يلتقي مبعوثون اميركيون مسؤولين فلسطينيين في القدس الجمعة لبحث خطة اسرائيل للانسحاب من قطاع غزة، والتي حذر الاردن من عواقب تنفيذها خارج اطار خطة "خارطة الطريق". ياتي ذلك فيما رهن رئيس الوزراء الفلسطيني احمد قريع لقاءه مع نظيره الاسرائيلي ارييل شارون بالاتفاق على جدول اعمال المحادثات.
واعلن وزير شؤون المفاوضات في الحكومة الفلسطينية صائب عريقات ان اجتماعا بين الجانبين الفلسطيني والاميركي سيعقد بعد ظهر اليوم الجمعة في القدس لبحث الامور المتعلقة بموقف الادارة الاميركية بشأن انسحاب اسرائيل من قطاع غزة.
وقال عريقات ان الاجتماع سيعقد الاجتماع في مقر القنصلية الاميركية في القدس برئاسته عن الجانب الفلسطيني ورئاسة وليام بيرنز مساعد وزير الخارجية الاميركي لشئون الشرق الاوسط من الجانب الاميركي.
ويضم الوفد الاميركي ايضا والرجل الثاني في مجلس الامن القومي ستيفن هادلي والمسؤول عن ملف الشرق الاوسط في هذا المجلس اليوت ابرامز.
وعبر عريقات عن امله في ان "نسمع من المسؤولين الاميركيين موقفهم الرسمي تجاه ما يثار من قبل الاسرائيليين حول الانسحاب من قطاع غزة"، في اشارة الى خطة رئيس الوزراء الاسرائيلي ارييل شارون باخلاء المستوطنات والانسحاب من قطاع غزة.
واكد عريقات ضرورة ان يكون الانسحاب من غزة جزءا من خارطة الطريق التي اعدتها اللجنة الرباعية (الامم المتحدة والولايات المتحدة وروسيا والاتحاد الاوروبي).
وجاء في بيان لرئاسة الحكومة الاسرائيلية ان رئيس الوزراء ارييل شارون سيواصل اليوم الجمعة المحادثات التي بدأها امس الخميس في القدس مع الموفدين الاميركيين حول خطة الفصل.
واوضح البيان ان "شارون عرض امس الخميس ولمدة ثلاث ساعات ونصف المسائل المرتبطة بخطة الفصل هذه على الوفد الاميركي الذي يقوم بزيارة لاسرائيل لمدة 48 ساعة".
واضاف ان "المحادثات بين الموفدين الاميركيين والفريق الاسرائيلي ستستكمل الجمعة".
هذا، وقد حذر الاردن الخميس من عواقب انسحاب اسرائيلي من قطاع غزة خارج اطار خارطة الطريق.
وقال وزير الخارجية الاردني مروان المعشر الموجود حاليا في واشنطن، خلال مؤتمر صحافي "من المهم جدا الحفاظ على الامن بعد الانسحاب الاسرائيلي من غزة".
واضاف "في هذا الاطار، كل عملية انسحاب من غزة بدون التنسيق مع السلطة الفلسطينية ودون التنسيق مع الولايات المتحدة ومع اطراف اخرى معنية مثل الاردن ومصر، ستؤدي الى اكثر من الفوضى وعدم الاستقرار".
وردا على سؤال حول مصير "خارطة الطريق"، قال المعشر ان "هذه الخطة لم تمت. من الخطير جدا القول انها ماتت لان هذا القول يوازي القول بان الحل المتمثل بقيام دولتين (اسرائيل وفلسطين) قد مات".
قريع يرهن اللقاء مع شارون بجدول الأعمال
الى ذلك، اكد رئيس الوزراء الفلسطيني احمد قريع مجددا في باريس استعداده للقاء نظيره الاسرائيلي ارييل شارون لكن شرط التوصل الى اتفاق على جدول اعمال المحادثات.
وفي اليوم الاول من زيارته الاولى لفرنسا، التقى قريع الذي يرافقه عدد من الوزراء الفلسطينيين، الرئيس الفرنسي جاك شيراك بعد ظهر الخميس.
وكان قريع زار بريطانيا واوسلو. وتحدث طوال جولته الاوروبية هذه عن امكانية لقائه مع شارون الذي يتم ارجاؤه منذ خريف العام الماضي.
وقال رئيس الوزراء الفلسطيني في مؤتمر صحافي مع شيراك ان "اجتماعا سيعقد الاحد لتحضير اللقاء مع رئيس الوزراء شارون. اذا توصلنا الى اتفاق على جدول الاعمال، فسنعقد الاجتماع بالتأكيد".
واضاف "كل الامور تتوقف على الاجتماع التحضيري"، مشيرا الى انه يأمل بان يسمح اللقاء مع ارييل شارون "بالوصول الى نتائج".
وذكرت صحيفة "هآرتس" الاسرائيلية ان اللقاء سيعقد في 16 آذار/مارس وان مديري مكتبي شارون وقريع سيعملان على تحديد جدول اعمال اللقاء الاحد المقبل.
من جهته، صرح وزير الدفاع الاسرائيلي شاوول موفاز الاربعاء في باريس ان شارون مستعد للقاء قريع لكن "بدون ان يوضع اي شرط مسبق".
وفي حال عقد اللقاء، سيتناول خصوصا خطة رئيس الوزراء الاسرائيلي التي تقضي باخلاء 17 من 21 مستوطنة في قطاع غزة وبعض المستوطنات المعزولة في الضفة الغربية وضم اجزاء واسعة منها بحكم الامر الواقع نتيجة بناء الجدار الفاصل فيها.
واوضح قريع في مؤتمره الصحافي انه "لا حاجة" لدخول مصر الى قطاع غزة، بعد الانسحاب الاسرائيلي المحتمل.
وعبر رئيس الوزراء الفلسطيني عن ترحيبه بالفكرة الفرنسية التي تقضي بنشر قوة دولية في غزة في حال انسحاب اسرائيل، داعيا على غرار باريس، الى عقد مؤتمر دولي.
الا ان قريع انتقد الطابع الاحادي الجانب للخطة، مشيرا الى ان "كل انسحاب يجب ان يكون ثمرة التشاور والتفاوض".
واكد ان الانسحاب الاسرائيلي يجب الا يتم "على حساب عملية السلام وخارطة الطريق"، وطلب "ضمانات" للتأكد من انه لن يكون هناك "ثمن يدفع في الضفة الغربية".
من جهته، عبر الرئيس شيراك عن "ترحيبه" بانسحاب اسرائيلي لكنه رأى ان "هذه المبادرات لن تكون مفيدة وفعالة ما لم تدرج في اطار تفاوض واتفاق".
واضاف "من هنا قناعتنا بان خارطة الطريق بحسناتها وثغراتها، تبقى الاستراتيجية الوحيدة التي تسمح بالتوصل الى السلام".—(البوابة)—(مصادر متعددة)