استشهاد فلسطينيين والنزاع حول الاستيطان يعثران عملية السلام

تاريخ النشر: 19 ديسمبر 2013 - 05:24 GMT
جميل السعدي يقبل جثة ابنه نافع في جنين
جميل السعدي يقبل جثة ابنه نافع في جنين

استشهد فلسطينيان برصاص الجيش الاسرائيلي في اقل من 24 ساعة خلال محاولتي اعتقال في شمال الضفة الغربية، مما دفع الرئاسة الفلسطينية الى اتهام اسرائيل بالسعي لافشال مفاوضات السلام الجارية برعاية اميركية.

وتعهد رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو بمواصلة البناء الاستيطاني في الضفة الغربية المحتلة على الرغم من الانتقادات الاميركية مؤكدا انه "لن نتوقف ولو للحظة عن بناء بلدنا وتقوية انفسنا وتطوير (...) المشروع الاستيطاني".

وتأتي تصريحات نتانياهو بينما اشارت معلومات نشرها الموقع الالكتروني لصحيفة هآرتس اليسارية الى ان واشنطن طلبت من اسرائيل عدم الاعلان عن بناء وحدات استيطانية جديدة عند اطلاق الدفعة الجديدة من الاسرى الفلسطينيين في 29 من كانون الاول/ديسمبر المقبل.

ومن جهته،اكد المتحدث باسم الرئاسة نبيل ابو ردينة لوكالة فرانس برس ردا على ذلك بان "بناء المستوطنات او تطويرها غير شرعي ولا نعترف به" مؤكدا بان "السلام يقوم على اساس إقامة الدولة الفلسطينية على حدود 1967 وعاصمتها القدس الشرقية وحل كافة قضايا الوضع النهائي وإطلاق سراح كافة الأسرى".

وحذر المفاوضون الفلسطينيون مرارا من انهم لن يستطيعوا مواصلة المفاوضات مع اسرائيل المقررة لنهاية نيسان/ابريل المقبل، في حال تواصل عمليات القتل وهدم المنازل على يد الجيش الاسرائيلي بالاضافة الى البناء الاستيطاني بمعدله الحالي.

وقتل ثلاثون فلسطينيا برصاص قوى الامن الاسرائيلية في عام 2013 واغلبهم في الضفة الغربية. وتم هدم اكثر من 600 منشاة فلسطينية منذ بداية العام مما ادى الى "تشريد الف فلسطيني" بحسب بيان صادر عن الاتحاد الاوروبي الخميس.

وقال ابو ردينة في تصريح نشرته وكالة الانباء الفلسطينية الرسمية (وفا) ان الرئاسة تدين "جرائم القتل التي ارتكبها جيش الاحتلال الاسرائيلي ليلة امس وادت الى استشهاد المواطنين صالح ياسين من مدينة قلقيلية ونافع السعدي من مخيم جنين".

واضاف ان "هذا التصعيد الاسرائيلي الخطير يهدف إلى افشال الجهود الاميركية والدولية المبذولة لدفع عملية السلام إلى الامام وايصال المفاوضات الى طريق مسدود"، داعيا المجتمع الدولي الى التحرك بسرعة.

وقتل صالح ياسين وهو عنصر في قوى الامن الفلسطينية في تبادل اطلاق نار مع جنود اسرائيليين في قلقيلية شمال الضفة الغربية حيث قال الجيش الاسرائيلي بانه قتل اثناء كمين نصب في المدينة بعد تبادل لاطلاق النار مع جنود اسرائيليين.

وقبلها بساعات، قتل نافع السعدي وهو ينتمي الى حركة الجهاد الاسلامي واصيب اخرون بنيران قوات الامن الاسرائيلية خلال مواجهات جرت خلال عملية توقيف في مخيم جنين بشمال الضفة الغربية.

واشارت مصادر امنية فلسطينية ان افراد القوة الاسرائيلية كانوا متنكرين بلباس عمال من شركة الاتصالات الفلسطينية بالتيل.

وقالت وسائل الاعلام الاسرائيلية الى ان عملية جنين شنتها وحدة من حرس الحدود الاسرائيلي.

واكد نتانياهو في اجتماع لحزب الليكود اليميني الذي يتزعمه مساء الاربعاء "اعلم بان الناس يقولون لنا بانه لا يوجد سلام بسبب المستوطنات وبسبب وجودنا في يهودا والسامرة (الاسم الاستيطاني للضفة الغربية) وهذا ليس صحيحا".

وبحسب نتانياهو فانه "لا يوجد سلام بسبب استمرار معارضة وجود دولة يهودية قومية مهما كانت حدودها ونحن لدينا حق في دولة مماثلة مثل اي من الشعوب الاخرى".

واكد وزير الخارجية الاميركي جون كيري الذي نجح في تموز/يوليو الماضي الى دفع الجانبين للعودة الى طاولة المفاوضات،في مقابلة نشرت الاحد بانه "متشجع لان القضايا الصعبة للغاية بدأت في التبلور".

واشار كيري في 13 من كانون الاول/ديسمبر الماضي الى ان "الدفعة التالية من الافراج عن الاسرى الفلسطينيين من المقرر ان تتم في 29 كانون الاول/ديسمبر، وستجري في ذلك الموعد".

وقالت اسرائيل انها ستفرج عن 104 اسرى فلسطينيين مع تقدم محادثات السلام في اربع مجموعات خلال فترة التسعة اشهر. وقد افرجت حتى الان عن 52 اسيرا في دفعتين.

واعلنت اسرائيل بالتزامن مع اطلاق سراح الدفعة الماضية من الاسرى الفلسطينيين بناء اكثر من 5000 وحدة سكنية استيطانية في القدس الشرقية والضفة الغربية المحتلتين.

وادت هذه الاعلانات الى اندلاع ازمة مع طاقم المفاوضات الفلسطيني الذي قدم استقالته اوائل شهر تشرين الثاني/نوفمبر الماضي والتي رفضها الرئيس الفلسطيني.