اتصالات بين أمريكا والإخوان المسلمين في مصر

تاريخ النشر: 04 أكتوبر 2011 - 03:40 GMT
اتصالات بين أمريكا والإخوان المسلمين في مصر
اتصالات بين أمريكا والإخوان المسلمين في مصر

قال دبلوماسي أمريكي  إن مسؤولين من الولايات المتحدة التقوا بأعضاء في حزب الحرية والعدالة المصري المنبثق عن جماعة الإخوان المسلمين بعد أن أعلنت واشنطن أنها ستجري اتصالات مباشرة مع الجماعة التي تزايد دورها منذ الإطاحة بالرئيس السابق حسني مبارك.

 وأعلنت واشنطن الخطط في حزيران وصورت هذه الاتصالات على أنها استئناف لسياسة طبقتها من قبل، لكن محللين رأوا أنها تعكس نهجاً جديداً في أسلوب تعاملها مع الجماعة التي كانت محظورة في عهد مبارك.

وجماعة الإخوان المسلمين واحدة من أكثر الجماعات شعبية وأفضلها تنظيماً في مصر ولها قاعدة شعبية واسعة بنتها من خلال الأنشطة الاجتماعية منذ عهد مبارك.

وقد تزعج الاتصالات "إسرائيل"، ونبذت جماعة الإخوان المسلمين العنف كوسيلة لتحقيق التغيير السياسي في مصر منذ سنوات. لكن جماعات مثل حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) والتي لم تنبذ العنف تعتبر جماعة الإخوان مرشداً روحياً لها.

وبموجب السياسة السابقة كان يسمح للدبلوماسيين الأمريكيين بالتعامل مع نواب الإخوان في البرلمان الذين كانوا يفوزون بالمقاعد "كمستقلين" تفاديا للحظر الرسمي على مشاركتهم السياسية. ووفر هذا غطاء دبلوماسيا يتيح أن تظل خطوط الاتصال مفتوحة.

وقال الدبلوماسي الكبير لرويترز "أجرينا اتصالات مباشرة مع مسؤولين كبار بحزب الحرية والعدالة" الذي تأسس بعد انفتاح الساحة السياسية عقب الاطاحة بمبارك.

وتابع أن المسؤولين الأمريكيين لا يميزون بين أعضاء جماعة الإخوان أو حزبها وأضاف "لا ننتهج أي سياسة تعتمد هذا التمييز"، ولم يذكر الدبلوماسي متى جرت الاجتماعات.

وكان يجيب عن سؤال عما إذا كانت أي اجتماعات عقدت بعد أن صرح رئيس حزب الحرية والعدالة محمد مرسي لصحيفة الدستور الأسبوع الماضي بأن المسؤولين الأمريكيين لم يجروا اتصالات معه منذ تغير السياسة.

ونفى نائب رئيس الحزب عصام العريان لرويترز يوم الأحد عقد أي اجتماعات مع مسؤولين أمريكيين لدى سؤاله عن تصريحات الدبلوماسي، ولم يتضح على الفور السبب في تباين روايتي الجانبين.

وفي مقابلة مع قناة الحياة التلفزيونية تم بثها يوم السبت سئلت وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون عما إذا كانت واشنطن مستعدة للتعامل في المستقبل مع حكومة تضم أعضاء بجماعة الإخوان.

وأجابت وفقا لنص أمريكي "نحن مستعدون ومنفتحون أمام العمل مع حكومة يلتزم ممثلوها باللاعنف وبحقوق الإنسان."

وفي عهد الرئيس المصري السابق كانت جماعة الإخوان محظورة وتكررت اعتقالات أعضائها، وكان مبارك يقدم نفسه بوصفه حائط الصد الذي يحول دون سقوط مصر في أيدي الإسلاميين وهو نهج يقول محللون انه ساعد في تأمين دعم واشنطن وغيرها من القوى الغربية له خشية أن تتحول مصر إلى إيران أو غزة أخرى.

وقال الدبلوماسي الأمريكي إن الاتصالات الأمريكية جرت مع أعضاء "رفيعي المستوى" بحزب الحرية والعدالة لكنه لم يذكر أسماء. وأضاف أن الاتصالات من الجانب الأمريكي لم تكن على مستوى سفراء ولم يكشف عن مزيد من التفاصيل.

ومضى يقول "أجرينا هذه الاتصالات من وقت لأخر فيما مضى... الاختلاف أننا فيما مضى كنا نقابل برلمانيين"، وتم حل البرلمان المصري بعد سقوط مبارك. ومن المقرر بدء انتخابات مجلس الشعب في تشرين الثاني على أن تجري انتخابات مجلس الشورى أوائل العام القادم.

ومن المتوقع أن يكون أداء جماعة الإخوان جيداً في الانتخابات على الرغم من أن الكثير من المحللين يتوقعون برلماناً مفتتاً، وقال الدبلوماسي "إن الاتصالات مع الإخوان جزء من محاولة لفهم مصر بشكل أفضل وشرح السياسات الأمريكية".

وأضاف "من المهم من وجهة نظرنا أن نكون على اتصال مع جميع القوى السياسية الصاعدة هنا في مصر التي تكون سلمية وملتزمة باللاعنف"، وتابع قائلاً "هذا يساعد في فهم مصر والطريقة التي يتطور بها النظام السياسي وهذا يساعدنا في توصيل رسالتنا ومساعدتهم على فهم وجهة نظرنا