اخوان مصر يطرحون مبادرة للاصلاح تجرد الرئيس من صلاحياته

تاريخ النشر: 03 مارس 2004 - 02:00 GMT
البوابة
البوابة

اقترحت جماعة الاخوان المسلمين في مصر تجريد رئيس الجمهورية من صلاحياته التنفيذية، وذلك في اطار مبادرة شاملة للاصلاح طرحتها الاربعاء ردا على المبادرات الغربية التي تستهدف نشر الديمقراطية في المنطقة. 

وتغطي المبادرة التي حملت عنوان "مبادرة المرشد العام للاخوان المسلمين حول المباديء العامة للإصلاح في مصر"، المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية. 

وأوضح نص وثيقة المبادرة أن السبب في التقدم بالمبادرة هو "أن جرعات الاصلاح التي تقوم عليها الحكومات المتتالية بطيئة جدا الى درجة تأخرت معها مسيرة الاصلاح طوال العقد الماضي بصورة كبيرة". 

وقال محللون إن من النقاط الجديدة في برنامج الجماعة تحويل منصب رئيس الجمهورية الى منصب شرفي.  

وطالبت المبادرة بتحديد سلطات رئيس الجمهورية "فلا يترأس أي حزب سياسي ويكون بعيدا كل البعد عن المسؤولية التنفيذية للحكم" كما اشترطت أن يتولى منصبه مدتين بحد أقصى. 

وفي بداية المؤتمر الصحفي الذي اعلن فيه المبادرة شن المرشد العام للاخوان محمد مهدي عاكف هجوما شديدا على مبادرات غربية تستهدف نشر الديمقراطية في المنطقة. 

ولم يظهر ترحيب يذكر في المنطقة بالمبادرة الاميركية المعروفة باسم الشرق الاوسط الكبير والتي تسعى لتشجيع الديمقراطية في المنطقة مقابل حزمة من المساعدات الاقتصادية. 

وقال عاكف ان الهدف من مبادرة الاخوان هو "إنقاذ هذه الامة وصد هذا الغول الاجنبي الذي يريد ان يتدخل في شؤوننا وهو لا يضمر لنا خيرا ابدا. وكيف يضمر لنا خير ونحن نرى تصرفاته على الساحة العالمية والاسلامية والعربية." 

وأثار محللون علامات استفهام حول الارتباط بين توقيت اعلان وكيل الخارجية الاميركية مارك غروسمان في مصر أن تركيا تمثل نموذجا مهما للعالم العربي وبين اعلان الجماعة المحظورة في مصر مبادرتها. 

وقال غروسمان للصحفيين الثلاثاء في القاهرة ان "تركيا مكان من الممكن ان تكون فيه ديمقراطيا جدا واسلاميا جدا. تركيا مكان يمكن ان يكون لك فيه علاقات مع الغرب ومع باقي انحاء العالم." 

وقال رفعت السعيد رئيس حزب التجمع اليساري إنه لا يستطيع أن يتغاضى عن مثل هذه الصدفة. وأضاف "أن يعلن غروسمان أن النموذج التركي هو الامثل ثم يعلن المرشد العام الاستاذ محمد مهدي عاكف مشروعه ... لا استطيع ان افصل بين الصدفتين." 

وأشار السعيد الى ان من التصورات المحتملة للمبادرة الاميركية السيناريو التركي. قائلا إنه يعني "أن تتأسلم فتنتزع قدرا من التأييد الشعبي ثم تتأمرك فتقترب من اسرائيل." 

ورددت تقارير صحفية عديدة ومحللون ان الاخوان المسلمين منخرطون في حوار مع اطراف غربية.  

الا أن عاكف نفى ذلك بشدة. وكان عاكف المسؤول عن التنظيم الدولي لعدة سنوات كما أقام في الخارج مدة طويلة قبل أن يتولى منصب المرشد العام في اوائل العام الحالي. 

وطالب عاكف في مبادرته بإلغاء ما أسماه "بالقوانين سيئة السمعة" وفي مقدمتها قانون الطواريء الساري منذ اغتيال الرئيس الراحل انور السادات على يد متشددين اسلاميين عام 1981.  

كما طالب بالإفراج عن المعتقلين السياسيين واعادة النظر في الاحكام التي اصدرتها محاكم عسكرية ووقف التعذيب. 

وأيدت الوثيقة حق المرأة في المشاركة في الانتخابات والعضوية في المجالس النيابية وتولي الوظائف العامة. 

وفيما يتعلق بالموقف من الاقلية المسيحية في مصر أعربت المبادرة عن رفض أي نشاط يؤدي الى اثارة مشاعر التعصب الطائفي أو التفرقة الدينية قائلة "إننا نؤكد أن موقفنا من الاخوة الاقباط موقف مبدئي ثابت... لهم مثل ما لنا وعليهم مثل ما علينا." 

لكن عاكف لم يحدد آلية لتنفيذ مثل هذا البرنامج الاصلاحي قائلا إن العبء لن تستطيع ان تقوم به الحكومة فقط ولا أي قوة سياسية وحدها وانما يجب ان تشترك جميع القوى في تطبيقه.—(البوابة)-(مصادر متعددة) 

الاشتراك

اشترك في النشرة الإخبارية للحصول على تحديثات حصرية ومحتوى محسّن