توعد مسؤول عسكري اسرائيلي بالرد على عملية معبر ايريز وطالب عضو كنيست من الليكود بطرد الرئيس عرفات في اعقاب العملية الفدائية التي نفذتها سيدة فلسطينية اسفرت عن مصرع 4 جنود اسرائيليين وتبنتها كتائب القسام والاقصى، وبينما حمل ابو علاء إسرائيل المسؤولية عن تدهور الاوضاع قال وزير في حكومته ان السلطة طلبت لقاءا تحضيريا بين قريع وشارون
مطالب بطرد عرفات
وقال قائد قوات الاحتلال الإسرائيلي في غزة العميد غادي شامني إن قواته سترد على عملية بيت حانون الفدائية في قطاع غزة التي أسفرت عن مقتل أربعة جنود إسرائيليين وجرح عشرة آخرين. لكنه ترك في تصريح للتلفزيون الإسرائيلي تحديد الوقت والمكان وطريقة التنفيذ مفتوحة.
وعقب الهجوم- الذي وقع صباح الأربعاء- ترأس رئيس الوزراء الإسرائيلي أرييل شارون اجتماعا أمنيا ضم وزير الدفاع شاؤول موفاز رئيس جهاز الأمن الداخلي (الشين بيت) وموشيه يعلون لبحث الرد على العملية، وكان شارون تلقى انباء العملية خلال اجتماعه في مكتبه، في مدينة القدس، مع وزير الدفاع، شاؤول موفاز ورئيس هيئة الأركان العامة للجيش الإسرائيلي، موشيه يعلون
في اعقاب العملية الفدائية جدد مسؤولون إسرائيليون دعواتهم لطرد الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات، وطالب عضو الكنيست إيهود ياتوم من حزب الليكود الحاكم بطرد عرفات وجميع أعضاء القيادة الفلسطينية الذين عادوا معه من تونس عام 1993
في نفس الوقت سارع قادة المستوطنين وممثلوهم في الكنيست والحكومة إلى تحميل الإسرائيليين الداعين إلى السلام المسؤولية، بينما قال عضو الكنيست تسفي هندل من التحالف الوطني إن مخططات شارون للانسحاب من غزة وفك الارتباط من طرف واحد في الضفة الغربية تشجع الفلسطينيين على تصعيد هجماتهم
تفاصيل العملية الفدائية
قتل 4 جنود اسرائيليين، وجرح 12 شخصا اخر في عملية نفذتها فلسطينية ام لطفلين عند مدخل معبر ايريز في قطاع غزة. وبينما حملت السلطة الفلسطينية اسرائيل مسؤولية العملية التي تبنتها كتائب "شهداء الاقصى" و"القسام"، فقد توعد مؤسس حماس بالتصعيد مبرزا التطور الجديد لدى الحركة بتجنيد فتيات للقيام بالعمليات.
واشارت تقارير الى ان الانفجار اسفر عن مقتل اربعة اسرائيلييين وجرح 12 اخرين، 5 منهم اصاباتهم خطرة، واثنان تعرضا لاصابات متوسطة.
وقد اصيب اربعة فلسطينيين بنيران اطلقتها القوات الاسرائيلية عشوائيا بعد العملية التي نفذتها فتاة فلسطينية قامت بتفجير نفسها خلال خضوعها للتفتيش الامني.
واشارت تقارير ان الفدائية ابلغت الجنود بانها لن تتمكن من عبور الباب الالكتروني بسبب وجود البلاتين في ساقها وقال الجنود انها استغلت انشغال الاسرائيليين بالتفتيش واقتربت من مجموعة منهم وفجرت نفسها بينهم
واصبح معبر بيت حانون (ايريز)، المعبر الوحيد الذي يستخدمه الفلسطينيون في طريقهم من والى اسرائيل ومن الاخيرة الى الضفة الغربية، وذلك بعد اغلاق المعبر الاخر، وهو معبر صلاح الدين (كارني).
وقال موقع صحيفة "هارتس" على الانترنت، ان الانفجار دمر جزءا من المبنى الملحق بالمعبر.
الاقصى والقسام تتبنيان
وقد تبنت كتائب شهداء الاقصى التابعة لحركة فتح، وكتائب القسام، الذراع العسكري لحركة حماس العملية.
وقال بيان لكتائب شهداء الاقصى، تلقت "البوابة" نسخة منه، ان العملية تم تنفيذها بالاشتراك مع كتائب القسام.
واشار البيان الى ان منفذة العملية تدعى ريم صالح الرياشي (21 عاما) وهي من سكان غزة.
