إسرائيل تتكتم على نتائج التحقيق باعتداء قواتها على جنازة أبو عاقلة

تاريخ النشر: 16 يونيو 2022 - 07:17 GMT
إسرائيل تتكتم على نتائج التحقيق باعتداء قواتها على جنازة أبو عاقلة

فرضت اسرائيل تعتيما على نتائج التحقيق الذي اجرته حول اعتداء قواتها على نعش الصحفية شيرين ابو عاقلة، بدعوى أنه "تحقيق عملياتي" هدفه استخلاص العبر للحيلولة دون تكرار مثل هذه الواقعة مستقبلا.

وكانت القوات الاسرائيلية اقتحمت المستشفى "الفرنسي" في القدس المحتلة في 13 أيار/ مايو الماضي واعتدت بوحشية على نعش أبو عاقلة وعلى مشيّعيها بعد يومين من استشهادها برصاصة قناص اسرائيلي في مخيم جنين شمالي الضفة الغربية.

ونقلت وسائل اعلام عن المفتش العام للشرطة الاسرائيلية يعقوب شبتاي قوله ان "موكب جنازة الصحافية شيرين أبو عاقلة كان حدثا معقدا".

وأضاف في اشارة الى التحقيق الداخلي الذي اجرته الشرطة في الواقعة انه "لا يمكن أن نبقى غير مبالين إزاء الصور القاسية (للاعتداءات) وعلينا التحقيق حتى لا يتم التجاوز بحق هذه الأحداث الحساسة مثل هذه بعنف من قبل المشاغبين واحترام المقام".

إحالة ملف اغتيال شيرين أبو عاقلة الى الجنائية الدولية

وتابع شبتاي انه "بتوجيهاتي، حققت الشرطة في سلوك القوات في الميدان، بهدف استخلاص الدروس وتحسين الأداء العملياتي لحوادث مماثلة في المستقبل. أنا أثق بعناصر الشرطة الذين سيواصلون أداء عملهم بأمانة من أجل سلامة الجمهور بأسره".

على ان موقع "عرب 48" اورد نقلا عن صحيفة "هارتس" التي يبدو انها اطلعت على تقرير التحقيق قولها انه برر استخدام الشرطة الاسرائيلية القوة ضد الذين حملوا نعش الشهيدة، بأنه "كانت هناك حاجة لاستخدام أفراد الشرطة القوة"، لكن كان بالإمكان الامتناع عن استخدام العصي، وفق ما نقل موقع صحيفة "هآرتس" الإلكتروني اليوم، الخميس، عن عدة مصادر.

وأضافت أنه لن يحاكم ولن يحاسب أي من ضباط الشرطة، وذلك "بموجب قرار اتخذ مسبقا".

خشية من تجدد الانتقادات

في الغضون، كشفت هيئة البث الاسرائيلية عن ان رئيس الوزراء نفتالي بينيت ووزير خارجيته يائير لبيد، عقدا اجتماعا في الكنيست، لبحث الانعكاسات الدولية المحتملة لجريمة اغتيال أبو عاقلة في ظل زيارة مرتقبة للرئيس الأميركي، جو بايدن.

"" الرئيس الاميركي جو بايدن (يمين) ورئيس الوزراء الاسرائيلي نفتالي بينيت
الرئيس الاميركي جو بايدن (يمين) ورئيس الوزراء الاسرائيلي نفتالي بينيت

 

وبحسب هيئة البث، فان اسرائيل تخشى من تجدد الانتقادات والإدانات الدولية الموجهة ضد إسرائيل لاغتيال الصحافية الفلسطينية الاميركية.

وخلال الاجتماع في الكنيست، عرض جيش الاحتلال الإسرائيلي على كل من بينيت ولبيد نتائج التحقيق الداخلي الذي أجراه الجيش وأهم ما جاء في فحص ظروف اغتيال شيرين.

ولفتت هيئة البث الاسرائيلية الى ان الجريمة سببت "حالة من التوتر" بين واشنطن وتل أبيب، خصوصا حول "مدى مسؤولية" الاحتلال عن جريمة الاغتيال التي أكدت تحقيقات مستقلة لوسائل إعلام أميركية ("سي إن إن" و"أسوشييتد برس" و"واشنطن بوست")، أنها نفذت عمدا من قبل قناص في الجيش الإسرائيلي.

وأوضحت القناة الرسمية الإسرائيلية أن القيادة السياسية في إسرائيل، تخشى من تجدد الإدانات والاستنكارات الدولية بشأن جريمة اغتيال أبو عاقلة على ضوء الزيارة المرتقبة للرئيس الأميركي إلى البلاد في 13 تموز/ يوليو المقبل؛ وتتحسب من رد الفعل الدولي كذلك على الاعتداء على نعش الشهيدة شيرين.

تصعيد مؤجل

وفي سياق متصل، فقد كشف موقع "واللا" العبري عن ان واشنطن طلبت من إسرائيل الامتناع عن التصعيد واتخاذ خطوات في الضفة الغربية والقدس المحتلتين من شأنها أن تزيد من حدة التوتر مع الفلسطينيين، إلى ما بعد زيارة بايدن.

""حسين الشيخ
حسين الشيخ

 

ونقل الموقع عن مسؤولين اميركيين واسرائيليين وفلسطينيين قولهم أن مساعدة وزير الخارجية لشؤون الشرق الأدنى، باربرا ليف، ومساعدها المسؤول عن الملف الفلسطيني في الخارجية الأميركية، هادي عمرو، أجريا جولات مكوكية بين تل أبيب ورام الله، لضمان تنفيذ الطلب الأميركي.

وشدد التقرير على أن الإدارة الأميركية مهتمة بعدم تزامن الزيارة الأولى لبايدن كرئيس للولايات المتحدة إلى البلاد، مع أي تصعيد ميداني، فيما تحاول بث رسائل طمأنة للقيادة الفلسطينية "المحبطة".

اشتية يطالب واشنطن بوقف محاولات إسرائيل لـ"تهويد القدس"

وطلبت ليف من الجانب الإسرائيلي الامتناع على الأقل حتى زيارة بايدن، عن أعمال الهدم التي تستهدف الفلسطينيين وإجراءات الإخلاء والتهجير بحقهم والقرارات المتعلقة بإطلاق مشروعات استيطانية جديدة أو توسيع مستوطنات قائمة في الضفة الغربية والقدس المحتلتين.

كما طلبت المسؤولة الأميركية من المسؤولين الإسرائيليين الحد من اقتحامات جيش الاحتلال للمدن والبلدات الفلسطينية في المناطق (أ) بهدف "تجنب أكبر قدر ممكن من الاحتكاك الذي قد يؤدي إلى وقوع إصابات وتصعيد قبل زيارة بايدن".

وتسعى إدارة بايدن إلى الإعلان عن إجراءات قد تعكس رسائل "حسن نية" للجانب الفلسطيني، يعمل على صياغتها كل من ليف وعمرو والسفير الأميركي لدى إسرائيل توم نيديس، بحسب ما نقل موقع "واللا".