دانت لجنة حقوق الانسان في الجمعية العامة للامم المتحدة الثلاثاء حملة القمع التي تشنها الحكومة السورية ضد المحتجين، وذلك في تصعيد للضغوط الدولية على الرئيس السوري بشار الاسد، فيما قتل 29 مدنيا برصاص الامن في انحاء عدة في سوريا.
وجاءت الادانة في قرار حصل على 122 صوتا مقابل اعتراض 13 صوتا وامتناع 41 عن التصويت. واتهم مندوب سوريا في الامم المتحدة الدول الاوروبية التي دعمت القرار وهي بريطانيا وفرنسا والمانيا "بالتحريض على الحرب الاهلية".
ودان القرار "بقوة انتهاكات السلطات السورية المستمرة والخطيرة والمنهجية لحقوق الانسان" مشيرا الى "عمليات القتل التعسفية" و"اضطهاد" المحتجين والمدافعين عن حقوق الانسان.
وكانت الصين وروسيا صوتتا بالفيتو على قرار لمجلس الامن الدولي يدين حملة القمع في سوريا منذ اذار/مارس والتي تقول الامم المتحدة انها خلفت اكثر من 3500 قتيلا.
وقال مارك ليال غرانت سفير بريطانيا في الامم المتحدة اثناء مناقشة القرار ان "المجتمع الدولي لا يمكنه ان يظل صامتا"، مؤكدا اخفاق الحكومة السورية في تنفيذ خطة وقف العنف التي تقدمت بها الجامعة العربية.
واقاد ناشطون ان 29 مدنيا قتلوا برصاص قوات الامن السورية في انحاء عدة من البلاد.
وكان المرصد السوري لحقوق الانسان ذكر في وقت سابق عن مقتل 13 شخصا، بينهم اربعة فتيان.
وذكر المرصد ان "اربعة فتيان (10 و11 و13 و15 عاما) قتلوا برصاص طائش اطلقه رجال الامن بشكل عشوائي من حاجز امني وعسكري مشترك يقع بين كفرلاها وتلدو في قرى الحولة" في ريف حمص (وسط).
من جهتها، اوردت لجان التنسيق المحلية المشرفة على الحركة الاحتجاجية في سوريا لائحة باسماء الفتيان الاربعة الذين "استشهدوا في الحولة".
كما اعلن المرصد "استشهاد مواطن في بلدة تلبيسة اثر اطلاق رصاص عشوائي من حواجز عسكرية امنية مشتركة في محيط البلدة ومقتل عسكري منشق برصاص قوات الامن السورية في مدينة القصير".
وفي مدينة حمص، قتل شخصان احدهما "مختل عقليا اثر اطلاق رصاص عشوائي من قبل قوات الامن السورية في حي الخالدية حيث يسمع اطلاق كثيف للنار و(قتل الثاني) في حي كرم الزيتون".
واضاف "استشهد مواطن من حي دير بعلبة اثر اطلاق الرصاص عليه من سيارة للامن على حاجز في شارع الزير كما اصيب خمسة اشخاص بجراح اثر اطلاق رصاص عشوائي من قوات الامن في حي القصور".
وفي ادلب (شمال غرب)، اعلن المرصد "مقتل ثلاثة اشقاء اثر اطلاق قوات الامن الرصاص على سيارتهم".
وفي ريف حماة (وسط) قتل مواطن برصاص الامن الذين كانوا يطلقون النار خلال عملية مداهمات في بلدة صوران".
واكد وزير الخارجية الفرنسي الان جوبيه الثلاثاء من الكويت ان الدول الغربية لا تفكر بالتدخل عسكريا في سوريا، مشيرا الى ان المعارضة ترغب في متابعة التحرك السلمي فيما الدول العربية لم تطلب منها التدخل.
وقال جوبيه في مؤتمر صحافي في الكويت التي يزورها في اطار جولة اقليمية "ليس لدينا النية للتدخل عسكريا (في سوريا)، اولا لان المجلس الوطني السوري يرغب بالاستمرار بالعمل السلمي، كما ان الدول العربية لم تطلب هذا التدخل".