وقال البيان " أنه بحمد الله وقوته وتوفيقه مكن الله لمجاهدي كتائب الشهيد عز الدين القسام وكتائب شهداء الأقصى من تنفيذ عملية استشهادية ضد أعداء الله والإنسانية المجرمين الصهاينة فيما يسمى بمعبر " ايرز" الفاصل بين قطاع غزة وأراضينا المحتلة عام 48".
وأضاف البيان أنه "في تمام الساعة 9:37 من صباح يوم الأربعاء 21 ذو القعدة1424 هـ الموافق 14-1-2004 تقدمت أولى استشهاديات كتائب الشهيد عز الدين القسام الشهيدة القسامية/ ريم صالح الرياشي –22 عاما- من حي الزيتون بمدينة غزة وهي أم لطفلين؛ حشداً من جنود العدو الذين يمارسون الإذلال اليومي بحق عمال وأبناء شعبنا الفلسطيني، تقدمت أولى استشهادياتنا لتنتقم من المجرمين القتلة ثأرا لنابلس الشموخ، وجنين القسام، ورفح المقاومة، ثأرا لأطفالنا ونسائنا وشيوخنا الذين يقتلهم العدو كل يوم على حواجزه وبرصاصة وطائراته وثأرا لشهداء القسام وكتائب الأقصى في ضفتنا الغربية وشهداء سريا القدس وعلى رأسهم الشهيد القائد مقلد حميد في غزة".
تجنيد مقاتلات لحماس
واعلنت حركة المقاومة الاسلامية (حماس) انها ولاول مرة جندت نشطة فلسطينية للقيام بهجوم فدائي يوم الاربعاء للتغلب على الاجراءات الوقائية الاسرائيلية وتوعدت بتصعيد هجماتها في الانتفاضة المندلعة منذ اكثر من ثلاث سنوات ضد الاحتلال الاسرائيلي.
وقال الشيخ احمد ياسين مؤسس الحركة لرويترز انه لاول مرة استخدمت حماس مقاتلة وان هذا تطور جديد "في المقاومة ضد العدو".
وكان موقع "يديعوت احرونوت" نقل في وقت سابق عن قائد كبير في كتائب شهداء الأقصى، التابعة لحركة فتح، اعلانه ان منظمته هي المسؤولة عن العملية، مشيرا الى انها تم تنفيذها بالاشتراك مع سرايا القدس، الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي.
وقال القائد نفسه إن العملية جاءت ردًا على محاولة الجيش الإسرائيلي اغتيال قائد كتائب شهداء الأقصى في شمال الضفة الغربية، زكريا زبيدي، وردًا على "الجرائم الإسرائيلية في الضفة والقطاع".
وقد اغلقت القوات الاسرائيلية المعبر في أعقاب العملية التي تاتي بعد اقل من يوم على مقتل مستوطن يهودي وجرح اثنين اخرين في عملية نفذتها كتائب شهداء الاقصى، التابعة لحركة فتح، قرب مدينة رام الله شمال الضفة الغربية. وحملت السلطة الفلسطينية الحكومة الاسرائيلية مسؤولية العملية.
وقال نبيل ابو ردينة مستشار الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات "لا شك ان اسرائيل تتحمل المسؤولية بالكامل عن كل ما يجري" ، مشيرا الى "الاحتلال الاسرائيلي المستمر وبناء الجدار والتعسف والحصار والسياسة المستمرة في التصعيد".
وحمل اسرائيل "مسؤولية كل ما يجري"، داعيا اللجنة الرباعية ومجلس الامن الى "وقف العدوان الاسرائيلي واجبار اسرائيل على وقف بناء الجدار والانسحاب من المدن الفلسطينية والعودة الى طاولة المفاوضات بدون اغتيالات وبدون جدار وبدون ابتزاز".
قريع يدعو لوقف اطلاق النار
واعتبر رئيس الوزراء الفلسطيني احمد قريع ان العملية التي وقعت عند حاجز (ايرز) العسكري شمالي قطاع غزة ناجمة عن الاوضاع المتأزمة التي يعيشها الشعب الفلسطيني من جراء السياسات الاسرائيلية. وجدد قريع في تصريح له دعوته الى وقف اطلاق نار متبادل يلتزم فيه الجانبان الفلسطيني والاسرائيلي. وقال للصحافيين في مكتبه بمدينة رام الله تعقيبا على العملية "باعتقادي ان الاوضاع المتأزمة واستمرار عملية الحصار والاغلاق وعمليات المطاردة لا تساعد على تهدئة الاوضاع وتؤدي باستمرار الى تصاعد عمليات العنف والعنف المتبادل".
