اوقفت ايران بيع الخام للشركات البريطانية والفرنسية، وبدأ الحرس الثوري مناورات استعدادية بعد تصريحات رئيس الاركان الاسرائيلي وقال ديمبسي ان قرار مهاجمة ايران سابق لاوانه فيما قال هيغ ان قرارا اسرائيليا بالمهاجمة لن يكون حكيما.
وقف بيع الخام الايراني
أفاد موقع وزارة النفط الإيرانية على الإنترنت الأحد نقلا عن متحدث باسم الوزارة أن إيران أوقفت بيع الخام إلى الشركات البريطانية والفرنسية.
ونسب الموقع إلى المتحدث علي رضا نيكزاد قوله "تم وقف تصدير الخام إلى الشركات البريطانية والفرنسية... سنبيع نفطنا إلى زبائن جدد".
الحرس الثوري الإيراني يبدأ مناورة لمواجهة أي تهديد محتمل
وبدأت قوات الحرس الثوري الإسلامي في إيران صباح الأحد مناورات برية في الصحراء الوسطى ومحافظة يزد وسط البلاد تحت شعار (والفجر).
ونقلت قناة (العالم) عن قائد القوات البرية في الحرس الثوري العميد محمد باكبور القول إن الهدف من هذه التدريبات هو "إظهار بعض قدرات إيران في مواجهة أي تهديد محتمل، إضافة إلى تعزيز قدراتها الدفاعية والردعية ورفع إمكاناتها لتنفيذ الخطط التكتيكية العسكرية الحديثة".
وأضاف أنه سيتم خلال المناورة اختبار أحدث الأجهزة المحلية الصنع. وتشارك في هذه المناورات فرق المشاة وقوى التعبئة.
وكان الحرس الثوري قد أجرى قبل نحو شهر مناورتين غربي البلاد.
وتأتي هذه الأنباء بالتزامن مع تصريح لرئيس أركان الجيش الإسرائيلي بيني جانتس قال فيه إنه "يجب إبقاء جميع الخيارات مطروحة على الطاولة بشأن إيران".
ونقلت الإذاعة الإسرائيلية عنه القول إن "إسرائيل ستتخذ قراراتها بنفسها إزاء هذا الملف من منطلق اعتبارات واسعة تأخذ بعين الاعتبار الإجراءات العالمية والممارسات الإيرانية ذاتها".
ومن المقرر أن يلتقي مستشار الأمن القومي الأميركي توم دونيلون برئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في إسرائيل مساء اليوم للتباحث حول إيران، وذلك بعد ساعات من تأكيد رئيس هيئة الأركان المشتركة للقوات الأمريكية الجنرال مارتين ديمبسي التي قال فيها إن أي هجوم إسرائيلي ضد إيران لن يكون حكيما وسيقود إلى حالة من عدم الاستقرار.
رئيس الأركان الأميركي: مهاجمة إيران أمر سابق لأوانه
وقال رئيس هيئة الأركان الأميركية المشتركة الجنرال مارتن ديمبسي الأحد إن شن هجوم عسكري على إيران أمر سابق لأوانه لانه ليس واضحا ان كانت طهران ستستخدم بالفعل قدراتها النووية لتصنيع قنبلة نووية.
ويحتدم النقاش في إسرائيل بشأن ما اذا كان يتعين مهاجمة إيران لمنعها من انتاج قنبلة نووية.
وتبادلت إيران وإسرائيل الاتهامات بشأن حوادث زادت من حدة التوتر بينهما في الاونة الاخيرة اذ تعرض دبلوماسيون إسرائيليون لهجمات في الخارج في حين اغتيل عالم نووي إيراني في طهران.
لكن الجنرال ديمبسي قال انه يعتقد ان الحكومة الإيرانية "طرف عقلاني". وأضاف في حديث لشبكة (سي.ان.ان) الاخبارية الأميركية "ولذلك فإن من الافضل للولايات المتحدة وحلفائها التمسك بالعقوبات الدولية والدبلوماسية لمحاولة اقناع طهران بعدم استخدام برنامجها النووي في اغراض عسكرية.
وقال ديمبسي "اعتقد انه ليس واضحا (ان ايران ستقوم بتصنيع قنبلة) ومن ثم فانني اعتقد انه سيكون من السابق لاوانه ان نقرر بشكل تام ان الوقت قد حان بالنسبة لنا للجوء للخيار العسكري".
