دشنت ايران الثلاثاء، مرحلة جديدة من العلاقات مع السعودية باعادة فتح سفارتها في الرياض، فيما تستعد الاخيرة لاستئناف عمل بعثتها لدى طهران بعد قطيعة دبلوماسية بين البلدين استمرت سبع سنوات.
ومن المقرر ان تستأنف السفارة الايرانية عملها في مقرها القديم في الحي الدبلوماسي في الرياض، والذي تجاورها فيه سفارة سوريا التي سيعاد افتتاحها قريبا هي الاخرى، وذلك اثر اتفاق السعودية ودمشق على تبادل فتح السفارات المغلقة من اندلاع الحرب السورية عام 2011.
وانهى اتفاق مفاجئ رعته الصين ووقعته السعودية وايران في بكين في آذار/مارس الماضي، سنوات من صراع مرير دخل البلدان في اتونه على خلفية مهاجمة محتجين مقر سفارة المملكة في طهران عام 2016، احتجاجا على اعدام الرياض رجل الدين الشيعي البارز نمر النمر.
وجرت مراسم اعادة فتح السفارة الايرانية في الرياض بحضور نائب وزير الخارجية الإيراني للشؤون القنصلية علي رضا بيكدلي والقائم بالأعمال الإيراني حسن زارنيغار، وكذلك وكيل وزارة الخارجية السعودية للشؤون القنصلية علي اليوسف.
وعينت ايران علي رضا عنايتي في وقت سابق من الشهر الماضي سفيرا لها لدى السعودية، علما انه شغل سابقا سفيرا لطهران في الكويت وكذلك مساعدا لوزير خارجية بلاده ومديرا عاما لشؤون الخليج فيها.
ومن المقرر ان يتم تباعا اعادة فتح القنصلية العامة الإيرانية ومكتب ممثل إيران لدى منظمة التعاون الإسلامي في مدينة جدّة.
مخاوف الحليف الاميركي
منذ اتفاقها التاريخي الذي وقعته مع ايران في الصين، أعادت السعودية العلاقات مع دمشق حليفة طهران، وكثفت جهودها لانهاء الحرب في اليمن حيث تقود تحالفا عسكريا ضد الحوثيين المدعومين من طهران.
ويبدو ان الخطوات الدبلوماسية المتسارعة للسعودية لا تلقى ارتياحا كبيرا لدى حليفتها الولايات المتحدة، من حيث انها تكسر بصورة او اخرى الحصار والطوق الذي تفرضه واشنطن على كل من دمشق وطهران في اطار مساعيها لاضعاف الاخيرة.
وفي ما يبدو محاولة لتدارك الاحداث المتسارعة، فقدت اوفدت الولايات المتحدة وزير خارجيتها انتوني بلينكن الى السعودية، حيث من المقرر ان يصلها الثلاثاء بهدف بحث اصلاح وتعزيز العلاقات التي تضررت خلال السنوات الماضية بسبب ملفي النفط وايران.
وحث بلينكن في خطاب امام منظمة ايباك الداعمل لاسرائيل الاثنين، على تطبيع العلاقات بين الدولة العبرية والسعودية التي تستمر زيارته اليها حتى الخميس، مؤكدا ان واشنطن تنظر الى هذا الامر باعتباره "مصلحة فعلية على صعيد الأمن القومي" الاميركي.
ووعد وزير الخارجية الاميركي بان يبذل مساعي على صعيد تحقيق هذا التطبيع، مقرا في الوقت نفس بان الامر لن يكون سهلا، وبانه ليست لديه اوهام حيال تحقيقه في وقت قريب.
