إسرائيل ترفض نتائج تحقيق النيابة الفلسطينة حول اغتيال أبو عاقلة

تاريخ النشر: 26 مايو 2022 - 06:59 GMT
وزير الدفاع الاسرائيلي بيني غانتس
وزير الدفاع الاسرائيلي بيني غانتس

 رفضت اسرائيل الخميس، نتائج تحقيق النيابة الفلسطينية حول ملابسات اغتيال الصحفية شيرين أبو عاقلة، والتي خلصت الى ان جنديا اسرائيليا اطلق النار عليها عمدا.

وأكد النائب العام الفلسطيني الخميس، إن التحقيق في استشهاد أبو عاقلة (51 عاما) أثبت أنها اصيبت في الرأس "برصاصة خارقة للدروع"  اطلقها عليها قناص في الجيش الاسرائيلي بشكل متعمد، خلال عملية في مدينة جنين شمالي الضفة الغربية المحتلة في 11 مايو/أيار الجاري، 

لكن وزير الدفاع الاسرائيلي بيني غانتس شكك في موثوقية هذه الخلاصة، مشيرا الى ان اسرائيل جرى الحيلولة دون مشاركتها في التحقيق بعد رفض الجانب الفلسطيني تسليمها الرصاصة التي قتلت أبو عاقلة من اجل اخضاعها لاختبار باليستي.

وقال غانتس "رغم الطلبات العديدة من اسرائيل، رفض الفلسطينيون التعاون، وهو ما يثير اسئلة حول ما اذا كانوا يريدون حقا كشف الحقيقة".

واضاف "حتى اليوم، ادعو السلطة الفلسطينية الى تسليم الرصاصة وما توصلوا اليه.. ونحن مستعدون لاجراء تحقيق بالتعاون مع ممثلين دوليين".

وشدد غانتس على ان "الجيش الاسرائيلي لا يزال يجري تحقيقا في المسألة من اجل كشف الحقيقة. وأي ادعاء بان الجيش الاسرائيلي يتعمد إيذاء الصحفيين او المدنيين غير المتورطين، هو كذبة صارخة".

ومن جانبه، قال رئيس اركان الجيش الاسرائيلي افيف كوخافي في ختام دورة مدرسة الحرب في الكليات العسكرية أن "هناك استنتاجا واضحا يمكن إعلانه صراحة وبدون أي مجال للشك. لا يوجد أي جندي في جيش الدفاع أطلق النار بشكل متعمد نحو الصحافية". 

واضاف ان "هذا هو الاستنتاج الذي توصلنا إليه بعد التحقيق والفحص ولا يوجد أي استنتاج آخر"، معتبرا أن "جيش الدفاع يعمل بشكل مهني معتمدا على المبادئ الاخلاقية بينما الطرف الثاني يعمل بشكل عشوائي دون أي مبادئ أخلاقية".

وتابع كوخافي أن "مراسلة الجزيرة قتلت في ساحة قتال. قتلت في ذروة نشاط عسكري كان يهدف لاعتقال إرهابيين خططوا لاستهداف وقتل مدنيين. إرهابيون أطلقوا نيرانهم في كل اتجاه".. 

واردف قائلا "نحن وأعداؤنا نعيش في عالمين مختلفين تفصلهما فجوة اخلاقية. هم يعملون كل ما بوسعهم لاستهداف مواطنينا بينما نحن نعمل كل ما بوسعنا لتجنب المساس بالمدنيين".

"يرفضون اشراكنا في التحقيق"

وحمل كوخافي الجانب الفلسطيني المسؤولية عن استشهاد ابو عاقلة قائلا "ينشر العدو قواته ووحداته داخل المناطق المأهولة فوق وتحت بيوت المدنيين وأحيانا داخل غرفة في بيت مدني ويجعلهم وسيلة وبذلك يعرض القتال داخل المناطق المأهولة كل مدني غير ضالع بالارهاب يسكن فيها أو يجد نفسه داخلها للخطر".

""رئيس اركان الجيش الاسرائيلي افيف كوخافي
رئيس اركان الجيش الاسرائيلي افيف كوخافي

 

واضاف أنه "بشكل مشابه أصيبت وقتلت أبو عاقلة، ونحن نأسف لوفاتها ونحاول الوصول إلى الحقيقة من خلال كل الطرق الممكنة"، مشيرا إلى أنه "لكي نتوصل إلى الحقيقة هناك مؤشرات مهمة موجودة لدى الجانب الفلسطيني وليس لدينا".

ولفت كوخافي إلى أن "الجيش الإسرائيلي دعا لإجراء تحقيق مشترك مع الفلسطينيين حيث قوبلت دعوته بالرفض. كما دعا جيش الدفاع الفلسطينيين لمشاركة الأمريكيين في التحقيق حيث قوبلت دعوته بالرفض". 

وتابع "طلب جيش الدفاع فحص الرصاصة حتى بشكل مشترك فقوبلت دعوته بالرفض"، معتبرا أن "جيش الدفاع يحاول إجراء تحقيق مهني ودقيق ولكن الفلسطينيون يرفضون السماح بذلك".

وأضاف: "لو توصلنا إلى الحقيقة فكنّا نعلنها صراحة وبشكل علني حيث كنا نعرض واحدة من النتيجتيْن. الأولى أننا نحن من أطلق الرصاصة وكنا نعلن ذلك صراحة ونتحمل المسؤولية. والثانية أن الرصاصة لم تطلق من بندقية إسرائيلية ولذلك الحديث عن إطلاق نار من الجانب الفلسطيني".

"أخطاء" في جنازة شيرين 

وفي سياق متصل، قال وزير الخارجية الإسرائيلي يائير لابيد الخميس، "إننا لن نسمح بتكرار الأخطاء التي ارتكبناها في جنازة الصحفية الفلسطينية شيرين أبو عاقلة".

ونقلت إذاعة الجيش الإسرائيلي، عن لابيد تحذيره في جلسات مغلقة من تكرار الأخطاء التي ارتكبت في جنازة أبو عاقلة، من قبل قوات الشرطة الإسرائيلية أثناء تأمينهم مسار الجنازة.

وأوضحت الإذاعة العبرية أن لابيد أجرى مباحثات مغلقة مع مسؤولين من وزارة الخارجية ومجلس الأمن القومي الإسرائيلي وجهات أخرى، شدد خلالها على أنه من واجب الشرطة في بلاده في هذه الفترة العمل على ضمان الهدوء أثناء "مسيرة الأعلام".