قالت صحيفة "النهار" اللبنانية الخميس، انه تم الاتفاق بين حزب الله وحركة أمل وحلفائهما على ترشيح الوزير السابق والاستاذ الجامعي حسان دياب لتشكيل الحكومة المقبلة، بعد اعلان رئيس حكومة تصريف الاعمال سعد الحريري سحب ترشيحه للمهمة.
وقالت الصحيفة أن دياب الذي شغل منصب وزير التعليم بين عامي 2011 و2014، كان من بين "الاسماء التي كانت رفعت الى رئيس الجمهورية ميشال عون اثناء لقائه رئيسي الجامعتين الاميركية واليسوعية فضلو خوري والاب سليم دكاش من ضمن لائحة مقترحة لرئيس ووزراء من اصحاب الكفايات ضمت 48 اسما".
وأشارت "النهار" في وقت سابق الى أنّ اتفاقاً حصل بين "حزب الله" وحركة "أمل" و"تكتل لبنان القوي" وحلفائهم على تسمية دياب في الاستشارات النيابية الملزمة التي ستجري اليوم الخميس، مؤكدة ان "الأكثرية النيابية مكفولة له".
وأضافت أنّ "كلّاً من "الحزب القومي" و"تيار المردة" و"اللقاء التشاوري" سيسمّون دياب، فيما تتّجه "كتلة المستقبل" لعدم تسميته".
وقد يصبح دياب رئيس الوزراء المقبل إذا نال دعم حلفاء آخرين لحزب الله مثل التيار الوطني الحر المسيحي.
ومن جانبها، قالت صحيفة "الاخبار" انه "إذا لم تحصل مفاجآت صباحية، فإن دياب سيُكلَّف تأليف الحكومة بأكثرية ربما ستصل إلى نحو 70 نائباً" من اصل 128 نائبا في البرلمان.
والاربعاء، قال مصدران بارزان مطلعان إن الحريري انسحب من الترشح لرئاسة الحكومة المقبلة.
وأخرج الحريري، السياسي السني البارز ، نفسه من الترشح عشية مشاورات رسمية لاختيار رئيس جديد للوزراء وهو المنصب الذي يجب أن يشغله سني في نظام المحاصصة الطائفية بلبنان.
وتسببت الخلافات السياسية في إرجاء المشاورات التي تستلزم من الرئيس ميشال عون أن يختار المرشح الذي ينال أكبر قدر من التأييد من أعضاء البرلمان البالغ عددهم 128 عضوا.
ومنذ استقالة الحريري من رئاسة الحكومة في أواخر أكتوبر تشرين الأول دخلت الأحزاب الرئيسية في لبنان في خلاف حول تشكيل حكومة جديدة تحتاج إليها البلاد بشدة للتعامل مع أسوأ أزمة اقتصادية تعيشها منذ الحرب الأهلية التي دارت رحاها بين عامي 1975 و1990.
ويقول المانحون الأجانب إنهم لن يقدموا أي مساعدات للبنان إلا بعد تشكيل حكومة تستطيع إجراء إصلاحات.
واستقال الحريري المتحالف مع الغرب ودول خليجية تحت ضغط احتجاجات حاشدة ضد النخبة الحاكمة زجت بالبلاد في أتون أزمة.
وكان من المتوقع إعلانه رئيسا للحكومة الجديدة هذا الأسبوع وهو المنصب الذي شغله ثلاث مرات من قبل.
وقال الحريري في بيان "أعلن أنني لن أكون مرشحا لتشكيل الحكومة المقبلة وأنني متوجه غدا للمشاركة في الاستشارات النيابية على هذا الأساس مع إصراري على عدم تأجيلها بأي ذريعة كانت".
وأضاف "ولما تبين لي أنه رغم التزامي القاطع بتشكيل حكومة اختصاصيين" لم يغير آخرون مواقفهم.
ورفضت جماعة حزب الله المدعومة من إيران وحلفاؤها ومنهم عون مطلب الحريري برئاسة حكومة من الخبراء. وسعوا بدلا من ذلك إلى حكومة تضم خليطا من المتخصصين والسياسيين.
وأضاف الحريري أنه سيشارك في مشاورات الخميس وأصر على عدم تأجيلها لكنه لم يحدد من الذي سيرشحه لتولي المنصب. ومن المقرر أن يعقد تيار المستقبل الذي يتزعمه الحريري اجتماعا يوم الخميس لحسم اختياره لرئيس الوزراء الجديد.
ووصف جبران باسيل، رئيس التيار الوطني الحر وصهر عون، قرار الحريري بأنه "موقف مسؤول" وقال إنه يأمل أن يقترح الحريري "شخصية موثوقة" تحظى بثقة كافة الأطراف.
وباءت سلسلة من الحلول الوسط الرامية للتوصل إلى توافق بشأن مرشحين آخرين لمنصب رئيس الحكومة بالفشل.
والحريري هو المرشح الوحيد الذي يحظى بدعم المؤسسة الدينية السنية في لبنان وقد بدا أنه المرشح الوحيد للمنصب هذا الأسبوع رغم التوترات السياسية وإعلانه من قبل بأنه لا يرغب في تولي المنصب مرة أخرى.