أثار منشور بثه مدير مؤسسة الإذاعة والتلفزيون الأردنية الأسبق، إبراهيم شاهزاده، على صفحته الشخصية بموقع "فيسبوك"، يشكو فيه من "ضنك العيش"، تفاعلا بين رواد مواقع التواصل الاجتماعي، الذين انتقدوا إهمال الدولة لرجالها المخلصين وتركهم يعانون شظى العيش وقسوة الحياة.
وقال شاهزاده في المنشور، إن راتبه التقاعدي ارتفع من 443 الى 446 دينارا فقط بعد خدمة 40 عاما في الاعلام الحكومي .
وأضاف: أنه يقطن بشقة تقدر مساحتها بـ 100 متر مربع مشيرا الى انه ينفق من راتبه 50 دينارا على صهاريج مياه و 100 دينار للدواء بالاضافة الى 50 دينارا لحارس العمارة و 15 دينارا للكهرباء .
وختم شاهزاده منشوره بكلامات مؤثرة " اتناول في ما تبقى من راتبي السردين والتونا والخبز "

وتاليا بعض التعليقات التي رصدتها "البوابة" على "فيسبوك":
لو كان فاسداً لما كان هذا حاله !
الدكتور عصام الغزاوي: "لو كان فاسداً لما كان هذا حاله ! .. حزنت وانا اقرأ ما كتبه ليلة امس احد ابرز الاعلاميين الرواد الذي حفظت الذاكرة اسمه جيدا، واعتادت أجيال عديدة سماع نبرات صوته الإذاعي المميز الذي كان يعرفه كل الاردنيون".
وقال: "مؤسف ان تتنكر الدولة للرواد الذين قدموا حياتهم في خدمة الوطن، وافنوا زهرات شبابهم وجهدهم في الإبداع، لماذا العقوق والجحود لابناء الوطن الصادقين والمخلصين الذين لم يمدوا بحكم مناصبهم ايديهم للمال العام فدفعوا ثمن نزاهتهم ونظافة ايديهم؟ نكران في أبشع صوره أن تتجاهل الدولة فضل رجالها المخلصين وتتركهم يعانون شظى العيش وقسوة الحياة مهمشون يئنون في منازلهم عاجزين بدون ان تقوم بواجبها الوطني نحوهم، بينما نرى غيرهم مصابون بالتخمة من كثرة العطايا والهبات".
الرعيل الأول
من جانبه قال أمجد أبو ريا: للأسف ان تُوصِل الحاجه بإعلامي بحجم Ibrahim Shahzadah يكتب هكذا منشور يملئه الألم.. من المؤسف ان يكون هذا مصير احد رجالات الإعلام من الرعيل الأول.. محزن جداً لكل لمن لم يمد يده للمال العام... ولم يزرع زبانيته في المواقع قبل أن يغادر المنصب... لك الله يا استاذ ابراهيم شاهزاده".
وقال أمجد السنيد: "الله اكبر كم هو مؤلم انْ اسمع هذا الأنين والألم من الباشا إبراهيم شاهزادة قامة إعلامية اردنية نعتز ونفخر بها وللامانة مدرسة في الموضوعية والإنصاف وفوق كل هذا أخلاقه العالية والرفيعة في التعامل وإحترام الموظفين".
"الباشا لك خالص الشكر والتقدير والاحترام في زمنك المجيد تم تعييني وعندما تم الإستعانة بخبراتك كمذيع على الشاشة قمت بتزكية اسمي كرئيس تحرير لنشرة الثامنة للمرحوم مدير الاخبار انذاك عبد الحميد المجالي ابو ناصر ليتني اوفيك جزءاً بسيطاً من حقك يا باشا"

من هو إبراهيم شاهزادة ؟
وُلِدَ في مدينة الزرقاء عام 1937م، وانتقل إلى العاصمة عمَّان في العاشرة من عمره. درسَ وتخرَّج في مدرسة المطران، وبدأ عملَه في الإذاعة الأردنيَّة منذ تأسيسها. أسَّس القسم العربيَّ في الإذاعة الإيرانيَّة في مدينة الأهواز، والتحق في أثناء عمله بجامعة جندي شابور وحصل على ليسانس في الأدب المقارَن. بعد ذلك انتقل إلى القسم العربيِّ في هيئة الإذاعة البريطانيَّة (BBC) في لندن، ثمَّ بدأ العمل في التلفزيون الأردنيِّ منذ انطلاقته عام 1968م، وكان أوَّل من قرأ نشرةَ الأخبار عبر شاشته.
في أثناء عمله في التلفزيون، غطَّى المؤلِّف بصفته مراسلًا تلفزيونيًّا رحلات العاهل الأردني الراخل الملك الحسين، وكبار المسؤولين، ممَّا منح عملَه زخمًا يظهرُ في ثنايا هذا الكتاب.
انتخُبَ شاهزاده نائبًا لرئيس لجنة الأخبار التابعة لاتِّحاد إذاعات الدول الأوروپيَّة، وكان بذلك أوَّلَ غير أوروپيٍّ يشغلُ هذا المنصب.
ومن المناصب المهمَّة الأخرى التي تقلَّدَها مدير الإذاعة الأردنيَّة ومدير التلفزيون الأردنيِّ، ثمَّ المدير العام لكلَيهما. حاز المؤلِّف أيضًا عدَّة أوسمةٍ أبرزها وسام الاستقلال من الدرجة الأولى.