استقبال ابطال لعباس برام الله ونتانياهو يدعوه للتفاوض

تاريخ النشر: 25 سبتمبر 2011 - 04:33 GMT
عباس يتحدث لمستقبليه في رام الله
عباس يتحدث لمستقبليه في رام الله

 

استقبل الاف الفلسطينيين الرئيس محمود عباس العائد من الامم المتحدة استقبال الابطال بعد ان قدم طلب الحصول على العضوية الكاملة لفلسطين، فيما دعاه رئيس الوزراء الاسرائيلي لاستئناف التفاوض من دون شروط مسبقة.
وامتلأت الساحة الرئيسية للمقاطعة عن بكرة ابيها، قبل وقت قصير من وصول عباس، اضافة الى المئات الذين احتشدوا على الطرق الرئيسية المؤدية الى المقاطعة، في حين تواجد المئات من افراد الشرطة وحرس الرئاسة الخاص.
وقد دعت مؤسسات فلسطينية ليل السبت الاحد الفلسطينيين الى التجمع لاستقبال عباس، في حين دعت نقابة العاملين في الوظيفة العمومية الى تعليق العمل في المؤسسات العامة عند الساعة 13,00 (11,00 تغ) لتمكين الموظفين من المشاركة في الاستقبال..
ويبدو ان الفلسطينيين متفائلون بخطاب عباس امام الجمعية العامة للامم المتحدة الذي اعلن فيه تقديمه طلب عضوية دولة فلسطين في الامم المتحدة، الا ان عباس تحدث امام الحشد ب"واقعية" وقال "نحن واقعيون، ونقول ان مسيرتنا الدولية الدبلوماسية العالمية قد بدأت وامامنا شوط طويل".
واكد عباس في كلمه قصيره له امام الحشد ان الفلسطينيين لن يعودوا الى طاولة المفاوضات دون "وقف الاستيطان بشكل كامل" وقال "نحن اكدنا للجميع اننا نريد ان نصل الى حقوقنا بالطرق السلمية، بالمفاوضات لكن ليس اية مفاوضات، لن نقبل الا بالشرعية الدولية ووقف الاستيطان بشكل كامل".
وقوطع حديث عباس بالتصفيق حينما قال "ارفعوا رؤوسكم فانتم فلسطينيون".
وقال عباس الذي وقف الى جانبه رئيس الوزراء الفلسطيني سلام فياض "ذهبت الى الامم المتحدة احمل امالكم واحلامكم وطموحاتكم وعذاباتكم ورؤيتكم للمستقبل وحاجتكم الى دولة فلسطينية مستقلة".
واشار عباس الى ان الشعب الفلسطيني يعيش ربيعه السلمي الخاص، وقال "قلنا للعالم ان هناك الربيع العربي، ولكن الربيع الفلسطيني موجود، وهو ربيع شعبي جماهيري مقاوم سلمي للوصول الى غايتنا".
ومن الاف الفلسطينيين الذين جاؤا الى المقاطعة من شتى انحاء المدن الفلسطينيين، لاعلان تأييدهم ودعمهم للرئيس عباس محمد العامودي (53 عاما) الذي اصطحب معه طفله الصغير.
ويقول محمد "جئنا اليوم للمقاطعة لتأييد ودعم الرئيس محمود عباس وتحيته على خطابه الجريء في الامم المتحدة، وتحديه للولايات المتحدة واسرائيل".
واضاف "اعتقد ان ابو مازن يستحق ان يقف معه الشعب الفلسطيني في حربه الدبلوماسية هذه".
حياة سلامة (65 عاما) وهو معلمة متقاعدة جاءت مع صديقتها نوال عمور (60) من مدينة جنين الى رام الله "لتأييد ابو مازن وان نريه باننا نقف معه".
ويقول الفتى محمود حامد (17 عاما) الذي جاء من قرية مزارع النوباني التي تبعد حوالي 25 كم "جئت لتأييد الرئيس ابو مازن في طريقه نحو الحرية، نحن نريد الحرية وانا هنا لاقول له نحن معك".
