أوربا ستواصل دعم الفلسطينيين وعباس ومشعل يدعوان لدعم اتفاق مكة ورفع الحصار

تاريخ النشر: 23 فبراير 2007 - 08:25 GMT
قال مسؤول في الاتحاد الاوروبي ان الاتحاد سيواصل مساعداته للفلسطينيين فيما دعا كل من الرئيس الفلسطيني وخالد مشعل خلال جولاتهما كل على حدة الدول العربية والغربية لحماية اتفاق مكة ورفع الحصار عن الشعب الفلسطيني

أوربا تواصل الدعم

اكد الممثل الاعلى لسياسة الاتحاد الاوروبي الخارجية خافيير سولانا الجمعة ان الاتحاد الاوروبي "لن يتخلى ابدا عن الشعب الفلسطيني" وسيواصل مساعدته ماليا في 2007 حتى ولو انه لا يزال من المبكر التفكير في استئناف المساعدة المباشرة الى الحكومة.

وقال سولانا في مؤتمر صحافي مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس في بروكسل "ان الاتحاد الاوروبي لا يقاطع الشعب الفلسطيني. لقد قلنا مرارا اننا لن نتخلى ابدا عن الفلسطينيين".

وقد منح الاتحاد الاوروبي مساعدة اكبر للفلسطينيين في 2006 منها في السنوات السابقة بفضل الية تلتف على الحكومة التي ترئسها حركة حماس كما ذكر سولانا مؤكدا ان الاتحاد الاوروبي سيواصل هذه المساعدة في 2007 "وحتى اكثر اذا امكن".

وفي 2006 قدم الاتحاد الاوروبي حوالى 700 مليون يورو من المساعدات. وهذه الالية الدولية تسمح خصوصا بتقديم المعدات والبنزين للمستشفيات ودفع معونات اجتماعية للفلسطينيين الاكثر عوزا.

وردا على سؤال حول احتمال استئناف المساعدة المباشرة للحكومة الفلسطينية كرر سولانا ان الاتحاد الاوروبي ينتظر تشكيل حكومة الوحدة الوطنية وسيرى ما اذا كانت ستلبي المبادىء الثلاثة التي فرضتها اللجنة الرباعية الدولية للشرق الاوسط (الولايات المتحدة وروسيا والاتحاد الاوروبي والامم المتحدة).

وهذه المبادىء هي التخلي عن العنف والاعتراف باسرائيل وبالاتفاقات الاسرائيلية الفلسطينية الموقعة سابقا.

وقال سولانا انه لا يزال من "المبكر جدا" التفكير في استئناف المساعدة المباشرة قبل اعلان التشكيلة الحكومية الجديدة بين فتح وحماس وسياستها. عباس وميركل

شدد الرئيس الفلسطيني محمود عباس الجمعة على ضرورة رفع الحصار عن الشعب الفلسطيني، فيما رحبت المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل باتفاق مكة وبتشكيل حكومة وحدة وطنية مشيرة إلى تمسك بلادها والاتحاد الأوروبي الذي ترأسه حاليا بشروط اللجنة الرباعية.

ونقلت وكالة الأنباء الفلسطينية "وفا" عن عباس قوله في مؤتمر صحفي مشترك مع المستشارة الألمانية: "إن خارطة الطريق ومبادرة السلام العربية وقرارات الشرعية الدولية، هي الإطار لإحياء عملية سلام تقود إلى إقامة دولة فلسطينية مستقلة في حدود 1967، تعيش جنباً إلى جنب بسلام وأمن مع إسرائيل. وكان الرئيس الفلسطيني قد أعرب الخميس عن تفاؤله برفع العقوبات عن الحكومة الفلسطينية.

