اعلن الرئيس الاميركي باراك اوباما السبت انه اتخذ القرار المبدئي بتوجيه ضربة عسكرية ضد النظام السوري، لكنه طلب من الكونغرس الموافقة على هذه العملية، مستبعدا بذلك تدخلا اميركيا وشيكا.
وقال اوباما في تصريح ادلى به في البيت الابيض ووقف نائبه جو بايدن الى جانبه "قررت وجوب ان تتحرك الولايات المتحدة عسكريا ضد اهداف للنظام السوري" لمعاقبته على استخدام اسلحته الكيميائية ضد مدنيين، لافتا الى ان واشنطن "مستعدة لتوجيه ضربة حين نختار" الوقت الملائم.
واضاف "ساطلب موافقة ممثلي الاميركيين في الكونغرس على استخدام القوة" داعيا اعضاء الكونغرس الى الموافقة على طلبه هذا باسم "الامن القومي" للولايات المتحدة.
ولا يزال الكونغرس في اجازته الصيفية حتى التاسع من ايلول/سبتمبر ما يبعد العملية العسكرية ضد سوريا.
واوحى اوباما بانه لن يدعو الكونغرس الى اجتماع استثنائي عندما شرح انه تحادث مع رؤساء الكتل النيابية وان هؤلاء كانوا "موافقين على اجراء نقاش وتصويت فور عودة الكونغرس الى الاجتماع"
وكان مسؤول بالبيت الأبيض اعلن في وقت سابق السبت إن أوباما سيقدم إفادة محدثة للأمريكيين عن قراراته بخصوص كيفية التعامل مع الملف السوري ولكنه لن يلقي كلمة للأمة عن هجوم عسكري وشيك في سوريا.
وبينما تشير احدث استطلاعات الرأي الى ان الشعب الاميركي لا يدعم خطة اوباما القيام بعملية "محدودة" يطالب معارضوه الصقور بتحرك اقوى.
ونشر البيت الابيض الجمعة تقريرا استخباراتيا يظهر ان نظام الرئيس السوري بشار الاسد قتل اكثر من 1400 مدني في هجوم بغاز الاعصاب.
وقال اوباما انه يتعين على الولايات المتحدة الرد غير انه وعد بعملية محدودة فقط للمعاقبة على استخدام الاسلحة المحظورة وليس للاطاحة بحكومة الاسد.
وفيما يجتمع اوباما داخل البيت الابيض مع مستشاريه انتقده منافسه السابق في الانتخابات الرئاسية السناتور جون ماكين على الهواء علنا واصفا خططه "بالمعيبة".
وقال ماكين على برنامج جاي لينو لشبكة تلفزيون ان.بي.سي ان "الرئيس على ما يبدو يريد القيام بضربة تجميلية، اطلاق بضعة صواريخ ثم يقول: +حسنا، قمنا بالرد+".
وتابع ماكين "انه الرئيس نفسه الذي كان يقول قبل سنتين ان على بشار الاسد ان يتنحى، وهو الرئيس نفسه الذي قال ان استخدام الاسلحة الكيميائية يعتبر تجاوزا للخط الاحمر".
واضاف "ربما ان هذا الخط الاحمر رسم بحبر خفي؟ لا اعلم. لكن علينا ان نكون صادقين مثل كلامنا. هل هناك خيارات جيدة؟ لا".
وقال ماكين انه لو كان قائدا للقوات المسلحة كما كان يأمل بعد انتخابات 2008 التي خسر فيها امام اوباما، لدمر القواعد الجوية للنظام السوري وقام بتسليح مقاتلي المعارضة.
واعتبر انه "من العيب علينا ان لا تصل اي قطعة سلاح من الولايات المتحدة الى ايدي الجنرال ادريس والجيش السوري الحر".
وفي ايار/مايو الماضي اقدم السناتور ماكين، اسير حرب فيتنام السابق البالغ من العمر 77 عاما، على دخول الاراضي السورية من تركيا والتقى رئيس اركان الجيش السوري الحر سليم ادريس.
ومنذ ذلك الحين اصبح ماكين من اقوى الاصوات الداعية لتدخل اميركي ضد نظام الاسد المدعوم من ايران، ويتحدث باسم فصيل صقور واشنطن الذي يشعر بان حذر اوباما قد اضعف اليد الاميركية.
وينتظر ان يقوم فريق اوباما الذي يضم وزير الخارجية جون كيري ومستشارة الامن القومي سوزان رايس ووزير الدفاع تشاك هيغل باطلاع اعضاء الكونغرس الجمهوريين المتشككين على الوضع السبت، بعد ان فتحت نافذة الضربات.
لكن فيما يعتقد ماكين وحلفاؤه ان الرد "المصمم خصيصا" لاستخدام الاسد الغاز السام على مدنيين سوريين ضعيف بشكل معيب، يرى العديد من النواب وحلفاء الولايات المتحدة انه رد متهور.
وصوت مجلس العموم البريطاني الخميس الماضي ضد خطط الحكومة الانضمام الى تحالف بقيادة اميركية لتنفيذ ضربات على سوريا لتبقى فرنسا الدولة الغربية الوحيدة المرجح مشاركتها في هذا الهجوم.
وبحسب استطلاع للرأي اجرته ان.بي.سي نيوز ونشر الجمعة فان عدد الناخبين الاميركيين المعارضين لتدخل عسكري عسكريا يتراوح بين 50 الى 42 بالمئة.