كما اكد جوبيه ان استصدار قرار من مجلس الامن حول سوريا يتيح التدخل العسكري سيصطدم بالفيتو الروسي. واشار الوزير الفرنسي الى ان بلاده ستستمر بالتحرك من خلال "تشديد العقوبات" ضد نظام الرئيس بشار الاسد الذي قال انه "فقد كل شرعية"، ومن خلال التنسيق مع الدول العربية.
الا ان جوبيه حذر من "مخاطر حصول مواجهات داخل المجتمع السوري"، وذلك في وقت يتخوف فيه مراقبون من احتمالات حرب اهلية في سوريا.
واثناء الادلاء بخطابه في افتتاح المنتدى ايضا، اعلن امير الكويت الشيخ صباح الاحمد الصباح "ينعقد هذا المنتدى لهذا العام في ظل ظروف سياسية واقتصادية واجتماعية يشهدها العالم كما تشهدها منطقتنا في الوقت الراهن".
واضاف "اننا على ثقة بان دولنا قادرة على تجاوز تلك الظروف عبر التطوير والتجديد في أساليب معالجتنا لمشاكلنا آخذين في الاعتبار التطلعات المشروعة لشعوبنا ومركزين على التنمية الاقتصادية وتحقيق الأمن الاقتصادي والرفاه الاجتماعي وهو ما يتطلب تضافر الجهود والتعاون البناء والتنسيق بين دولنا لتحقيق الأمن والاستقرار".
من جهته، اعلن وزير الخارجية الكويتي الشيخ صباح الخالد الصباح "نتابع جميعنا وبقلق بالغ ما يحدث في كل من سوريا واليمن آملين وبكل الحرص ان ينعم على هذين البلدين الشقيقين بوافر الامن والاستقرار مؤكدين على احترامنا الكامل لارادة الشعوب واختياراتها".
وتعتبر فرنسا وبريطانيا والمانيا التصويت خطوة اولى على طريق محاولاتها اعادة تقديم قرار يستهدف ادانة نظام الرئيس السوري بشار الاسد في مجلس الامن الدولي.
وخلال تقديمه مشروع القرار، اشار ويتيغ الى ان "حصيلة القتلى تتزايد" وان "المهم هو ان تواصل الاسرة الدولية الرد على هذه الفظاعات الرهيبة".
واوضحت الدول الاوروبية انها تنوي تقديم مشروع قرار جديد للدول ال15 الاعضاء في مجلس الامن بسبب حصيلة القتلى التي ترتفع باستمرار. ولكن دبلوماسيين اشاروا الى ان هذه العملية سوف تأخذ اسابيع قبل ان تقتنع روسيا والصين بتغيير موقفيهما.
من جهته، صرح اردوغان امام الكتلة البرلمانية لحزبه "العدالة والتنمية" في مجلس النواب مخاطبا الرئيس السوري "عليك التنحي من اجل خلاص شعبك وبلادك والمنطقة".
وكان اردوغان، الصديق الشخصي السابق للاسد قبل بدء حركة الاحتجاجات في سوريا وقمعها بعنف من جانب الحكومة السورية، اعلن قطع علاقاته مع النظام وانتقد الاسد مرارا، الا انها المرة الاولى التي يدعو فيها الاسد الى التنحي صراحة.
ووجه اردوغان انتقادات جديدة الى الاسد الذي اكد في مقابلة نشرتها الاحد صحيفة "صنداي تايمز" استعداده "الكامل" للقتال والموت من اجل سوريا اذا اضطر لمواجهة تدخل اجنبي. وقال اردوغان مخاطبا الاسد "ان القتال ضد شعبك .. ليس بطولة بل هو جبن".
وتابع "اذا اردت امثلة على قادة قاوموا حتى الموت ضد شعوبهم، انظر الى المانيا النازية، انظر الى هتلر، وانظر الى موسوليني وتشاوشيسكو في رومانيا".
وبالتوازي، اعلن المجلس الوطني السوري الذي يضم معظم تيارات المعارضة في بيان تلقت فرانس برس نسخة منه انه "يجري مشاورات موسعة مع عدد من الشخصيات والقوى السياسية السورية بهدف الإعداد للمرحلة الانتقالية وفق ما نصت عليه مبادرة جامعة الدول العربية".