وتابع انه متأكد من أن إسرائيل تعرف ان هذا هو الموقف العام للولايات المتحدة لكن لم يصل إلى حد الإشارة إلى ان الأمريكيين اقنعوا الإسرائيليين بأن من الافضل عدم مهاجمة إيران.
وأضاف "انا واثق من انهم (الإسرائيليون) يدركون بواعث قلقنا من ان شن هجوم (على إيران) في هذا التوقيت من شأنه زعزعة الاستقرار ولن يحقق اهدافه على الأمد البعيد".
ومضى يقول "لن اشير وانا جالس هنا اليوم إلى اننا اقنعناهم بأن موقفنا هو الموقف الصحيح..."
ورد الزعماء الإيرانيون بحدة على تكهنات بأن إسرائيل تستطيع قصف إيران خلال أشهر لمنعها من امتلاك اسلحة نووية وهددوا بالرد على اي دولة تهاجم طهران.
وتقول إسرائيل التي يعتقد على نطاق واسع انها تمتلك الترسانة النووية الوحيدة في الشرق الاوسط ان حصول إيران على السلاح النووي سيهدد وجودها.
وتقول إيران ان برنامجها النووي مخصص للاغراض السلمية. ولكن نقلها لعمليات تخصيب اليورانيوم في الاونة الاخيرة إلى مخبأ جبلي شديد التحصين ورفضها التفاوض بشأن ضمانات بأن برنامجها النووي سلمي اثار المخاوف من نوايا إيران وايضا بواعث القلق على امدادات النفط الخليجية.
ومع ذلك عبر مسؤولون أميركيون واوروبيون يوم الجمعة عن تفاؤل مشوب بالحذر تجاه احدث اشارات من طهران بانها ربما تكون مستعدة لاستئناف المحادثات مع القوى الكبرى بشان القضية النووية بعد ان ارسل الإيرانيون لهم خطابا بهذا الشأن.
ولم تستبعد الولايات المتحدة ايضا استخدام القوة العسكرية لمنع إيران من الحصول على قنبلة نووية.
وقال ديمبسي ان كل الخيارات متاحة امام الجيش الأميركي "اذا قررت الامة عمل شيء في إيران."
واضاف "اعني انه يتعين علينا في الاساس ان نكون مستعدين..وهذا يتضمن ان نكون في الاغلب مستعدين دفاعيا في هذه المرحلة."
وناقش ديمبسي موضوع إيران مع القادة الإسرائيليين خلال زيارة لإسرائيل الشهر الماضي. وبثت تصريحاته على محطة (سي.ان.ان) في الوقت الذي توجه فيه مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي باراك اوباما إلى إسرائيل لاجراء محادثات بشأن قضايا اقليمية تشمل سوريا وإيران.
هيغ: مهاجمة إسرائيل لإيران لن تكون قرارا حكيما
واعتبر وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ الأحد أن مهاجمة إسرائيل لإيران لن تكون قرارا "حكيما"، مشددا على ضرورة "اعطاء فرصة" للمقاربة الدبلوماسية والاقتصادية.
وصرح هيغ للبي بي سي "لا اعتقد أن شن هجوم عسكري على إيران سيكون أمرا حكيما من جانب إسرائيل".
واضاف "اسرائيل، كأي بلد في العالم، ينبغي أن تعطي فرصة فعلية للنهج الذي تبنيناه، أي العقوبات الاقتصادية الشديدة والضغوط الاقتصادية".
واكد هيغ أن "مقاربتنا دبلوماسية واقتصادية مئة في المئة بهدف جلوس ايران الى طاولة المفاوضات"، موضحا انه "ليس على علم بمخطط (اسرائيلي) لمهاجمة ايران".
وتكررت في الاسابيع الاخيرة تصريحات لمسؤولين اسرائيليين تحدثوا عن امكان توجيه ضربة عسكرية للمنشآت النووية الايرانية، في حين تحاول واشنطن وحلفاؤها تشديد العقوبات على الجمهورية الاسلامية وخصوصا في القطاع المالي.
وتصاعد التوتر بين اسرائيل وايران هذا الاسبوع بعد استهداف طواقم دبلوماسية اسرائيلية في نيودلهي وتبيليسي.
ولم يحمل هيغ ايران مسؤولية هذين الاعتداءين، لكنه اكد ان طهران "ضالعة اكثر فاكثر في انشطة غير قانونية وربما ارهابية في مناطق اخرى من العالم".
واضاف "هذا يندرج ضمن الخطر الذي تشكله ايران على السلام في العالم".