أردوغان:زعماء الأكراد يتناولون الكباب ويأمرون أتباعهم بالإضراب عن الطعام

تاريخ النشر: 31 أكتوبر 2012 - 08:29 GMT
ارشيف
ارشيف

اتهم رئيس الوزراء التركي طيب اردوغان الزعماء الاكراد يوم الثلاثاء بالنفاق اذ قال إنهم يصدرون أوامرهم لاتباعهم المعتقلين بالاضراب عن الطعام فيما يتناولون هم الكباب.

ويرفض نحو 900 شخص اودع معظمهم السجون في أكثر من 50 معتقلا تناول الطعام منذ 49 يوما بسبب تصاعد العنف بين قوات الجيش التركي والعناصر المسلحة بحزب العمال الكردستاني الذي تعتبره الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي جماعة ارهابية.

وفي أول تصريحات علنية عن الإضراب عن الطعام قال اردوغان امام اعضاء حزب العدالة والتنمية في البرلمان إن "تجار الموت" يتلاعبون بالمحتجين في اشارة الى قيادات حزب العمال الكردستاني وحلفائه السياسيين. واضاف انه سيقاوم ضغوطا كي يرضخ امام مطالب بمنحهم مزيدا من الحقوق.

وقال اردوغان "كما لو كانت القسوة التي يقترفونها في الخارج ليست كافية فان المنظمة الارهابية والجماعات التي تخضع لسيطرتها يتحولون الآن للسجون. إنها تصدر تعليماتها للمتعاطفين معها في السجون (للانضمام) الى اضراب عن الطعام من اجل تحقيق مطالبها السياسية."

وكان حزب العمال الكردستاني قد شن هذا العام اشد هجماته خلال ما يزيد على عقد من الزمن فيما تصاعد التوتر بين تركيا وجارتها سوريا. وتتهم انقرة دمشق بتسليح حزب العمال الكردستاني بغرض انزال العقاب باردوغان لانتقاده الحملة الدموية التي يشنها الرئيس السوري بشار الاسد على الانتفاضة الشعبية المستمرة في البلاد منذ 19 شهرا.

وتتبادل القوات التركية والسورية قصف أراضي الطرف الآخر في منطقة الحدود بينهما خلال الايام الثلاثين الماضية في هجمات انتقامية.

وقال اردوغان إن اعضاء البرلمان الذين ينتمون لحزب السلام والديمقراطية المؤيد للاكراد ينفذون رغبات حزب العمال الكردستاني من خلال تحريض الأكراد في السجون على الاحتجاج.

واضاف "من جهة فانكم تتناولون كباب الضأن ومن جهة اخرى فانكم تقولون لأولئك المودعين بالسجون 'موتوا خلال الاضراب عن الطعام'."

وكان اردوغان قد قال مرارا إن حزب السلام والديمقراطية مرتبط بحزب العمال الكردستاني الا ان الحزب ينفي وجود علاقة مباشرة قائلا ان الجماعتين لديهما قاعدة تأييد مشتركة.

وقالت رابطة حقوق الانسان التي تتخذ من انقرة مقرا لها إن معظم المضربين عن الطعام يقضون احكاما بتهمة الانتماء لحزب العمال الكردستاني او جماعة متحالفة معه.

ويطالب السجناء بتحسين ظروف اعتقال زعيم حزب العمال الكردستاني عبد الله أوجلان وبمنحهم الحق في الادلاء بشهاداتهم باللغة الكردية الام امام المحاكم وان تكف الحكومة عن اعتقال ومقاضاة النشطاء الاكراد.

ويقاتل حزب العمال الكردستاني الدولة التركية منذ عام 1984 لاقامة وطن للاكراد. وقتل في الصراع ما يزيد على 40 الف شخص أغلبهم اكراد.

ورغم الاصلاحات العديدة التي نفذتها حكومة اردوغان لمنح مزيد من الحقوق الثقافية للاكراد منذ توليها السلطة قبل عقد الا انها اعتقلت ولاحقت قضائيا آلافا من المحامين والسياسيين والاكاديميين والنشطاء الاكراد في السنوات القليلة الماضية للاشتباه بأن لهم لهم روابط بحزب العمال الكردستاني.

أوروبا ستخسر إذا لم تضم تركيا بحلول عام 2023

وقال أردوغان ان الاتحاد الاوروبي سيخسر تركيا اذا لم يمنحها العضوية بحلول عام 2023.

وهذه هي المرة الاولى التي يقدم فيها أردوغان مؤشرا على الفترة الزمنية التي يمكن فيها لأنقرة ان تستمر في الطريق نحو الانضمام الى الاتحاد الاوروبي وجاءت تعليقاته في وقت تباعد متزايد بين تركيا وكيان سياسي تشعر انه تعامل معها بفتور.

ووصلت جهود تركيا للانضمام الى الاتحاد الاوروبي التي بدأت رسميا في عام 2005 الى تقطة الجمود في السنوات الاخيرة بسبب معارضة من أعضاء رئيسيين في الاتحاد وعدم التوصل الى حل للنزاع بشأن جزيرة قبرص المقسمة.

وعندما سئل أثناء حلقة نقاش في برلين مساء يوم الثلاثاء بشأن ما اذا كانت تركيا ستصبح عضوا في الاتحاد الاوروبي بحلول عام 2023 رد أردوغان بقوله "ربما لن يماطلوا معنا كل تلك الفترة الطويلة. لكن اذا فعلوا ذلك معنا حتى ذلك الوقت فإن الاتحاد الاوروبي سيخسر وعلى الأقل هم سيخسرون تركيا."

وتحتفل تركيا بمرور 100 عام على تأسيسها كجمهورية من أنقاض الامبراطوية العثمانية في عام 2023.

وقال أردوغان ان تركيا التي بها غالبية مسلمة لكنها علمانية والتي يبلغ عدد سكانها 74 مليون نسمة ستعزز الاتحاد الاوروبي. واضاف ان نحو ستة ملايين تركي يعيشون بالفعل في الاتحاد الاروبي منهم نحو ثلاثة ملايين في ألمانيا.

وتعارض مستشارة ألمانيا أنجيلا ميركل التي سيجتمع أردوغان معها يوم الاربعاء منح تركيا عضوية كاملة في الاتحاد الاوروبي وتفضل منحها شراكة متميزة رغم ان وزير الخارجية الالماني جيدو فسترفيله يؤيد جهود أنقرة.

وانتقد فسترفيله الذي كان يتحدث في افتتاح مبنى السفارة الجديدة لتركيا في برلين الطريق المسدود الذي بلغته محادثات الانضمام. وقال "هذا أمر سيء للجانبين وفي العام القادم نريد ان نحقق بداية جديدة للتغلب على هذا الجمود."

وفي وقت سابق من الشهر الحالي سخر وزير الاقتصاد التركي محمد ظافر جاجلايان من فوز الاتحاد الاوروبي بجائزة نوبل للسلام وندد بالاتحاد باعتباره أكثر المؤسسات نفاقا في العالم قائلا أنه "جعل تركيا تنتظر على أبوابه لمدة 50 عاما".

وأكملت تركيا فصلا واحدا من 35 "فصلا" سياسيا تحتاج كل دولة مرشحة لاستكمالها للحصول على العضوية. وتعثرت كل الفصول السياسية باستثناء 13 فصلا في مفاوضات أنقرة وتقول المفوضية الاوروبية الذراع التنفيذي للاتحاد الاوروبي ان تركيا لم تف بعد بمعايير حقوق الانسان وحرية التعبير.