واتفق مسؤولون في المجلس الوطني مع "عدد من الشخصيات الوطنية ومسؤولي قوى سياسية وناشطين من الحراك الثوري في القاهرة" على "تشكيل لجنة تحضيرية تضم ممثلين عن قوى سياسية وشخصيات مستقلة تتولى الدعوة إلى عقد مؤتمر وطني سوري يشرف على الإعداد للمرحلة الانتقالية برعاية الجامعة العربية"، بحسب البيان.
وكان المجلس الوطني السوري اعلن الاحد مشروع برنامجه السياسي الذي يشمل "الية اسقاط النظام" واجراء انتخابات لجمعية مهمتها وضع دستور جديد.
والمجلس الوطني السوري الذي اعلنت ولادته رسميا في الثاني من تشرين الاول/اكتوبر في اسطنبول ضم للمرة الاولى تيارات سياسية متنوعة لا سيما لجان التنسيق المحلية التي تشرف على التظاهرات والليبراليين وجماعة الاخوان المسلمين المحظورة منذ فترة طويلة في سوريا وكذلك احزاب كردية واشورية.
ميدانيا وفي حمص، افاد المرصد ان "قوات الامن نفذت حملة اعتقالات اسفرت عن اعتقال 23 شخصا على الاقل في حيي البياضة والخالدية الذي يشهد تضييقا للخناق وتعزيزا للحواجز الامنية والعسكرية".
من جهتها، ذكرت وكالة الانباء الرسمية (سانا) ان الجهات المختصة في حمص "القت القبض على 14 مطلوبا في دير بعلبة والاوراس (...) كما القت القبض على خمسة مسلحين فى منطقة الرستن وتلبيسة وتسعة اخرين في تلكلخ" مشيرة الى انها ضبطت كمية من الاسلحة معهم.
وبصدد التطورات الميدانية، افاد المرصد السوري لحقوق الانسان ان مواطنين اصيبا "بجراح احدهما في حالة حرجة اثر اطلاق الرصاص من قبل قوات الامن السورية لتفريق مظاهرة خرجت في مدينة معرة النعمان طالبت باسقاط النظام"، في محافظة ادلب (شمال غرب). واشار الى "اعتقال سبعة من المتظاهرين".
وفي محافظة درعا (جنوب)، مهد الحركة الاحتجاجية ضد النظام السوري، "اصيب ثلاثة من اهالي مدينة جاسم بجراح اثر اطلاق رصاص من قبل القوات العسكرية السورية".
واوضح المرصد ان الاهالي كانوا يحتجون على "اقتحام مدرسة جاسم الرسمية حيث اعتقلت القوات الامنية ثلاثة مدرسين وثمانية طلاب واعتدت عليهم بالضرب".
كما نفذت قوات الامن السورية حملة مداهمات واعتقالات في بلدة نصيب الحدودية مع الاردن بحثا عن مطلوبين اسفرت عن اعتقال 29 مواطنا" بحسب المرصد.
وقال وزير الخارجية الاردني ناصر جودة ان عددا من العناصر التي تنتمي للقوات المسلحة السورية لجأت الى الاردن "بطرق غير مشروعة"، فيما نفى الناطق الرسمي باسم الحكومة وجود وحدات منشقة عن الجيش السوري في المملكة.
وقال جودة في مقابلة مع التلفزيون الاردني بثت مساء الاثنين الثلاثاء ان "عددا من الاخوة السوريين جاؤوا الى الاردن، بعضهم عبر الحدود بطريقة مشروعة، وآخرون دخلوا بطرق غير مشروعة".
وتتحدث اوساط المعارضة السورية عن حدوث انشقاقات في الجيش النظامي السوري اثر استخدام السلطات السورية للعنف في قمع الحركة الاحتجاجية التي اندلعت في البلاد منذ منتصف اذار/مارس الماضي ما اسفر عن سقوط اكثر من 3500 قتيل بحسب حصيلة للامم المتحدة.