وقال في مؤتمر صحافي مشترك مع وزير الخارجية الألمانية فرانك فالتر شتاينماير إن السلطة الفلسطينية قريبة جدا من الاتحاد الأوروبي ومن اللجنة الرباعية. هذا وكانت اللجنة الرباعية الخاصة بالسلام في الشرق الأوسط قد أعلنت الأربعاء تمسكها بضرورة التزام حكومة الوحدة الوطنية الفلسطينية المزمع تشكيلها بالشروط التي وضعتها سابقا والمتمثلة بالاعتراف بإسرائيل وقبول الاتفاقيات المبرمة ونبذ العنف.

كما رحبت اللجنة الرباعية التي تضم الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي وروسيا والأمم المتحدة، باتفاق مكة وجهود المملكة العربية السعودية التي أسهمت في وقف الاقتتال الداخلي بين الفلسطينيين.

مشعل يدعو العرب والمسلمين لانقاذ اتفاق مكة

كما قال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس خالد مشعل إن اتفاق مكة المكرمة للوفاق الوطني، يمثل شراكة سياسية مع حركة فتح وكمقدمة للشراكة الكاملة بين كافة الأطراف الفلسطينية وإن هذه المرحلة تختلف عن سابقتها. ودعا في مؤتمر صحافي عقب محادثاته مع المسؤولين المصريين في القاهرة الدول العربية والإسلامية إلى العمل على رفع الحصار المفروض على الحكومة الفلسطينية، وقال إن الموقف الدولي ازاء الحكومة الفلسطينية شهد تحسنا بعد اتفاق مكة ووصف مشعل الموقف الأميركي بالمتعنت، على حد قوله، ودعا واشنطن إلى تغييره:

ونفى مشعل وجود أي ملاحق سرية للاتفاق، مجدداً التأكيد على أن الاتفاق نجح لامتلاك الجميع الإرادة الصادقة من أجل إنجاحه والبناء عليه.

كما شدد على ضرورة انتهاز فرصة الاتفاق، لتمكين الشعب الفلسطيني من نيل حقوقه في ظل الإجماع الفلسطيني والعربي على برنامج سياسي مشترك، يعتمد على قيام دولة فلسطينية على حدود 1967 عاصمتها القدس بسيادة كاملة وبحق عودة اللاجئين والإفراج الكامل عن الأسرى والمعتقلين من سجون الاحتلال، على حد تعبيره.

وأضاف مشعل: "إن اتفاق مكة المكرمة فرصة تاريخية وعلى المجتمع الدولي أن لا يضيعها وأن يعمل على وقف نزيف الدم بتمكين شعبنا من تقرير مصيره ونيل حقوقه، وإلا فإن شعبنا لن ينكسر وسيواصل مقاومته ونضاله من أجل نيل حريته وحقوقه.

وقال: "إن المجتمع الدولي معني بحكومة لديها برنامج سياسي نابع من الإرادة الفلسطينية، وشعبنا توج حواراته وقال كلمته عبر التوافق في مكة المكرمة وعلى المجتمع الدولي أن يحترم هذا التوافق والإرادة الوطنية الكاملة".

فرصة تاريخية

وتحدث مشعل عن وجود فرصة تاريخية حقيقية لتحقيق السلام في الشرق الأوسط، وذلك من خلال الإجماع العربي والإسلامي والفلسطيني على رؤية واحدة بشأن عدد من الثوابت وعلى رأسها قيام دولة فلسطينية عاصمتها القدس وعودة اللاجئين الفلسطينيين.

وأشار إلى أن الفلسطينيين أصبحوا الآن صفا واحدا يؤازرهم موقف عربي موحد، وأنه بات على المجتمع الدولي أن يسارع إلى رفع الحصار المفروض عليهم.

كما دعا مشعل جميع الأطراف إلى احترام الشرعية الفلسطينية، مؤكدا أن هناك إرادة داخلية حقيقية لطي صفحة الماضي والعمل المشترك بين جميع الأطراف الفلسطينية من أجل مواجهة التحديات الراهنة. وجاءت تصريحات مشعل في أول محطة ضمن جولة عربية وإسلامية واسعة.