طالب الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي، البروفيسور أكمل الدين إحسان أوغلى، الدول الأعضاء بالمنظمة بالقيام بدور أساسي في التصدي لما يعرف بظاهرة الإسلاموفوبيا، لافتا إلى أن ظاهرة العداء للإسلام قد دخلت في المرحلة الثالثة، والتي لا قِبل للأمانة العامة لـ (التعاون الإسلامي) بها.
وقال إحسان أوغلى اليوم الاثنين، 18 يونيو 2012، في كلمته أمام الاجتماع التحضيري لمؤتمر وزراء الخارجية المرتقب عقده في جيبوتي، إن (الإسلاموفوبيا انتقلت إلى مرحلة استغلالها في الحملات الانتخابية في أوروبا)، مذكرا ببدء الظاهرة بالإساءة إلى الرسول صلى الله عليه وسلم، عبر الرسوم الكاريكاتورية المسيئة، ومن ثم بدأت المرحلة الثانية بموجة إعلامية استهدفت تشويه الدين الإسلامي الحنيف، ورموزه، بغية تضييق الخناق على المجتمعات المسلمة في أوروبا.
وأوضح إحسان أوغلى أن التطورات الأخيرة، وبخاصة تلك التي برزت في الانتخابات الرئاسية الفرنسية الأخيرة، تؤكد تصاعد اليمين المتطرف في أوروبا، مستفيدا من تأجيج الكراهية ضد الأجانب، وتحديدا المسلمين منهم. وقال إن بعض الدوائر الأوروبية اتخذت من كراهية الإسلام مادة سياسية، بحانب المشاكل الاجتماعية، والأعباء الاقتصادية من أجل الترويج لحملاتها الانتخابية.
وأضاف بأن (التعاون الإسلامي) متمثلة في أمانتها العامة بجدة، لا تستطيع مواجهة هذه النقلة في معاداة الإسلام، أو التدخل في الشؤون السيادية لدول أوروبية عديدة بعضها لم يكن منخرطا في هذه الظاهرة. وطالب الدول الأعضاء التي شاركت في اجتماع الدورة الـ 35 للجنة الإسلامية للشؤون الاقتصادية والثقافية والاجتماعية - الاجتماع التحضيري لوزراء الخارجية ـ بضرورة الاستفادة من علاقاتها الثنائية مع كثير من الدول الأوروبية بغية القضاء على هذه الظاهرة أو الحد منها.
من جهة ثانية، أشار الأمين العام للتعاون الإسلامي إلى الطفرة النوعية التي وصلت إليها المنظمة في كل مجالات العمل، نتيجة زخم الأنشطة العديدة التي اضطلعت بها في السنوات الأخيرة، وانطوت على سمات التجديد والابتكار من حيث الجوهر والشكل، مدعومة بروح الإصلاح والمبادرة، وثقافة العمل الجاد الملموس عوض الاكتفاء بسرد الوقائع، والشعارات.
وتابع إحسان أوغلى بأن (التعاون الإسلامي) أضحت منظمة مسموعة الكلمة، على نطاق عالمي، إذ أصبحت أكبر مجموعة تصويتية يعتد بها، لافتا إلى أن اعتماد مشاريع القرارات التي تمس العالم الإسلامي أصبح مرهونا بموافقة المنظمة عليها، لتنتقل المنظمة بالتالي من عهد إلى عهد آخر تأثيرا ونشاطا وإنجازا على الساحة الدولية، منوها بوصف الأمين العام لمنظمة الأمم المتحدة العلاقة بين الأمم المتحدة والتعاون الإسلامي، بأنها علاقة فعالة واستراتيجية.
يذكر أن اجتماع الدورة الـ 35 للجنة الإسلامية للشؤون الاقتصادية والثقافية والاجتماعية، يعد الاجتماع التحضيري الأول لمؤتمر وزراء الخارجية المرتقب عقده في جيبوتي في النصف الثاني من العام الجاري، على أن يتبعه اجتماع تحضيري ثان في سبتمبر المقبل بمقر الأمانة العامة بجدة.
وتنتظر (التعاون الإسلامي) كذلك عقد اجتماع اللجنة التنفيذية الطارئ، على مستوى وزراء الخارجية، والذي تعتزم المنظمة عقده في 24 الشهر الجاري، لبحث الملف السوري، والسوداني، بالإضافة إلى ملف الأسرى الفلسطينيين، والمستوطنات، وقضايا منطقة الساحل الإفريقية