استئناف المعارك في السودان بعد توقف قصير في يوم العيد

تاريخ النشر: 24 أبريل 2023 - 07:17 GMT
استئناف المعارك في السودان بعد توقف قصير في يوم العيد

استانف الجيش السوداني وقوات الدعم السريع صباح السبت، جولات القتال بينهما عقب هدوء نسبي صاحب اعلانهما هدنة قصيرة في اول ايام عيد الفطر.

وعادت اصوات الانفجارات واطلاق النار تدوي في انحاء العاصمة الخرطوم مع دخول المعارك اسبوعها الثاني اليوم السبت، وذلك بعدما كانت تسببت في مقتل المئات واصابة الالاف منذ اندلاعها في 15 نيسان/أبريل.

وكان الطرفان المتناحران تبادلا الاتهامات بالمسؤولية عن هذا التصعيد المفاجئ، والذي ياتي بعدما تاجل لمرتين توقيع اتفاق سلام بين العسكريين والمدنيين لانهاء الأزمة السياسية التي تعيشها البلاد منذ اطاحة الرئيس السابق عمر البشير في 2019.

وتعثر توقيع الاتفاقية التي كان يفترض ان تفسح الطريق لتشكيل حكومة مدنية، وذلك بسبب خلافات حول بند اساسي في اتفاق السلام يتعلق بشروط دمج قوات الدعم السريع في الجيش.

والدعم السريع هي قوة انبثقت عن ميليشيا الجنجويد التي كانت ذراع البشير الباطش لقمع التمرد في اقليم دارفور.

واستولى الحليفان السابقان البرهان وحميدتي على السلطة عقب انقلاب العام 2021 أطاحا اثره بالمدنيين الذين كانوا يتقاسمون السلطة مع العسكريين، قبل ان يدب الصراع بينهما.

والجمعة، اعلن الرجلان موافقتهما على هدنة لثلاثة ايام عقب اتصالات اجراها معهما وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن والأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش.

واوضح حميدتي انه ناقش مع غوتيريش مسائل تناولت "الهدنة الإنسانية" وحماية العاملين في المجال الإنساني وفتح ممرات امنة. لكن الهدنة لم يتم الالتزام بها سوى يوم الجمعة، وبصورة نسبية.

كافة انواع الاسلحة

ويؤكد كل من الجيش وقوات الدعم السريع سيطرتهما على الارض، لكن يتعذر تاكيد ذلك بسبب القتال المحتدم في الخرطوم التي خلت شوارعها من المدنيين بشكل شبه تام.

""لم تدم هدنة العيد سوى لاقل من يوم عادت بعدها الانفجارات لتدوي في الخرطوم
لم تدم هدنة العيد سوى لاقل من يوم عادت بعدها الانفجارات لتدوي في الخرطوم

 

وتستخدم في القتال كافة انواع الاسلحة المتاحة للطرفين، ومن بينها سلاح الطيران والدبابات التي تشن ضربات يطال بعضها مناطق مكتظة بالسكان، خصوصا في الخرطوم التي تشهد اعنف المعارك.

وشمل القتال جميع أنحاء السودان تقريبا، بما فيها ام درمان المجاورة للخرطوم، حيث اتهم الجيش قوات الدعم السريع بشن هجمات عنيفة على مواقعه وكذلك اقتحامه سجنا لتسهيل فرار نزلائه، وهو الامر الذي تنفيه الاخيرة.

وفي اقليم دارفور غربي البلاد، وصفت منظمة اطباء بلا حدود الوضع فيه بالكارثي في ظل عدم توفر اسرة كافية لاستيعاب العدد الهائل للمصابين، وغالبيتهم اطفال.

وتعاني الخرطوم من وضع مشابه مع توقف اكثر من ثلثي مستشفياتها عن العمل بعد تعرضها للقصف والنهب بحسب نقابة الأطباء، والتي قالت ان أربع مستشفيات في ولاية شمال كردفان تعرضت للقصف ايضا.

وقتل نحو 413 شخصا واصيب اكثر من 3550 في القتال في انحاء السودان وفق ما اعلنت منظمة الصحة العالمية. على ان العدد الفعلي ربما يكون اكبر بكثير في ظل عدم تمكن فرق الانقاذ من الوصول الى القتلى والجرحى في العديد من المناطق.

وعلى صعيد اخر، فقد حذر برنامج الغذاء العالمي من اتساع نطاق المجاعة بسبب المعارك في السودان الذي يعتمد 15 مليون شخص، يشكلون ثلث عدد السكان، على المساعدات.