وجلس عبد القادر محمد (71 عاما) وهو يحمل العلم الفلسطيني على سور قريب، وقال "اعتقد ان ابو مان وفي خطابه تحدث عنا، وكأننا نحن الذين كنا نتحدث، لذلك انا هنا لتأييده ودعمه". واضاف "ابو مازن قام بما عليه في الامم المتحدةة ووضع طلبنا امام العالم، وجئت لاقول له شكرا".
وقال عبدالله الهندي ( 65 عاما) وهو من قرية الجديرة المحاذية لمدينة القدس "جئت هنا لهدفين، الاول تأييد الرئيس ابو مازن في طلبه الحصول على مقعد لفلسطين في الامم المتحدة، والثاني لاقول لحكومة نتنياهو واميركيا ان ابو مازن حينما تحدث في الامم المتحدة تحدث باسمنا جميعا، ولم يتحدث باسمه فقط".
وعلقت على واجهات بنايات المقاطعة صورا عملاقة للرئيس عباس، كتب على احدها "نحن بك اقوياء وأنت بشعبك كبير". وعلقت صورة اخرى كتب عليها مقطع خطابه امام الامم المتحدة الذي يقول "لا أعتقد ان احدا لديه ضمير ووجدان يمكن ان يرفض حصولنا على عضوية كاملة في الامم المتحدة".
وكتب على صورة اخرى لعباس "هنا باقون ... هنا قاعدون" وهي ايضا كلمات استخدمها في خطابه امام الامم المتحدة.
من جانبه كتب عبد الباري عطوان في صحيفة القدس العربي ان "خطاب الرئيس عباس كان خريطة طريق، ورقة عمل، فضحا كاملا للاحتلال وجرائم مستوطنيه، وارهاب الدولة الاسرائيلية في الضفة والقطاع، وعمليات الاستيطان المتواصلة لمصادرة الارض وتهويد القدس، وارهاب ابناء الشعب الفلسطيني".
واضاف "لهذا يجب ان ينتقل فورا من مرحلة الكلام الى مرحلة التطبيق العملي على الارض، ومحاسبة اي خروج عن كل ما ورد فيه من مبادئ ونقاط".
نتانياهو يدعو للمفاوضات
وفي الاثناء، دعا رئيس الوزراء الاسرائيلي الرئيس الفلسطيني الى استئناف التفاوض من دون شروط مسبقة من اجل التوصل الى اتفاق سلام في الشرق الاوسط.
وفي تصريحات ادلى بها لقناة ان بي سي التلفزيونية الاميركية قال نتانياهو مخاطبا الرئيس الفلسطيني "اذا اردت السلام ضع جانبا كل شروطك المسبقة". 
واضاف نتانياهو عبر ان بي سي "الفلسطينيون يريدون دولة، ولكن في المقابل عليهم ان يؤمنوا السلام. ما يحاولون القيام به في الامم المتحدة هو الحصول على دولة من دون تقديم السلام الى اسرائيل او تقديم السلام والامن الى اسرائيل". 
واوضح انه تطرق الى موضوع المحادثات من دون شروط مع عباس على هامش الجمعية العامة للامم المتحدة الاسبوع الماضي. 
واضاف "قلت في الامم المتحدة، قلت للرئيس عباس: انظر نحن في المدينة نفسها وفي المبنى نفسها، في الامم المتحدة! دعنا نجلس ونبدأ في الحديث من اجل السلام". 
وكان رئيس الوزراء الاسرائيلي اعلن الجمعة في الامم المتحدة ان اسرائيل تمد يدها للفلسطينيين سعيا الى السلام، لكن هؤلاء يرفضون التفاوض. وقال نتانياهو الاحد "اذا اعترفوا (الفلسطينيون) باسرائيل كدولة يهودية وحصلنا على شروطنا الامنية فليس هناك اي سبب لعدم التوصل الى السلام. وهذا ما اعمل عليه".