قوبل حزب مصر الام المعروف في مصر باسم الحزب الفرعوني باتهامات بالتكفير والخيانة والعمالة بمجرد اعتلاء عدد من مؤسسيه منصة مؤتمر لاعلان تأسيسه يوم السبت في قاعة بمقر نقابة المحامين بالقاهرة.
ورفع مناهض لفكر الحزب الذي لم يحصل على رخصة النشاط بعد كتيبا احتوى على برنامج الحزب وقاطع وكيل مؤسسيه محسن لطفي المحامي قائلا "هل هذا الكلام أفضل من القران".
وانطلقت من القاعة اتهامات لمؤسسي الحزب بالكفر وخيانة مصر والعمالة لجهات أجنبية. كما تدافع
نفر من الناس بين مؤيد ومعارض لفكر الحزب حتى كادت تقع مشاجرة.
وكان مؤسسو الحزب قد وزعوا برنامجه على الحاضرين. وصدر البرنامج في كتيب أنيق ظهرت
على غلافه أسرة ملكية فرعونية وشعار للحزب مكون من مستطيل أخضر يشير الى وادي النيل
ومستطيلين بلون أصفر على الجانبين يشيران الى صحاري مصر وثلاثة أهرامات على النيل باللون
الاصفر وضلعي مستطيل لونهما أزرق في اشارة الى البحرين المتوسط والاحمر.
وجاء في البرنامج أن الحزب يدعو الى احياء القومية المصرية ويطالب بتعديل الدستور المصري بما
يؤدي الى استبعاد أي اشارة الى انتماء مصر العربي أو ارتباط للدين بالسياسة. ونقل البرنامج عن
المفكر المصري الراحل أحمد لطفي السيد عم وكيل المؤسسين قوله "إن منا من لا ينفك يفخر بانتسابه
الى العرب الاولين كأنما انتسابه الى الجنس المصري نقص وعيب. ولا يزال بعضنا من دست فيه
العروق التركية يميل الى التضحية بالمصرية لصالح العصبية التركية. كما أن منا من يفضل الرابطة
الدينية على رابطة الجنسية والوطنية."
وجاء في البرنامج "وكأن الرجل (أحمد لطفي السيد) كان يقرأ ما تلاه من أحداث نتيجة التفريط في
القومية المصرية لصالح قومية أخري (العربية)."
وأضاف البرنامج "نعم لا زلنا بحاجة الى هذه الكلمات فلقد مر الوطن بظروف سياسية واقتصادية
وعسكرية عصيبة بل وكاد يفقد جزءا غاليا من ترابه (سيناء في حرب يونيو عام 1967) في ظل
انحسار القومية المصرية.
ويعزو مؤسسو الحزب ما يرون أنه أزمات سياسية واقتصادية واجتماعية وثقافية حلت بمصر في
نصف القرن الماضي الى تيار القومية العربية الذي تبناه الرئيس الراحل جمال عبد الناصر.
وأكد البرنامج ايمان واضعيه بالعلمانية.. "العلمانية التي نقصدها هي علمانية ليبرالية تعرف أهمية
دور الدين في ارساء القيم والاخلاق التي تحمي الفرد والمجتمع من الانحرافات بينما تتفرغ الدولة
لشؤون العالم الدنيوي الذي يضع البشر قوانينه."
كما تجنب البرنامج الاشارة الى الشهور العربية. فحين تناول ثورة 1919 التي فجرها الزعيم
الراحل سعد زغلول جاء فيه "مع كل هذا فنحن لا نبدأ من الصفر بل استنادا الى تراث عظيم وراءنا
وهو التراث الذي انبثقت منه ثورة برمهات/مارس 1919 المجيدة". وبرمهات هو أحد شهور السنة
القبطية في مصر والتي لا تزال تستخدم في مجال الزراعة.
وفي دعوته الى تعديل المادة الاولى من الدستور جاء في البرنامج "نرى وبحق أن اسم مصر يجب
ألا يسبقه وألا يليه شيء لتعريفه فهي كافية بذاتها للدلالة على نفسها. وتشير تلك المادة الى مصر باسم
"جمهورية مصر العربية".
وبعد أن تحدث ثلاثة من مؤسسي الحزب حديثا مقتضبا وفتح الباب للتعليقات وقع تدافع جديد بين
مؤيدين ومعارضين لفرعونية مصر مما أدى الى رفع الجلسة.
وقال مؤسسون إنهم مع ذلك متأكدون من أن لجنة شؤون الاحزاب ستوافق على تأسيس الحزب لتميز
برنامجه عن برامج جميع الاحزاب العاملة في مصر. وتميز البرنامج شرط أساسي لقيام الحزب. ولكن
مراقبا حضر المؤتمر تساءل قائلا "هل يتوقع أن تقر لجنة شؤون الاحزاب برنامج حزب يناهض أولى
مواد الدستور" مشيرا الى نص المادة الاولى على عروبة مصر.
ومن المتوقع ان تعلن اللجنة رأيها خلال أسابيع.