سياستها تجاه الفلسطينيين.
وقال المتحدث باسم الشرطة ميكي روزنفيلد ان السلطات رفضت دخول 41 شخصا الى اسرائيل واحتجزوا لدى وصولهم الى مطار بن جوريون بعد ظهر الاحد وسيتم ترحيلهم. كما القي القبض على اربعة نشطاء من المناصرين للفلسطينيين وعلى شخصين كانا في انتظار القادمين ويحملان لافتات كتب عليها "مرحبا بكم في فلسطين".
وقالت متحدثة باسم وزارة الداخلية ان اسرائيل كانت قد وزعت على شركات الطيران يوم الاربعاء قوائم باسماء نحو 1200 ناشط سيمنعون من دخول اسرائيل. وأوضحت اسرائيل أن شركات الطيران سيكون عليها تحمل تكاليف اعادة اي نشطاء يتم ترحيلهم الى المطارات التي سافروا منها.
وقال ليهي روثتشايلد وهو ناشط من حملة "مرحبا بكم في فلسطين" ان شركات الطيران أخطرت عشرات النشطاء منذ ذلك الحين بالغاء تذاكرهم الى تل ابيب.
وقال منظمون ان نحو 1200 مؤيد للفلسطينيين في اوروبا كانوا قد اشتروا تذاكر طيران الى اسرائيل ويعتزمون السفر الى الضفة الغربية المحتلة التي تبعد ساعة بالسيارة عن تل ابيب في اطار حملة تحمل اسم "مرحبا بكم في فلسطين".
ويقول منظمون ان الهدف من الحملة هو المساعدة في فتح مدرسة دولية ومتحف في بيت لحم.
لكن اسرائيل نددت بالنشطاء باعتبارهم محرضين وقالت انها ستمنع من يهدد النظام العام من الدخول.
وفي مطار زافينتيم ببروكسل لم يسمح لنحو 100 ناشط بلجيكي وفرنسي من المؤيدين للفلسطينيين بركوب طائرات متجهة الى اسرائيل.
ورفع النشطاء الذين قال بعضهم انهم يريدون بناء مدرسة جديدة خطابات سلمت اليهم في المطار تقول انهم مدرجون على قائمة الممنوعين من السفر لانهم يعتزمون "تعطيل النظام ومواجهة قوات الامن عند نقاط الاحتكاك."
واظهر تسجيل مصور بالهاتف المحمول حمله ناشط على الانترنت نحو 20 ناشطا من المؤيدين للفلسطينيين في مطار شارل ديجول بباريس وقد طوقتهم الشرطة.
ونظمت المجموعة اعتصاما في منطقة فحص اوراق السفر حيث هتفوا بالفرنسية "دعونا نذهب الى فلسطين".
وقال بعض المعلقين الاسرائيليين ان السلطات الاسرائيلية بالغت في رد فعلها على هذه الحملة الامر الذي افاد النشطاء المؤيدين للفلسطينيين الباحثين عن الدعاية.
وقال روزنفيلد "نتوقع مئات النشطاء طوال يوم الاحد. سيعاد البعض الى دولهم. في اطار الاجراءات الطبيعية سيستجوبون وسيتخذ القرار بشأن كل حالة على حدة."
وأدت حملة مماثلة في العام الماضي الى منع سفر مئات النشطاء من المطارات الاوروبية وتم ترحيل اكثر من 100 اخرين بعد أن منعتهم اسرائيل من الدخول.
وقال روثتشايلد "رغبة اسرائيل في اعتقال من لم يرتكبوا اي جرم ولم يفعلوا شيئا سوى أنهم جاءوا لزيارة فلسطين رد فعل هستيري."
ويأمل الفلسطينيون اقامة دولة في الضفة الغربية والقدس الشرقية وقطاع غزة وهي مناطق احتلتها اسرائيل في حرب عام 1967.
وأصدر مكتب رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو رسالة يوم السبت لتسليمها للنشطاء لدى وصولهم.
وجاء في الرسالة "نقدر لكم اختياركم أن تكون اسرائيل وجهة اهتماماتكم الانسانية. كان من الممكن أن تختاروا الاحتجاج على الوحشية التي يمارسها النظام السوري يوميا ضد شعبه والتي أودت بحياة الالاف. كان من الممكن أن تختاروا الاحتجاج على الحملة الوحشية التي يشنها النظام الايراني على المعارضة ودعمه للارهاب على مستوى العالم.
"لكنكم اخترتم الاحتجاج ضد اسرائيل الديمقراطية الوحيدة في الشرق الاوسط... وبالتالي نقترح عليكم أن تحلوا اولا المشاكل الحقيقية بالمنطقة ثم تعودوا وتشاركونا تجربتكم. رحلة سعيدة."
وانتقدت صحيفة ها ارتس اليسارية قرار الحكومة منع النشطاء.
وقالت في افتتاحية ان الدولة التي تحترم حقوق الانسان في الاراضي الخاضعة لسيطرتها "بما في ذلك حق الاحتجاج غير العنيف ضد الاحتلال الاجنبي يجب أن تدعو نشطاء السلام لزيارة اي مكان وتستقبلهم بالورود."