حطت الطائرة السورية القادمة من موسكو والتي اجبرت على الهبوط في تركيا، على ارض مطار دمشق الدولي في تمام الساعة 3.40 حسب التوقيت المحلي صباح يوم 11 اكتوبر/تشرين الأول.
وكانت الطائرة المذكورة، التي كانت تنفذ رحلة من موسكو الى دمشق والتي اجبرتها مقاتلات القوات الجوية التركية على الهبوط مساء الاربعاء 10 اكتوبر/تشرين الاول، اقلعت من انقرة، وذلك بعد ان قضت نحو 9 ساعات في تركيا.
موسكو: لا وجود لآثار اسلحة
ونفى مصدر في وكالة تصدير السلاح في روسيا في تصريحات لوكالة انترفاكس الروسية للأنباء يوم الخميس وجود أسلحة على متن طائرة الركاب السورية التي أجبرت على الهبوط في تركيا بينما كانت في طريقها من موسكو إلى دمشق للاشتباه بأنها تحمل معدات عسكرية. ونقلت وكالة الأنباء الروسية عن المصدر الذي طلب عدم ذكر اسمه قوله "لم تكن هناك أسلحة ولا أي نوع من الأنظمة أو قطع المعدات العسكرية على متن الطائرة ولا يمكن أن تكون على متنها." وجرت مصادرة جزء من شحنة الطائرة في تركيا قبل أن تستكمل طائرة الركاب رحلتها ولم تكشف تفاصيل عن محتوياتها
وقد وصفت مديرة مؤسسة الطيران العربية السورية غيداء عبد اللطيف إجبار طائرة الركاب السورية على الهبوط في تركيا بأنه "قرصنة جوية"، مؤكدة انه سيتم تقديم احتجاج لاتحاد النقل الجوي الدولي واتحاد الطيران العربي وجميع المنظمات الدولية والإنسانية.
وأكدت عبد اللطيف في مكالمة هاتفية مع قناة "روسيا اليوم" من دمشق ان حالة ركاب الطائرة التي اجربرت على الهبوط في تركيا تسوء وان الطائرة "لا تنقل أية حمولة مخالفة للأنظمة والقوانين المحلية والعالمية". وشددت على ان هذا العمل يعتبر "قرصنة جوية" لأنه لم يتم اعلام قائد الطائرة عند عبوره الأجواء التركية بضرورة الهبوط للتفتيش بل فوجئ بالطائرات التركية المقاتلة محاطة بالطائرة وذلك عبر الجهاز الملاحي الخاص. وأشارت عبد اللطيف إلى ان "طريقة التعامل مع الطائرة والركاب مخالفة للأنظمة والأعراف التجارية والدولية"، وأكدت ان "الركاب بحالة غضب على طريقة التعامل غير الأخلاقية".
المالكي: وقاحة تركية
في الاثناء اعلن رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي ان حلف شمال الاطلسي "الناتو" لا يجب ان يتدخل في الازمة السورية تحت مبرر حماية تركيا لانه لا شيء يهددها ووصف الاجراءات المتبعة اتجاه سورية بانها وقاحة تركية
وقال المالكي في حديث لوكالة "انترفاكس" الروسية يوم الاربعاء 10 اكتوبر/تشرين الاول ان الحديث عن ان الطائرات السورية القت قنابل على الاراضي التركية مبالغ فيه كثيرا، حتى وان حدث شيء من هذا القبيل. واضاف انه لا يجب تضخيم الموضوع الى حرب وجلب منظمة كاملة كالناتو لحماية تركيا التي لا يهددها شيء، معتبرا ان تدخل الحلف في الوضع السوري يهدد باشعال حرب جدية في كل المنطقة. كما انتقد رئيس الوزراء العراقي السياسة التركية تجاه سورية مشيرا الى انها غير صحيحة وان انقرة تخاطر من خلالها بأمن المنطقة.
استنفار في سلاح الجو السوري
اما صحيفة الديار اللبنانية فقد اعلنت ان قيادة الجيش السوري استنفرت طائراتها الحربية وحلقت ثلاث اسراب في الاجواء السورية خلال ليل يوم 11 اكتوبر/تشرين الأول وذلك عقب حادثة اجبار طائرة مدنية سورية على الهبوط في مطار انقرة.
وقالت صحيفة "الديار" في عددها الصادر يوم الخميس ان الطائرات الحربية السورية حصلت على اوامر صارمة بالتعرف على اية طائرة مدنية موجودة في الاجواء السورية واعتراض اي طائرة تركية تمر في المجال الجوي، واجبارها على الهبوط في مطار سوري، رداً على انزال الطائرة السورية في تركيا.
شحنة مشبوهة
ووفق ما اعلنت السلطات التركية الاربعاء فقد شحنة وصفت بالمشبوهة عثرت عليها في طائرة مدنية سورية كانت اعترضتها حين كانت في رحلة من موسكو الى دمشق، بحسب ما اعلنت قناة "ان تي في" التركية. واضافت القناة ان "سلطات انقرة تعتقد ان "الشحنة تحوي مكونات صواريخ". وتنتظر الطائرة التي تقل 35 راكبا، اذن السلطات التركية لتواصل رحلتها. وأقلعت الطائرة من مطار أسن بوغا عند الساعة 2.30 من صباح اليوم الخميس متجهة إلى العاصمة السورية دمشق. وأفادت وكالة أنباء الأناضول انه بعدما أجرت السلطات الأمنية بالمطار التركي تفتيشاً دقيق على طائرة الركاب السورية وسط إجراءات أمنية مشددة، وصادرت بعض المواد والمستلزمات التي يعتقد بأنها أجزاء صواريخ، سمح لها بمغادرة المطار بركابها، في حين تم التحفظ على المستلزمات التي تمت مصادرتها لإجراء فحوص عليها.
وكانت وزارة الخارجية التركية قالت ان مقاتلات عسكرية تركية "رافقت" طائرة مدنية سورية كانت تحلق في الأجواء التركية إلى مطار "أسن بوغا" في أنقرة، وقال وزير الخارجية التركي أحمد داوود أوغلو إن لديهم معلومات تفيد بأن حمولة الطائرة لا تتلائم مع قواعد الطيران المدني وقد أجبرت للنزول لتفتيشها. وسبق أن أعلن داوود أوغلو ان السلطات التركية ستسمح لطائرة الركاب السورية بإكمال رحلتها من أنقرة إلى دمشق.