خاض الجيش السوداني وقوات الدعم السريع معارك ضارية في العاصمة الخرطوم الثلاثاء، وسط تحذيرات من "ازمة انسانية هائلة" جراء نزاعهما الدموي المستمر منذ ثمانية اسابيع.
وهزت الانفجارات الخرطوم مع تواصل الاشتباكات البرية والجوية التي استخدمت فيها كافة انواع الاسلحة بين الجيش بقيادة عبد الفتاح البرهان وقوات الدعم السريع التابعة لحليفه السابق محمد حمدان دقلو (حميدتي)، بحسب ما افاد سكان.
ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن سكان قولهم ان جدران المنازل اهتزت جراء الانفجارات الناجمة خصوصا عن قصف بالمدفعية الثقيلة من مراكز الجيش في شمال ام درمان شمال غربي الخرطوم
وقال شهود أن قوات الدعم السريع منعت سكان جزيرة توتي الواقعة عند ملتقى النيلين الأبيض والأزرق من عبور جسر يربطها بوسط الخرطوم، او العبور بالقوارب إلي ضاحية بحري شرقا.
وكان الطرفان المتقاتلان خاضا يوم الاثنين اشتباكات في شوارع أم درمان حول قاعدة سلاح المهندسين الرئيسية التابعة للجيش، والتي باءت حتى الان كافة محاولات قوات الدعم السريع الاستيلاء عليها.
وتتمتع قوات الدعم السريع بوجود كثيف وقوي على الارض، بخلاف الجيش الذي يفرض هيمنته على الاجواء بفضل ما لديه من طائرات حربية يستثمرها في توجيه الضربات المتتالية للخصوم.
حصار تام
وتسببت المعارك التي اندلعت فجاة بين الجانبين في 15 نيسان/أبريل، عن مقتل 1800 شخص على الاقل، فضلا عن فرار ما يصل الى نصف مليون شخص من البلاد، ونزوح نحو 1.2 مليون اخرين خارج العاصمة ومدن أخرى.

وفاقم الصراع كذلك من تردي الاحوال المعيشية، وخصوصا في منطقة العاصمة التي يقطنها خمسة ملايين نسمة باتوا يقبعون الان في ما يشبه حالة الحصار التام وسط نقص حاد في الغذاء والمستلزمات والخدمات الطبية.
وبالتوازي، يتواصل تفاقم الأوضاع في إقليم دارفور غربيّ البلاد حيث وثقت هيئات حقوقية دولية حالات قتل واعتقالات واختفاء قسري واغتصاب وانتهاكات جسيمة ضد الاطفال، اضافة الى هجمات على المستشفيات من قبل طرفي النزاع.
وقد سعت اطراف دولية من بينها السعودة والولايات المتحدة للتوسط بين الطرفين بهدف اقناعهما بوقف اطلاق النار والدخول في مفاوضات.
على انهما لم يكونا يبديان التزاما كافيا باتفاقات الهدنة التي كان يتم التوصل اليها بهدف ايصال المساعدات الإنسانية.
وكانت اخر مفاوضات اجراها وفداهما في مدينة جدة السعودية قد انهارت الأسبوع الماضي.