اجتماع تمهيدي بين عباس ومشعل بجدة

تاريخ النشر: 07 فبراير 2007 - 09:50 GMT

عقد الرئيس الفلسطيني محمود عباس ورئيس المكتب السياسي لحركة حماس خالد مشعل مساء الثلاثاء لقاء في جدة غرب السعودية تمهيدا للقائهما المرتقب الاربعاء في مكة حيث سيعملان على التوصل الى اتفاق يضع حدا للاقتتال الداخلي.

وكان العاهل السعودي الملك عبدالله بن عبد العزيز استقبل عباس ومشعل قبل ذلك كلا على حدة. وحضر اللقاء مع مشعل اسماعيل هنية رئيس الحكومة التي شكلتها حماس.

وقالت مصادر مقربة من الوفدين انهما طلبا من العاهل السعودي التدخل لتقريب وجهات النظر بينههما. وقال مصدر فلسطيني قريب من الاجتماع ان عباس ومشعل اجتمعا بحضور اعضاء الوفدين في قصر المؤتمرات في جدة على البحر الاحمر.

واضاف المسؤول الفلسطيني طالبا عدم الكشف عن اسمه ان اللقاء كان "وديا" وان الهدف منه "تمهيد الاجواء للقاء مكة الذي يبدأ ظهر غد" بهدف التوصل الى اتفاق "يوقف اراقة الدم الفلسطيني".

ويعقد اللقاء فيما صمد الثلاثاء اخر اتفاق لوقف اطلاق النار بين حركة فتح التي يتزعمها عباس وحركة حماس التي تقود الحكومة منذ اذار/مارس 2006. وكانت مصادر افادت ان العاهل السعودي سيجتمع بالوفدين معا في وقت لاحق مما سيفتح الباب امام "لقاءات ثنائية تحضيرية برعاية المملكة".

وقتل 66 فلسطينيا في المعارك التي دارت بين الناشطين من حركتي فتح وحماس

منذ 25 كانون الثاني/يناير ما شكل اكبر موجة عنف شهدها في الاشهر الاخيرة قطاع غزة الذي يرزح تحت وطاة ازمة سياسية ومالية غير مسبوقة.

وسيسعى عباس ومشعل في مكة المكرمة الى تجاوز العراقيل التي حالت حتى الساعة دون تشكيل حكومة وحدة وطنية على الرغم من حوار استمر عدة اشهر.

وكان العاهل السعودي اعرب عن امله بان "لا يخرج (الفرقاء) من الديار المقدسة الا باتفاق ملزم وان يقسموا بالله وعلى كتابه الكريم وفي رحاب بيت الله على ايقاف هذا الاقتتال وايقاف شلال الدم الذي لا يخدم غير اعداء الأمة" حسبما نقلت عنه وكالة الانباء السعودية.

وتبقى المحادثات بين الافرقاء الفلسطينيين متعثرة حول مسالتين رئيسيتين هما العلاقات مع اسرائيل وتوزيع الحقائب في حكومة الوحدة الوطنية.

وكان رفض حركة حماس الاعتراف باسرائيل والاعتراف بالاتفاقيات التي سبق وابرمتها منظمة التحرير اسفر عن تعليق المساعدات المالية الغربية المباشرة للفلسطينيين ما جعل الاراضي الفلسطينية تعيش ازمة مالية خانقة.

وكان هنية قال للصحافيين قبل مغادرته قطاع غزة الى السعودية "نعد ان نبذل قصارى جهدنا ونسعى بكل ما اوتينا من قوة للتوصل الى اتفاق فلسطيني فلسطيني على اساس تشكيل حكومة الوحدة الوطنية وعلى قاعدة وثيقة الوفاق الوطني".

واضاف "ربما الملفات كثيرة وشائكة ومعقدة لكن امام ارادتنا ونية الاتفاق ستتم معالجتها على قاعدة الوحدة الوطنية".

واكد هنية انه يتوجه الى مكة "ونحن متفائلون ان يتم التوصل الى اتفاق يضمد الجراح ويعزز وحدتنا ويرسخ الشراكة السياسية ويعيد من جديد بوصلة شعبنا تجاه معركته مع الاحتلال".

وكان رئيس كتلة فتح في المجلس التشريعي الفلسطيني عزام الاحمد قال "ان قداسة مكة المكرمة للمسلمين يجب ان توفر الارادة لدى الجميع لانجاح الحوار وهذه الارادة متوفرة لدى حركة فتح ونامل ان تكون ارادة انجاح الحوار متوفرة ايضا لاخوتنا في حركة حماس حتى ننجح في التوصل لاتفاق على اساس برنامج منظمة التحرير الفلسطينية بغض النظر عن شروط (اللجنة) الرباعية الدولية".

من جهته اكد نبيل شعث مستشار الرئيس الفلسطيني لوكالة فرانس برس في الدوحة توافر "فرص عالية" لنجاح لقاء مكة (..) لان نقاط الاختلاف تقلصت".

اما مشعل فدعا في مؤتمر صحافي عقده في دمشق الاحد "كوادر واعضاء وقيادات ومجاهدي حماس وفتح (...) الى ان يتحملوا مسؤولياتهم في حقن الدم وضبط النفس".

واضاف "اقول لابو مازن (محمود عباس) ليس امامنا الا ان ننجح. ممنوع ان نفشل. الوضع لا يحتمل ان نفشل".

وافاد السفير الفلسطيني لدى المملكة جمال الشوبكي ان لقاء الفرقاء الفلسطينيين سيتم في قصر للضيافة في مكة مؤكدا انه "لم يتم تحديد اي سقف زمني" للقاء. وكان العاهل السعودي اعلن عن دعوته للقاء مكة في 28 كانون الثاني/يناير وسارع الطرفان الى الترحيب بها.

وقبيل انعقاد اللقاء قال مسؤولو مستشفى ان مسلحين فلسطينيين فتحوا النار على سيارة في مدينة غزة يوم الثلاثاء وقتلوا ناشطا بارزا بحركة المقاومة الاسلامية (حماس) واصابوا ثلاثة اخرين من اعضاء الحركة.

وأعلنت عشيرة محلية المسؤولية عن الهجوم وقالت ان القتيل كان مسؤولا عن قتل اثنين من افرادها في ديسمبر كانون الاول.

واتهم مسؤولون في حماس مسلحين من حركة فتح التي يتزعمها الرئيس محمود عباس بفتح النار على السيارة من نقطة تفتيش قريبة من مجمع امني يخضع لاجراءات مشددة ومقر اقامة محمد دحلان رجل فتح القوي.

ونفى عبد الحكيم عواد وهو متحدث باسم فتح أي تورط في اطلاق الرصاص.

واستمر القتال في قطاع غزة رغم هدنة اعلنت في مطلع الاسبوع توقعا لمحادثات تستضيفها السعودية بين عباس وخالد مشعل رئيس المكتب السياسي لحركة حماس الذي يتخذ من دمشق مقرا له بشأن تشكيل حكومة وحدة وطنية محتملة.

وقتل أكثر من 90 فلسطينيا في الاقتتال الداخلي الذي تصاعد في كانون الاول/ ديسمبر عندما اقترح عباس اجراء انتخابات مبكرة بعد فشل محادثات لتشكيل حكومة وحدة وطنية مع حماس.