قال مسؤولون عسكريون يوم الخميس إن القوات الاميركية والعراقية ستشن قريبا حملة رئيسية في حي مدينة الصدر معقل الجماعات المسلحة الشيعية في لحظة فارقة للحملة الامنية الحاسمة في بغداد.
وتشن قوات بقيادة أميركية غارات محدودة في معقل جماعة جيش المهدي التابعة لرجل الدين الشيعي المناوئ للولايات المتحدة مقتدى الصدر مستهدفة قادة فرق الموت لكنها أحجمت حتى الان عن القيام بحملة منسقة في الحي المكتظ بالسكان.
وتقيم القوات الاميركية والعراقية في اطار الحملة الجديدة نقاط تفتيش مشتركة في مدينة الصدر وتنفذ مداهمات واسعة النطاق من باب الى باب على المساكن والبنايات في تصعيد بارز لخطة تعتبر الفرصة الاخيرة لتجنب حرب أهلية طائفية.
وتقول واشنطن ان جيش المهدي هو أكبر تهديد للسلام في العراق. والصدر حليف سياسي مهم لرئيس الوزراء الشيعي نوري المالكي وقد تختبر الغارات تعهد المالكي باستهداف كل الجماعات المسلحة بصرف النظر عن الانتماء الطائفي.
وظهرت تفاصيل الخطة أثناء اجتماع لقادة عسكريين أميركيين وعراقيين يوم الخميس في مدينة الصدر حضره أيضا رئيس بلدية الحي.
واتفق المجتمعون وهم يحتسون الشاي بالنعناع في مركز للشرطة حلقت فوقه أربع طائرات هليكوبتر على اقامة مركز أمني مشترك في مدينة الصدر في غضون أيام قليلة.
وهذا أول وجود دائم للقوات الاميركية في الحي منذ غزو عام 2003.
وقال الكولونيل بيلي دون فارس قائد قوات التحالف في ضاحيتي مدينة الصدر والاعظمية "نفذنا عمليات خاصة في مدينة الصدر لبضعة أشهر لكن هذه هي المرة الاولى التي نشن عمليات شاملة هناك والمرة الاولى التي يكون لنا وجود دائم هناك."
وأبلغ رويترز "لن تكون هناك معاقل في العراق. سنذهب الى كل بناية وكل منزل ونطهر المنطقة تدريجيا. سنستهدف أي مجموعة تهاجم القوات العراقية والاميركية."
ويقول قادة عسكريون أميركيون ان خططا سابقة لتحقيق الاستقرار في بغداد فشلت بسبب عزوف الحكومة التي يقودها الشيعة عن تضييق الخناق على المسلحين الشيعة. ويلام هؤلاء على الكثير من عمليات القتل الطائفي لكن كثيرا من الشيعة ينظرون اليهم على أنهم أفضل دفاع في مواجهة المقاتلين من السنة العرب مثل تنظيم القاعدة.
وكان الصدر الذي قاد انتفاضتين ضد القوات الاميركية في 2004 انتقد الخطة الامنية الجديدة هذا الاسبوع وقال انها لن تنجح بسبب مشاركة القوات الاميركية.
وقال الشيخ رحيم الدراجي رئيس بلدية مدينة الصدر ان الصدريين مستعدون لمنح الخطة فرصة لكن اذا استمرت الهجمات على الطائفة الشيعية فان "أهل مدينة الصدر سيدافعون عن أحيائهم."
وأضاف "نعتقد أن السلاح ينبغي أن يكون في أيدي القوات العراقية لكن يجب حماية الناس من الارهابيين." واعترض على "أساليب غليظة" انتهجها الاميركيون في غارات أخيرة.
وتنشر القوات الاميركية والعراقية 90 ألفا من الجيش والشرطة في بغداد. وأقيم 15 مركزا أمنيا مشتركا حيث يعيش الجنود الاميركيون مع نظرائهم العراقيين في مسعى للاحتفاظ بالمناطق التي جرى تطهيرها.
وفي مدينة الصدر التي يقطنها مليونان من الشيعة الفقراء تواجه القوات الاميركية عدوا مراوغا. فقد غادر قادة جيش المهدي في حين يعمد المقاتلون المتشحون بالسواد الى الابتعاد عن الانظار ويتجنبون المواجهة مع القوات الاميركية.
وتنتشر في الحي لوحات كبيرة عليها صور عابسة للصدر. وعمقت شبكة الصدر من الخدمات الاجتماعية والدينية مشاعر التشدد الشيعي مما جعل معقل الطائفة في شرق بغداد منيعا على الدخلاء.
ويلعب أطفال عراة بجانب برك من مياه المجارير وترعى الماعز وسط تلال من النفايات لكن مشروعات بتوجيه من الاغلبية الشيعية في السلطة بدأت تؤتي بعض الثمار فيما يبدو.
وكان الولاء الطائفي لقوات الامن العراقية حيث يهيمن الشيعة على الشرطة قد القى ظلالا من الشك على قيام المالكي بضرب الجماعات المسلحة الشيعية بنفس العزيمة التي يطارد بها المقاتلين السنة.
وقال اللواء كريم عبد الرحمن قائد القوات العراقية في شرق بغداد ان الامر مختلف هذه المرة.
وقال "أحمل أمرا واحدا من المالكي... فرض القانون."