رحبت إيران بفخر الاثنين بجائزة أوسكار أفضل فيلم أجنبي التي نالها فيلم "انفصال" للمخرج أصغر فرهادي الأحد في هوليوود والتي اعتبرتها وسائل الإعلام الرسمية تكريما "للثقافة والحضارة الايرانية الفريدة".
وعلى الرغم من بث حفل توزيع جوائز الأوسكار في ساعة متأخرة جدا بسبب الاختلاف في التوقيت بين الولايات المتحدة وإيران، إلا أن عدد كبير من الإيرانيين تابعوا هذا الحفل مباشرة بفضل هوائيات تسمح بالتقاط المحطات الفضائية الأجنبية، علما أن هذه الهوائيات تعتبر غير شرعية في إيران.
من جهتها، سارعت وسائل الإعلام الرئيسية إلى الإعلان عن هذه الجائزة التي تمنح للمرة الأولى إلى فيلم إيراني.
وسرعان ما انهالت الرسائل الالكترونية المبتجهة على شبكات التواصل الاجتماعي والرسائل النصية القصيرة المماثلة على الهواتف المحمولة.
وعلقت ساره البالغة من العمر 26 عاما على الفوز قائلة "أنا سعيدة لأننا فزنا. الفيلم رائع وقد جعلنا فخورين جدا بإيران". وأضافت "أود أن يحظى مخرجونا بمزيد من الحرية في التعبير عن أفكارهم".
وأشاد عدد كبير من مستخدمي الانترنت بالمخرج الذي أهدى جائزة الأوسكار إلى "الشعب" الإيراني الذي "يحترم كل الثقافات والحضارات ويبغض العدائية والحقد".
وألمح المخرج أصغر فرهادي في كلمته إلى الوضع السياسي في إيران التي فرض عليها جزء من المجتمع الدولي العزلة على خلفية برنامجها النووي المثير للجدل، والذي يغذي منذ سنوات عدة تهديدات وحرب كلامية بين طهران والغربيين.
وقال المخرج "الإيرانيون سعداء (...) بذكر بلدهم إيران هنا بفضل ثقافته المجيدة.. ثقافته القديمة والغنية التي كانت مطمورة تحت غبار السياسة الكثيف".
وكتب جعفر البالغ من العمر 29 عاما على "فيسبوك" "ما أفرحني ليس جائزة الأوسكار بل ما قاله (فرهادي)". أما نيغار البالغة من العمر 29 عاما أيضا فقالت "حان الوقت لينظر العالم إلى إيران بطريقة مختلفة".
وقد شددت وسائل الإعلام الرسمية بدورها على النجاح الذي حققته إيران بفضل هذه الجائزة.
فذكر التلفزيون الرسمي أن "فرهادي عبر في كلمته عن الطابع الفريد الذي تتميز به الثقافة والحضارة الإيرانيتان".
وفيما عنونت وكالة الأنباء الرسمية "إيرنا" خبر الفوز كالآتي: "السينما الإيرانية تدخل التاريخ"، كتبت وكالة "إيسنا" أن "العلم الإيراني يرفرف في الولايات المتحدة".
وعبر علي رضا سجادبور مدير منظمة السينما في وزارة الثقافة والإرشاد الإسلامي، عن سعادته لأن "السياق السياسي لم يؤثر" في عملية الاقتراع. وهنأ المخرج وأكد أن نجاحه هو "نجاح للسينما الإيرانية".
يذكر أن فيلم "انفصال" كاد ألا يبصر النور لأن السلطات علقت تصويره لمدة عشرة أيام تقريبا في خريف العام 2010، مطالبة أصغر فرهادي بالاعتذار عن مداخلاته المؤيدة لمخرجين معتقلين أو مدرجين على اللائحة السوداء بسبب معاداتهم المفترضة للنظام الإسلامي.
ولم تدعم السلطات الفيلم وتسانده إلا بعد النجاح الكبير الذي حققه في ايران حيث نال خمس جوائز في مهرجان "فجر" في طهران سنة 2011، وفي الخارج حيث نال جائزة الدب الذهبي في برلين وجائزة "غولدن غلوبز" عن فئة أفضل فيلم أجنبي.