طلب وزير خارجية إيران يوم الثلاثاء من الأمين العام للأمم المتحدة بان جي مون مساعدته في جهود للإفراج عن عشرات الزوار وعمال الإغاثة الإيرانيين الذين تم احتجازهم في الآونة الاخيرة في سوريا وليبيا.
وكتب علي اكبر صالحي إلى بان في رسالة قدمتها بعثة ايران في الأمم المتحدة لرويترز يقول "أود ان أطلب تعاونكم ومساعيكم الحميدة يا صاحب الفخامة لتأمين الإفراج عن هؤلاء الرهائن".
وقال صالحي "وسيكون التعاون الكريم من هيئات الأمم المتحدة المعنية استجابة لهذا الطلب من حكومة (إيران) وأسر الرهائن موضع تقدير كبير".
وتم تسليم طلب مساعدة الأمم المتحدة بعد يوم من استدعاء وزارة الخارجية الإيرانية دبلوماسيا رفيعا من السفارة السويسرية في طهران التي ترعى مصالح الولايات المتحدة في إيران لمناقشة مسالة الإيرانيين المفقودين في سوريا.
وفي نيويورك أكد متحدث باسم الأمم المتحدة تلقي رسالة صالحي لكنه لم يكن لديه تعليق فوري. وسعت ايران ايضا للحصول على مساعدة تركيا -وهي من أشد منتقدي الرئيس السوري بشار الاسد- في الإفراج عن الإيرانيين المحتجزين في سوريا.
وقال صالحي "حكومة جمهورية ايران الإسلامية تدعو الى الإفراج الفوري عن رعاياها المخطوفين وترى ان استخدام الرهائن دروعا بشرية ينتهك القانون الدولي وحقوق الإنسان لهؤلاء المدنيين الأبرياء".
ويتهم معارضو سوريا المصممون على الإطاحة بالأسد ايران بدعم الحكومة السورية التي تحاول دون جدوى منذ 17 شهرا سحق انتفاضة تتخذ طابعا مسلحا باطراد. وتدعم طهران الأسد حليف ايران منذ فترة طويلة.
واستولت المعارضة السورية على حافلة تقل 48 ايرانيا يوم السبت. وتقول طهران انهم زوار كانوا في طريقهم الى مزار شيعي وتنفي تكهنات بأنهم عسكريون يساعدون الأسد في اخماد الانتفاضة.
وأكد متحدث باسم المعارضة السورية يوم الاثنين ان ثلاثة ايرانيين قتلوا في قصف جوي من جانب الحكومة وان الباقين سيعدمون اذا لم يتوقف القصف. ولم ترد أنباء بشأن مصير الباقين منذ ذلك الحين.
وفي ليبيا خطفت جماعة مسلحة مجهولة سبعة عمال إغاثة ايرانيين يوم 31 من يوليو تموز في مدينة بنغازي بشرق البلاد في اكبر عملية من نوعها ضد أجانب منذ بداية الانتفاضة التي أطاحت بمعمر القذافي.
وقالت مصادر امنية لرويترز ان الرجال السبعة وهم من بعثة الاغاثة التابعة للهلال الأحمر الإيراني خطفوا من مركبتهم في وسط بنغازي عندما كانوا في طريقهم الى الفندق الذي يقيمون فيه.
وقالت صحيفة طهران تايمز ان مسؤولا ايرانيا رفيعا ابلغ دبلوماسيا سويسريا يوم الاثنين ان الحكومة الأمريكية مسؤولة عن حماية حياة الإيرانيين المخطوفين بالنظر الى مساندة الولايات المتحدة للمعارضة السورية.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الامريكية باتريك فنتريل ان ايران استدعت الدبلوماسي السويسري لكنه استدرك بقوله إن الولايات المتحدة لم تتلق اي مراسلات رسمية من ايران في هذا الأمر ورفض تقديم تفاصيل أخرى.
وسئل فنتريل هل من المعقول ان تحمل ايران الولايات المتحدة المسؤولية عن حماية الإيرانيين فرد بقوله "لا يبدو هذا معقولا".
وكرر ايضا اتهامات الولايات المتحدة ان ايران تساعد الأسد على سحق المعارضة.
وقال "في رأيي ليس معقولا أن تتجاهل الحكومة الإيرانية مذابح المدنيين في حلب وفي شتى أنحاء سوريا وتبحث بدلا من ذلك عن طرق جديدة لمحاولة دعم نظام يقتل آلافا كثيرة من مواطنيه".