أعلن المجلس الوطني السوري المعارض عن بدئه تحركا واسعا لدفع جامعة الدول العربية الى تبني "موقف قوي" ضد النظام السوري. وأوضح المجلس في بيان اصدره يوم الثلاثاء 8 نوفمبر/تشرين الثاني أن تحركه "يشمل القيام بزيارات مستعجلة إلى كل من الجزائر والسودان وسلطنة عمان وقطر والاتصال بعدد من وزراء الخارجية العرب، من ضمنهم وزراء خارجية السعودية والعراق والأردن والإمارات وليبيا والكويت لاطلاعهم على الجرائم المروعة التي يرتكبها النظام في حمص وعدد من المناطق التي تتعرض لاجتياحات عسكرية واسعة النطاق". واشار المجلس الى ان وفدا من مكتبه التنفيذي سيزور الجامعة العربية قبل اجتماعها الوزاري المقرر السبت المقبل لنقل "مطالب الشعب السوري".
وعدد في بيانه خمسة مطالب هي "تجميد عضوية النظام السوري في الجامعة العربية" و"فرض عقوبات اقتصادية ودبلوماسية عليه" و"نقل ملف انتهاكات حقوق الانسان وجرائم الابادة إلى محكمة الجنايات الدولية"، و"دعم الجهد الأممي الرامي إلى تأمين الحماية الدولية للمدنيين السوريين وخصوصا في حمص، وإرسال مراقبين دوليين والسماح لممثلي وسائل الإعلام والمنظمات الدولية بالدخول إلى سورية بكل حرية"، و"الاعتراف بالمجلس الوطني السوري ممثلا شرعيا للثورة والشعب في سورية".
في الاثناء قالت الأمم المتحدة يوم الثلاثاء ان أكثر من 3500 شخص قتلوا في سوريا في الحملة الامنية على المحتجين في حين يكثف الجيش حملته لاخماد المقاومة ضد حكم الرئيس بشار الاسد في مدينة حمص.
ورغم اتفاق لانهاء الهجوم على ما تصفها الحكومة "بعصابات مسلحة" قالت الامم المتحدة ونشطون ان القوات والميليشيا الموالية للاسد بسطت سيطرتها على حمص بعد ستة أيام من القصف. وقالت رافينا شامداساني المتحدثة باسم مكتب حقوق الانسان التابع للامم المتحدة للصحفيين في جنيف "الحملة الحكومية الوحشية على المنشقين في سوريا أودت حتى الان بحياة أكثر من 3500 سوري." وأضافت "منذ أن وقعت سوريا على خطة السلام التي رعتها جامعة الدول العربية الاسبوع الماضي وردت أنباء عن مقتل أكثر من 60 شخصا على أيدي الجيش وقوات الامن منهم 19 على الاقل قتلوا يوم الاحد أول أيام عيد الاضحى." ووافقت سوريا على خطة الجامعة العربية في الثاني من نوفمبر تشرين الثاني وتعهدت بسحب جيشها من المدن المضطربة والافراج عن السجناء السياسيين وبدء محادثات مع المعارضة التي تريد تنحية الاسد واتاحة مزيد من الحريات الديمقراطية خلال أسبوعين. وقال ممثل سوريا لدى الجامعة العربية ان دمشق قطعت شوطا طويلا نحو تنفيذ الخطة مشيرا الى الافراج عن نحو 500 معتقل بموجب عفو مشروط أعلن عنه في الاسبوع الماضي. لكن القوى العربية والغربية تشعر باحباط متزايد لتقاعس دمشق عن وقف الحملة. ودعا رئيس وزراء قطر الدول العربية الى عقد اجتماع يوم السبت لبحث هذا الامر بينما قال وزير الخارجية الفرنسي ان سوريا تشهد "جولة جديدة من القمع".