أزمة مسلمي بورما.. شعب يُطرد من بلده

تاريخ النشر: 07 سبتمبر 2017 - 12:14 GMT
مسلمي الروهينجيا في طريقهم لبنجلاديش
مسلمي الروهينجيا في طريقهم لبنجلاديش

تصرخ على شاشات التلفاز ومواقع التواصل الاجتماعي المختلفة بقايا ضمائر الانسانية جراء الممارسات الوحشية التي تمارس بحق مسلمي الروهينجيا في بورما، صرخات تؤلم كل قلب وتدمع كل عين.

معاناة مسلمي بورما ليست وليدة اليوم فمسلسل الاضطهاد يعود إلى قرون غابرة في أزمنة التاريخ، ففي عام 1784م احتُلت راخين (أركان)، هي أحد ولايات مينمار أغلب سكانها من المسلمين، من قِبَل الملك البوذي (بوداباي) الذي قام بضم الإقليم إلى ميانمار خوفًا من انتشار الإسلام في المنطقة، واستمر البوذيون البورميون في اضطهاد المسلمين ونهب خيراتهم.

في عام (1824م) احتلت بريطانيا ميانمار، وضمّتها إلى حكومة الهند البريطانية الاستعمارية.

وفي عام (1937م) جعلت بريطانيا ميانمار مع راخين مستعمرة مستقلة عن حكومة الهند البريطانية الاستعمارية كباقي مستعمراتها في الإمبراطورية آنذاك، وعُرفت بحكومة ميانمار البريطانية.

وفي عام 1938 حيث قام البوذيون بارتكاب مذبحة قتل فيها نحو 30 ألف من المسلمين، وتم إحراق نحو 113 مسجدًا، أما المذبحة الأخرى لهم كانت عام 1942 فى "أراكان" والتي تسببت فى مقتل نحو 100 ألف مسلم، وبعدما استولى الجيش على الحكم في بورما عام 1962، قام بطرد أكثر من نصف مليون مسلم من الدولة.

بدأت أحوال المسلمين فى بورما تسوء بعد انقلاب الجنرال "ني وين" عندما تولى الحكم عام 1963، وذلك عندما قام بطردهم من الجيش وتعرضت تلك الأقلية للتهميش والإقصاء، فيما وصفت الأغلبية البوذية المسلمين بأنهم "قاتلو بقر" حيث إشارة إلى ذبائحهم من الماشية في عيد الأضحى، واستخدموا ضدهم كلمة "كالا" وهي كلمة عنصرية مهينة تعني الأسود.

وفي عام 1948م منحت بريطانيا الاستقلال لميانمار شريطة أن تمنح لكل العرقيات الاستقلال عنها بعد عشر سنوات إذا رغبت في ذلك، ولكن ما أن حصلوا على الاستقلال حتى نقضوا عهودهم، ونكثوا وعودهم، واستمروا في احتلال أراكان بدون رغبة سكانها من المسلمين (الروهنجيا) والبوذيين (الماغ) أيضًا، وقاموا بأبشع الممارسات ضد المسلمين.

ولم تتغير أحوال المسلمين الروهنجيا، بعد الانتخابات التي جرت في نوفمبر 2010م، حيث مازال مخطط إخراج المسلمين من أراكان موجودًا، وقد نجحت هذه الممارسات في تهجير 3ـ 4 مليون مسلم حتى الآن ومئات آلاف القتلى.

ومنذ ذلك الحين إلى يومنا هذا لم يتوقف البوذيون عن عمليات القتل ضد المسلمين في أركان التي كانت في الأصل مملكة إسلامية، فقاموا بكثير من عمليات التهجير والقتل للمسلمين.

الأزمة تعود اليوم

أعلنت الأمم المتحدة أن 87 ألف شخص من أقلية الروهنجيا وصلوا منذ 25 أغسطس الماضي إلى بنغلادش المجاورة هربًا من أعمال العنف في بورما.

واندلع العنف بعدما هاجم متمردون من الروهينغا في 25 آب/أغسطس نحو ثلاثين مركزًا للشرطة تحت شعار الدفاع عن حقوق الأقلية المسلمة. وعلى الإثر، بدأ الجيش البورمي عملية واسعة النطاق في هذه المنطقة النائية والفقيرة ما أجبر عشرات الآلاف على الفرار.

وتحدثت الأرقام السابقة التي نشرت السبت عن ستين ألف شخص معظمهم من الروهينغا فروا إلى بنغلادش.