أعضاء مجلس الأمن ينتقدون اميركا واسرائيل لصالح الفلسطينيين

تاريخ النشر: 21 ديسمبر 2011 - 08:50 GMT
أعضاء مجلس الأمن ينتقدون اميركا واسرائيل
أعضاء مجلس الأمن ينتقدون اميركا واسرائيل

في موقف غير مسبوق من الدعم للقضية الفلسطينية في مجلس الأمن أعرب أعضاء المجلس "جماعات وفرادى" عن غضبهم ازاء استمرار أنشطة الاستيطان الاسرائيلية والسياسات المدمرة الأخرى الاسرائيلية واحباطهم من سياسات الولايات المتحدة التي تواصل حماية حليفتها عن أي عمل من المجلس.
وقال رئيس مجلس الأمن في دورته الحالية السفير الروسي فيتالي تشوركين بصفته الوطنية للصحافيين ان بلاده "محبطة" ازاء ما يجري في الأراضي المحتلة وعدم تحرك الأمور في المجلس.
وأضاف ان فلسطين حثت المجلس الأسبوع الماضي لاتخاذ اجراء ضد المستوطنات الاسرائيلية الا أن المجلس لم يفعل شيئا "لأن أحد الوفود لا يرغب في سماع أي شيء حيال ذلك" في اشارة غير مباشرة الى الولايات المتحدة.
وأوضح أن هذا الوفد "يعتقد انه بطريقة ما ستستقر الأمور من تلقاء نفسها بطريقة أو بأخرى بأعجوبة .. ونرى أن ذلك أمر محبط للغاية كما أنه خطأ".
وجاءت تصريحات السفير الروسي عقب اعراب مساعد السكرتير العام للشؤون السياسية اوسكار فرنانديز تارانكو في المجلس في وقت سابق اليوم عن قلقه ازاء الوضع المتدهور على الأرض.
وفي خروج واضح عن صمتهم المعتاد والتغاضي عن السياسات الأمريكية قال سفراء كل من المملكة المتحدة وفرنسا وألمانيا والبرتغال في بيان للصحافة تلاه السفير البريطاني مارك ليال غرانت عقب اجتماع المجلس ان "احدى الموضوعات التي برزت بشدة خلال الاجتماع التأثير المدمر بشدة لازدياد بناء المستوطنات والعنف من جانب المستوطنين على الأرض واحتمالات العودة الى المفاوضات".
وأعربت المملكة المتحدة وفرنسا وألمانيا والبرتغال عن استيائهم ازاء هذه التطورات السلبية.
وأضاف البيان ان "اعلان اسرائيل المتواصل بتسريع بناء المستوطنات في الأراضي الفلسطينية المحتلة بما فيها القدس الشرقية يرسل رسالة مدمرة ونحن ندعو الحكومة الاسرائيلية لوقف هذه الخطوات".
وقالوا أيضا "ندين التصعيد المقلق للعنف من قبل المستوطنين" بما في ذلك حرق جامع النبي عكاشة في القدس الغربية ومسجد قرية برقة في الضفة الغربية.
وأكدوا ايمانهم ب"أمن اسرائيل وتحقيق حق الفلسطينيين في اقامة دولة وأن ذلك ليس تضاربا في الأهداف بل على العكس فانه يعزز بعضه بعضا ولن يتم تحقيقه عن طريق بناء المستوطنات واستمرار عنف المستوطنين".
من جانبه قال السفير اللبناني نواف سلام العضو العربي الوحيد في المجلس ورئيس المجموعة العربية للصحافيين "نشعر بخيبة أمل عميقة واحباط بسبب تقاعس المجلس عن التحرك حول الوضع في الأراضي الفلسطينية المحتلة".
وشدد على أن الوقت "قد حان لمجلس الأمن لاعادة النظر في نهجه ازاء الصراع العربي الاسرائيلي".
كما تلا سفير جنوب افريقيا سانغكو باسو بيانا صحافيا نيابة عن دول عدم الانحياز في المجلس قائلا "ما زلنا نشعر بالقلق ازاء عدم وجود آفاق ايجابية لبدء المفاوضات المباشرة حيث تواصل الحكومة الاسرائيلية سياساتها ببناء المستوطنات وهدم المنازل الفلسطينية".
وأكد "ضرورة توقف النشاط الاستيطاني غير القانوني فورا لاسيما في القدس الشرقية".
وأشار الى أن مجموعة حركة عدم الانحياز ستواصل دعوة مجلس الأمن الى تحمل مسؤولياته نحو تحقيق السلام والأمن في هذا الشأن.
وفي مداخلتها متحدثة نيابة عن دول (ايبسا) والتي تضم الهند والبرازيل وجنوب افريقيا قالت سفيرة البرازيل ماريا لويزا ريبيرو فيوتي للصحافيين في بيان "نشعر بقلق عميق من تدهور الوضع على الأرض وتصاعد العنف".
وأضافت "نكرر نداءنا الى اسرائيل بوقف الأنشطة الاستيطانية .. وهذا ليس تنازلا يقدم في مسار المفاوضات بل واجب وفقا لمختلف قرارات مجلس الأمن والقانون الدولي".
وفي اشارة الى تقاعس المجلس فيما يتعلق بقضية المستوطنات قالت ان "دول ايبسا يرون ان لدى المجلس دورا أساسيا لا يمكن الاستغناء عنه في عملية السلام من خلال ادانة العنف والدعوة لوقف كامل النشاط الاستيطاني من أجل تنفيذ قراراته وتلقى تقارير منتظمة من اللجنة الرباعية بشأن ما أحرز من تقدم أو عدمه".
كما أعرب المندوب الفلسطيني لدى الأمم المتحدة رياض منصور عن شكره لأولئك الذين جاءت كلماتهم في صف العدالة.
وقال للصحافيين "من الواضح أن هناك دعما هائلا لادانة المشاريع الاستيطانية غير القانونية وأعمال العنف التي يمارسها المستوطنون".
وأضاف "من المؤسف جدا أنه عندما يكون لديك هذا النوع من الدعم في المجلس لا يمكن للمجلس أن ينص في قرار على ادانة الاستيطان والطلب من اسرائيل وقف هذا السلوك غير المشروع على الفور .. والسبب وراء عدم قدرة المجلس على العمل على هذه المسألة المهمة جدا ببساطة بسبب موقف دولة قوية (الولايات المتحدة) في المجلس".
وشدد على أن ذلك لن يمنع وفده من العودة الى المجلس حتى يرتقي الى مستوى الحدث و"يعاملنا بنفس الطريقة التي يتعامل بها مع القضايا الأخرى".