استياء اميركي من طريقة التعامل مع مشتبهين بهجوم بنغازي

تاريخ النشر: 16 أكتوبر 2012 - 09:37 GMT
ارشيف/
ارشيف/

 

أظهرت رسائل إلكترونية رسمية اطلعت عليها رويترز أن مسؤولين بوزارة الخارجية الأمريكية يشتبهون في أن حارسين ليبيين استأجرتهما شركة الأمن المتعاقدة مع الوزارة مسؤولان عن حادث وقع في أبريل نيسان الماضي ألقيت فيه قنبلة محلية الصنع على سور مقر البعثة الأمريكية في بنغازي.

وتشير رسائل وزارة الخارجية إلى أن الرجلين اللذين اعتقلا يوم الهجوم أفرج عنهما بعد أن استجوبهما مسؤولون ليبيون لعدم وجود "أدلة قاطعة" يمكن الاستناد إليها لمقاضاتهم.

وفي إحدى الرسائل وصف إريك نوردستروم - الذي كان يعمل مسؤولا عن الأمن الإقليمي بالسفارة الأمريكية في ليبيا آنذاك - حجم العراقيل التي تحول دون مقاضاة المشتبه بهما قائلا إنه أمر "مذهل".

وكان حادث السادس من أبريل نيسان الذي تم بقنبلة بدائية الصنع نذيرا مثيرا للقلق لهجوم الحادي عشر من سبتمبر أيلول الذي استهدف مقرين تابعين للحكومة الأمريكية في بنغازي أسفر عن مقتل أربعة أمريكيين بينهم السفير كريستوفر ستيفنز.

وقالت السلطات الأمريكية في بادئ الأمر إن هجوم الشهر الماضي وقع بشكل عفوي بعد احتجاجات في المنطقة ضد فيلم اعتبر مسيئا للنبي محمد ولكنها تقول الآن إنه هجوم دبره متشددون إسلاميون يحتمل أن يكونوا على صلة بتنظيم القاعدة.

وأدلى نوردستروم الأسبوع الماضي بشهادته أمام جلسة استماع للكونجرس الأمريكي وقال فيها إن مجموعة من المخاوف الأمنية قبل سبتمبر أيلول دفعت المسؤولين في ليبيا إلى المطالبة مرارا بتشديد الأمن ولكن المسؤولين في واشنطن رفضوا هذه الطلبات.

وأوضح هجوم أبريل نيسان مخاوف بعض المسؤولين الأمريكيين في ليبيا من أن يتسبب استئجار سكان محليين لحراسة السفارة في حدوث مشكلات أمنية.

وعرفت الرسائل الإلكترونية أحد المشتبه بهما في الحادث على أنه موظف سابق في مجموعة بلو ماونتن فصل من عمله قبل ذلك بأربعة أيام بسبب تخريب متعمد وقالت إن الآخر لا يزال يعمل في الشركة. وكان الحارسان غير مسلحين وكانا مكلفين بتأدية مهام أمنية روتينية مثل تفتيش الزائرين.

وأبرمت شركة بلو ماونتن التي تتخذ من كارمارثين في ويلز مقرا لها عقدا مع وزارة الخارجية الأمريكية تتولى بموجبه بعض المهام الأمنية الروتينية في مقر البعثة الأمريكية ببنغازي شرق ليبيا. وعملت الشركة بالتنسيق مع شريك محلي لحماية المقر الأمريكي في المدينة الليبية واستئجار حراس له.

ولم يتسن الحصول على تعليق فوري من وزارة الخارجية بشأن الرسائل الإلكترونية التي حصلت عليها رويترز من مصدر حكومي. ورفضت شركة بلو ماونتن التعليق أيضا.

وخضع أمن البعثة للتدقيق من جانب الكونجرس وصار إحدى القضايا التي استغلت في الحملة الانتخابية الأمريكية حيث أشار الجمهوريون إلى أن حكومة أوباما فشلت في توفير الحماية المناسبة للبعثة.

ووصفت رسالة إلكترونية بعث بها نوردستروم يوم 21 من أبريل نيسان الماضي مدى الصعوبات التي يواجهها التحقيق في حادث القنبلة بدائية الصنع الذي لم يسفر عن وقوع أي إصابات.

وقال نوردستروم في رسالته "منذ بداية التحقيق كان هناك تأكيد قوي على عدم وجود أدلة قاطعة وصعوبة في مقاضاة أحد."

وأشار نوردستروم إلى قول مسؤولين محليين "إنهم لم يعثروا على أي قنبلة بدائية الصنع مع المشتبه بهما يمكن أن يستخدموها لمحاكمتهما."

وذكرت رسالة إلكترونية أخرى من أنتونيو زاموديو القائم بأعمال مسؤول الأمن الإقليمي لدى البعثة الأمريكية في بنغازي أسماء ثلاثة أشخاص مشتبه بهم وهم الحارس السابق الذي فصل من العمل بسبب التخريب المتعمد وحارس خفضت رتبته من "قائد حرس إلى حارس عادي" وآخر يملك المركبة التي قادها الآخرون ليلة الهجوم بينما كان يمارس عمله في تلك الليلة.

وأشارت الرسالة إلى أنه تم استجواب المشتبه به الثالث ثم أطلق سراحه.

واحتجزت كتيبة 17 فبراير - وهي ميليشيا محلية كانت قوة تابعة للحكومة الليبية تعمل على حماية البعثة الدبلوماسية في بنغازي - المشتبه بهما الأول والثاني.

وذكرت الرسالة أن الكتيبة افتقرت إلى المهارات الأساسية للتحقيق ولم تكن هناك أي محاولات للحصول على إفادات من المشتبه بهم في غضون الساعات الست عشرة الأولى من اعتقالهم. وأضافت أنه لم يتم الفصل بين المشتبه بهم وسمح لهم بالتحدث بعضهم مع بعض.

وقالت الرسالة إن القنبلة البدائية التي استخدمت في هجوم أبريل نيسان من نوع "متاح بالفعل في بنغازي وتستخدم عادة في صيد الأسماك" وأحيانا للاحتفال.

وقال زاموديو في الرسالة الإلكترونية إن مسؤولي الأمن المحليين والسكان المحليين لا يعتبرون استخدام هذا النوع من المتفجرات شيئا غاية في الخطورة.