اجتماع دولي في جدة لمحاربة "التنظيمات الإرهابية"

تاريخ النشر: 11 سبتمبر 2014 - 11:04 GMT
البوابة
البوابة

يعقد الخميس 11 سبتمبر / أيلول في مدينة جدة في المملكة العربية السعودية اجتماع دولي يبحث سبل مكافحة التنظيمات الإرهابية.

ويشارك في الاجتماع دول مجلس التعاون الخليجي ومصر والأردن ولبنان والعراق وتركيا بحضور الولايات المتحدة.

ويأتي هذا الاجتماع في إطار إعلان الرئيس الأمريكي باراك أوباما عن ائتلاف دولي سيباشر بتوجيه ضربات عسكرية ضد "الدولة الإسلامية" في العراق وسورية.

ومن المقرر أن يضع الاجتماع الخطوط العريضة للتصدي للتنظيمات المسلحة وعلى رأسها "الدولة الإسلامية".

وعشية عقد الاجتماع بحث الرئيس الأمريكي باراك أوباما هاتفيا مع العاهل السعودي عبد الله بن عبد العزيز آخر التطورات بهذا الشأن في وقت التقى وزير خارجيته جون كيري بالمسؤولين العراقيين.

ويقول مراقبون إن مشاركة العراق في الاجتماع تشير إلى تطور لافت يهدف لفتح قنوات تواصل بين الرياض وبغداد لمواجهة "الدولة الإسلامية" في بلاد الرافدين.

وقال الرئيس الأمريكي في خطاب حدد فيه خطته لمواجهة تنظيم الدولة الإسلامية الذي يسعى لتغيير خريطة الشرق الأوسط إنه سيدعم المعارضة السورية وإن السعودية وافقت على خطة لاستضافة برنامج أمريكي لتدريب مقاتليها.

غير أنه بعد أكثر من ثلاث سنوات على بدء الحرب الأهلية تكافح جماعات المعارضة التي لا تتبنى تفسيرات متشددة للاسلام لتحقيق بعض المكاسب في ساحة القتال التي تهيمن عليها الدولة الإسلامية وجبهة النصرة التابعة لتنظيم القاعدة.

ويقول بعض الخبراء إن المعتدلين في صفوف المعارضة السورية يواجهون خطر الاختفاء تماما.

وفي بعض المناطق خاصة في معركة حاسمة للسيطرة على حلب تحارب المعارضة مقاتلي الدولة الإسلامية والقوات الحكومية في آن واحد.

ومقاتلو المعارضة في حاجة ماسة للسلاح. غير أن بعض المقاتلين على الأرض يتشككون في التحالف مع الدول الغربية التي يرون أنها خذلتهم وهم يحاربون دولة تدعمها إيران وروسيا.

وقال أحد قادة المعارضة في لواء يعمل في إطار الجيش السوري الحر "ما الذي يدعوني لتصديق أوباما ووضع نفسي في مواجهة مع الإسلاميين في الوقت الذي يقف فيه عدوي الرئيسي الأسد متفرجا؟"

ويسلط هذا الحذر الضوء على الصعوبات التي تواجه الدول الغربية وهي تدرس كيفية التصدي للدولة الإسلامية في سوريا بعد أن اجتاح التنظيم مساحات كبيرة من الاراضي العراقية في يونيو حزيران وأعلن قيام دولة خلافة.

وفي حين تمكنت الولايات المتحدة من التعاون مع الحكومة العراقية والقوات الكردية في مواجهة الدولة الإسلامية في العراق وبدأت شن ضربات جوية على التنظيم فليس لها شركاء مماثلون في سوريا.

كذلك فإن المعارضة السورية المعتدلة ضعيفة كما أن السياسة الغربية تجاه سوريا قائمة على فكرة رحيل الأسد عن السلطة وقد رفض الغرب عروض التعاون التي قدمتها دمشق.

ويقوم وزير الخارجية الأمريكي حاليا بجولة في المنطقة سعيا لدعم الجهود الرامية لهزيمة تنظيم الدولة الإسلامية.

ولأن الجماعات التي تقاتل الحكومة السورية أصبح يغلب عليها الطابع الإسلامي فإن بعض مقاتلي المعارضة على الارض يخشون الآن أن ينظر إليهم كعناصر يدعمها الغرب.

بل إن مقاتلا في محافظة دير الزور التي يسيطر عليها التنظيم قال إن البعض بدأ يسعى لاستطلاع آراء رجال الدين فيما إذا كان من الصواب القتال إلى جانب الولايات المتحدة إذا شنت ضربات جوية ضد الدولة الإسلامية في سوريا على سبيل المثال.

ويسعى أوباما لتكوين تحالف بمشاركة الدول الإسلامية السنية في المنطقة للتصدي لخطر الدولة الإسلامية.

وقال المقاتل الذي اضطر في الآونة الأخيرة لتسليم سلاحه للدولة الإسلامية "السؤال هو هل السعودية أو أي دولة إسلامية أخرى بدلا من أمريكا والغرب قادرة على مساعدتنا على القتال؟"

لكن الدول الغربية وبعض الدول العربية يخشون أن تكون مهاجمة الدولة الإسلامية دون التصدي للاسد وقوفا إلى جانبه وجانب الاقلية العلوية التي يمثلها.

وقال محمد سرميني المسؤول بالمعارضة الذي التقى مسؤولين أمريكيين هذا الأسبوع إن الدولة الإسلامية على رأس جدول الاعمال الأمريكي مع المعارضة السورية منذ سقوط الموصل في أيديها في يونيو حزيران الماضي.

وأضاف "قلنا لهم إن المشكلة ليست في الدولة الإسلامية وحدها بل في النظام."

وبالنسبة لمقاتلي المعارضة كان تنظيم القاعدة حليفا أفضل من الغرب في بعض الأحيان خلال الحرب الأهلية التي سقط فيها ما يربو على 190 ألف قتيل. ففي بعض المناطق اشتبكت جماعات غير إسلامية مع جبهة النصرة لكنها حاربت معها في مواجهة قوات الاسد في بعض المعارك.

وكانت الدول الغربية قررت في أوائل الحرب الاهلية في سوريا ألا تسلح المعارضة بالأسلحة التي تحتاج إليها للاطاحة بالاسد وخاصة الصواريخ المضادة للطائرات التي يمكنها أن تحول ميزان القوى في المعركة وذلك خشية سقوط الأسلحة في أيدي المتطرفين