تؤكد مصادر اعلامية وخبراء امنيين وجود اتصالات بين الجيش الحر والمخابرات الاسرائيلية قائمة على تبادل المعلومات والتنسيق خاصة فيما يتصل بالعمليات الحدودية.
وتبحث إسرائيل عن «جهات معتدلة» داخل المعارضة المسلحة السورية، من أجل بلورة قواعد لعبة جديدة بينهما، لتجنّب أي مواجهة، في مرحلة ما بعد سقوط النطام في سوريا
وبثّت القناة العاشرة في التلفزيون العبري أمس شريطاً مصوراً لعناصر من تنظيم القاعدة في سوريا، موجودين على بعد أمتار معدودة من السياج الحدودي في الجولان، وبالقرب من الجنود الاسرائيليين المرابطين على الحدود.
وبحسب مراسل القناة للشؤون العسكرية، أور هيلر، فإن هذه العناصر تعمل على رصد تحركات الجيش الاسرائيلي ودورياته في المنطقة، إلا أنه أكد أن «جهود هذه العناصر تتركز حالياً على السيطرة على كل القرى الواقعة داخل المنطقة العازلة الواقعة على طول الحدود مع سوريا». مصادر في الجيش الاسرائيلي أكدت، بدورها، وجود هذه العناصر في الجانب السوري من الحدود، لكنها شددت على أن «وجودها لا يُعدّ خرقاً للاتفاقات الموقعة مع سوريا، لكونهم غير تابعين للجيش السوري النظامي».
المصادر أكدت أيضاً أنه «لا يوجد أوامر بإطلاق النار باتجاههم»، مشددة على «أهمية إقامة السياج الأمني الجديد على الحدود، الذي من شأنه أن يحول دون اختراقه والدخول الى الأراضي الاسرائيلية».
و أكد رئيس الشعبة السياسية في جيش الاحتلال الإسرائيلي، الجنرال عاموس جلعاد ـ بطريقة غير مباشرة ـ وجود اتصالات بين إسرائيل والمعارضة السورية، حين أشار ـ جواباً على سؤال من الإذاعة بهذا الخصوص ـ إلى ضرورة ” التصرف بذكاء من خلال اعتماد نهج بعيد عن الأضواء ، لأنه من غير المفيد ، سواء لنا أو للمعارضة (السورية)، الحديث عن وجود أو عدم وجود مثل هذه الاتصالات”. وأكّد قائلاً : ارتفع عدد مسلحي الجيش الحر الذين أنقذهم الجيش الإسرائيلي أول أمس في مرتفعات الجولان المحتلة إلى سبعة.
اتصالات في بلغاريا
ومؤخرا كشفت برقية تلقتها الخارجية الإسرائيلية عن إجراء اتصالات بين دوائر سياسية في تل ابيب وكوادر المعارضة السورية في بلغاريا، ورغم ان تلك الاتصالات جرت بعيداً عن الوزير افيغدور ليبرمان، إلا ان القائم بالمهمة أكد أنه حال عودته من صوفيا، أبلغ نائب وزير الخارجية الاسرائيلي بنتائج الزيارة.
وتشير معلومات أزاحت الخارجية الإسرائيلية الستار عنها إلى انها تلقت برقية من سفير اسرائيل لدى صوفيا "شاؤول كميسا"، جاء فيها: "ان "مندي صفدي" مدير مكتب نائب وزير تنمية النقب والجليل "ايوب قرا"، طاف مختلف دول العالم، وقدم نفسه على انه موفد من الحكومة الإسرائيلية، لفتح قنوات من الحوار مع المعارضة السورية".
اتصالات في اميركا
ويتوافد عشرات الاسرائيليين شهريا الى مقرات ومكاتب الائتلاف السوري المعارض في نيويورك وواشنطن للقاء المسؤولين في هذه الجماعات وقد تمخضت لقاءات مهمة وفق مصادر وتقارير اميركية عن تعهد من الائتلاف بعدم استخدام الاسلحة الكيماوية التي سيتم السيطرة عليها ضد اسرائيل وان الائتلاف يتعهد بعدم وصولها الى ايدي حزب الله اللبناني
ويؤكد بيرغمان الكاتب في يديعوت احرونوت العبرية هذه المعلومات ويقول انهم نقلوا رسالة من الخطيب مفادها انه لا يوجد خطر من الائتلاف على اسرائيل.
تنسيق داخلي
يقول ر. دانييل الاميركي الخبير في الشان العسكري ان هناك دليل على التعاون بين الطرفين، حيث دخل عدد من الاعلاميين الاسرائيليين عن طريق الحدود المشتركة التي يسيطر على جانبها السوري المسلحون، فيما تم رصد اسلحة اسرائيلية تسلمها الثوار وتمت مصادرتها بعد معارك مع الحكومة، واشار الى ان قصف المصنع العسكري السوري من طرف اسرائيل تم بمساعدة بعض اقطاب المعارضة.
تفتت في صفوف المعارضين
وتكمن المصلحة الاسرائيلية في تلك الاتصالات بضمان وجود السلاح الكيماوي بايدي امينة زيادة على دعم التفكك في صفوف تلك المعارضة حتى لا يستقر الامر في قرار يقود الى سلام ومباحثات مع الاسد على ذمة القتل والتدمير الذي يعصف بسورية ويستنزفها، وتامل اسرائيل ان يتسابق الجميع من اجل تقديم المعلومات وتقديم فرائض الولاء والطاعة لاسرائيل اللاعب الابرز في المنطقة.