عثر المراقبون الدوليون على 13 جثة في شرق سوريا مقيدة الأيدي، وذلك في وقت افيد عن سقوط قتلى في اشتباكات عنيفة وقصف في ضواحي واحياء من دمشق وفي حماة وحمص، فيما جددت روسيا والصين رفضهما للتدخل العسكري في سوريا.
وقال رئيس فريق مراقبي الأمم المتحدة في سوريا الميجر جنرال روبرت مود يوم الأربعاء إنه تم العثور على 13 جثة في شرق البلاد مقيدة الأيدي خلف الظهر وتحمل بعضها آثار أعيرة نارية في الرأس أطلقت عن قرب.
وأضاف بيان صادر عن بعثة المراقبين "الجنرال مود منزعج للغاية جراء هذا العمل المروع وغير المبرر... وهو يدعو كل الأطراف إلى ضبط النفس وانهاء دائرة العنف من أجل سوريا والشعب السوري."
وافيد الاربعاء، عن سقوط قتلى في مواجهات عنيفة وقصف في ضواحي واحياء من دمشق وفي حماة وحمص.
وقال المرصد السوري لحقوق الانسان في بيان ان اشتباكات عنيفة دارت فجر الاربعاء في منطقة السيدة زينب في ضاحية دمشق حيث سمعت اصوات انفجارات، وفي مدينة القطيفة في الريف.
وسمعت اصوات انفجارات شديدة في مدينة دوما صباحا، وافاد المرصد بمقتل خمسة اشخاص في دوما في حوادث لم تتضح ملابساتها بعد.
وسمعت اصوات انفجارات واطلاق رصاص في حيي القدم والحجر الاسود الدمشقيين، بحسب المرصد الذي لم يوضح ملابسات هذه الانفجارات.
وقتل مواطن في مدينة داريا بريف دمشق بعد منتصف الليل برصاص القوات النظامية.
وفي محافظة حماة وسط البلاد، سجل فجرا وقوع اشتباكات عنيفة في كفرزيتا اسفرت عن مقتل عنصرين منشقين وعدد من عناصر القوات النظامية لم يستن للمرصد تحديده، ثم عاد الهدوء وسيطر على البلدة.
وفي حمص (وسط)، قتل عنصر منشق اثر اطلاق القوات النظامية النيران على سيارته فجرا.
وتعرض حي الخالدية لاطلاق رصاص كثيف تزامن مع اصوات انفجارات شديدة، بحسب المرصد السوري لحقوق الانسان.
وكان الموفد الدولي العربي المشترك الى سوريا كوفي انان دعا الثلاثاء الرئيس السوري بشار الاسد الى "التحرك الان" واتخاذ "خطوات جريئة" لوقف العنف في البلاد.
الا ان روسيا والصين جددتا الاربعاء، رفضهما للتدخل العسكري في سوريا.
ونقلت وكالة انترفاكس الروسية للأنباء عن جينادي جاتيلوف نائب وزير الخارجية قوله يوم الأربعاء إن روسيا ترفض التدخل العسكري في سوريا وتعتقد أن الوقت سابق لأوانه لأن يتخذ مجلس الأمن اجراءات جديدة بشأن الأزمة.
وكررت وزارة الخارجية الصينية يوم الأربعاء معارضتها للتدخل العسكري في سوريا.
ولم يوضح ليو وي مين المتحدث باسم الخارجية ما إذا كانت الصين ستطرد دبلوماسيين سوريين بعد أن طردت الكثير من الحكومات الغربية دبلوماسيين سوريين كبارا احتجاجا على مقتل مدنيين في سوريا.
وتابع ليو في إفادة صحفية يومية "لم أسمع بأي تأثير على السفارة السورية في الصين."
وطلبت اليابان من السفير السوري في طوكيو مغادرة البلاد كما اعلنت وزارة الخارجية الاربعاء فيما تتزايد الضغوط الدولية على حكومة دمشق بسبب استمرار اعمال العنف الدموية.
وقال مسؤول في وزارة الخارجية اليابانية لوكالة فرانس برس ان الحكومة اليابانية طلبت من محمد غسان الحبش مغادرة البلاد "في اسرع وقت ممكن".
وامرت فرنسا السفيرة السورية بمغادرة البلاد.
وكانت استراليا اول بلد غربي يعلن الثلاثاء طرد دبلوماسيين سوريين في غضون 72 ساعة ردا على مجزرة الحولة التي خلفت 108 قتلى على الاقل. وعلى الاثر، اتخذ الاوروبيون والاميركيون والكنديون قرارات مماثلة.
وانضمت اليابان الاربعاء الى ركب الدول التي طردت دبلوماسيين سوريين من اراضيها، حيث قررت طرد السفير السوري.
واتخذت كندا وفرنسا والمانيا وايطاليا واسبانيا والمملكة المتحدة خطوات مماثلة في حق الدبلوماسيين السوريين في تلك الدول في اطار اجراء منسق.
وقال دبلوماسيون يوم الأربعاء إن مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة سيعقد جلسة خاصة بشأن سوريا يوم الجمعة لبحث أحدث مذبحة الحولة.
وأضاف أحد الدبلوماسيين المشاركين في الاعداد للاجتماع في جنيف "الأمور تتبلور بسرعة.. سيكون الدعم قويا."
وقادت الولايات المتحدة وقطر وتركيا والاتحاد الأوروبي الدفع من أجل عقد الجلسة الخاصة والتي ستكون الرابعة التي يناقش فيها مجلس حقوق الانسان الوضع في سوريا منذ اندلاع الانتفاضة العام الماضي.
من جهتها، انتقدت الصحف السورية الصادرة صباح الاربعاء في دمشق اقدام دول غربية على طرد السفراء السوريين، ردا على مجزرة الحولة في حمص التي راح ضحيتها الجمعة اكثر من مئة مدني.
وتحت عنوان "سعار دبلوماسي" كتبت صحيفة البعث الناطقة باسم حزب البعث العربي الاشتراكي "ما معنى ان يقرر الاطلسيون طرد السفراء السوريين دفعة واحدة بينما كان (المبعوث الدولي المشترك) كوفي أنان في دمشق يبحث سبل انجاح خطته".
وانتقدت الصحيفة السياسة الخارجية للرئيس الفرنسي الجديد فرنسوا هولاند معتبرة انه "يلوح بخطاب الحرب مجازفا بالتضحية بسياسة فرنسا الخارجية كلها على مذبح استرضاء اسرائيل وتحت تأثير الدولارات القطرية".
أما صحيفة الوطن القريبة من السلطات في سوريا، فقد انتقدت مغادرة أنان سوريا أمس الثلاثاء اثر لقائه الرئيس بشار الاسد "دون أي ادانة لاي من الدول التي تمول وتسلح وتحتضن المقاتلين في سوريا، مكتفيا بالعبارات الدبلوماسية".
واضافت الصحيفة ان مهمة أنان تبدو "وكأنها تقتصر على الزام الشعب السوري دون سواه بسحب الياته وجنوده وفتح المجال امام المسلحين ليرتكبوا مزيدا من الجرائم وعمليات الخطف والقتل".
اشارت الصحيفة الى ان هذه المعلومات "يصعب تأكيدها خاصة أن بعثة المراقبين تلتزم الصمت التام أمام الصحافيين (..) كما يرفض المراقبون اصطحاب الإعلام في الكثير من المواقع التي يزورونها بحجة أن المسلحين يرفضون دخول الإعلام".