واضاف "نحن نتمنى ان يتم التوصل الى وقف متبادل لاطلاق النار شرط ان يقوم كل طرف بالالتزام به والا فان الاوضاع الامنية ستبقى هشة". وقال قريع "ان اسرائيل تلقي دائما بمشاكلها على الشعب الفلسطيني فنحن نقوم بما علينا وعليهم ان يقوموا بما عليهم لتخفيف معاناة هذا الشعب الفلسطيني". واعتبر بان الجدار العنصري الاسرائيلي هو المشكلة والمصيبة التي تحيط بالشعب الفلسطيني والعقبة امام التسوية والحل وهو لا يبقي مكانا لاقامة دولة فلسطينية. وقال "ان الجدار صمم ليعزل القدس ويفصلها عن بقية المناطق وعلى العالم ان يتابع ذلك وعلى شعبنا ان يتيقظ لذلك وعلى اللجنة الرباعية ان تقف موقفا جديا تجاه الامر".
إسرائيل: اعتقال فدائي قبل تنفيذ عملية
في هذه الاثناء قالت صحيفة يديعوت احرنوت في موقعها على الانترنت ان قوة من حرس الحدود اعتقلت بالقرب من قرية عتيل القريبة من رام الله فلسطينيًا كان في طريقه لتنفيذ عملية.
وزعمت الصحيفة انه عثر في حوزة الفلسطيني على أسلحة وأمشاط ذخيرة حين ألقي القبض عليه بعد محاولة تسلل بهدف تنفيذ عملية في إحدى المستوطنات في المنطقة.
لقاء ابو علاء بشارون
على الصعيد السياسي اعلن وزير شؤون المفاوضات الفلسطيني صائب عريقات ان السلطة الفلسطينية طالبت اسرائيل بعقد لقاء تحضيري بين الجانبين تمهيدا لعقد اللقاء المنتظر بين رئيسي الوزراء الفلسطيني احمد قريع والاسرائيلي اريئيل شارون.
وقال عريقات للصحافيين في الضفة الغربية ان الجانب الفلسطيني ما زال ينتظر الرد الموافقة الاسرائيلية على عقد هذا اللقاء التحضيري.
وكان وزير الخارجية الاسرائيلي سيلفان شالوم اعلن ان حكومته تنتظر بان يتخذ الجانب الفلسطيني قرارا بتحديد موعد للقاء بين رئيسي الوزراء. وادعى شالوم بان اسرائيل عملت جاهدة خلال الاشهر الثلاثة الماضية لترتيب عقد هذا اللقاء لكن محاولاتها باءت بالفشل واتهم قريع بمحاولة ارضاء رئيس السلطة الفلسطينية ياسر عرفات من خلال رفضه هذا اللقاء.
اعتقالات
وفي هذه الاثناء، اعلن متحدث باسم الجيش الاسرائيلي اليوم، ان جنودا اسرائيليين اعتقلوا ليل الثلاثاء الاربعاء احد عشر فلسطينيا تبحث عنهم اجهزة الامن الاسرائيلية في الضفة الغربية.
وقالت المصادر نفسها ان اربعة من هؤلاء الفلسطينيين ينتمون الى كتائب شهداء الاقصى المرتبطة بحركة فتح واثنين ناشطان في حركة المقاومة الاسلامية (حماس). وقد اوقفوا في رام الله ومنطقتها.
واعتقل الفلسطينيون الخمسة الآخرون في قرية دورا قرب الخليل في جنوب الضفة الغربية
على صعيد متصل أصيبت المواطنة بدرية مروح حنيني(50عاماً)، من قرية بيت دجن شرقي نابلس، برصاص قوات الاحتلال الإسرائيلي.
وذكر شهود عيان، أن قوات الاحتلال اقتحمت القرية، وفتحت نيران أسلحتها الرشاشة تجاه منازل المواطنين، مما أدى إلى إصابة المواطنة حنيني، وهي أم لتسعة أطفال، في الصدر واليد اليمنى والرجل اليمنى، أثناء وجودها في منزلها.
وأفاد الشهود، أنه عند محاولة السيد نصر أبوجش، رئيس مجلس قروي بيت دجن نقلها إلى مشافي نابلس لتلقي العلاج، منعه جنود الاحتلال المتواجدون على حاجز بيت فوريك العسكري.—(البوابة)—(مصادر متعددة)