أبو عبيدة يشعل الرأي العام: قادة ونخب وعلماء الأمة خصومنا أمام الله

تاريخ النشر: 18 يوليو 2025 - 03:29 GMT
_

 

في أول ظهور مصور له منذ السادس من مارس/آذار الماضي، وجّه أبو عبيدة، المتحدث العسكري باسم كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس)، سلسلة رسائل قوية في خطاب بثته قناة الجزيرة، حذر فيها من أن المقاومة الفلسطينية مستعدة لمعركة استنزاف طويلة، واتهم الاحتلال الإسرائيلي بارتكاب جرائم إبادة جماعية بحق المدنيين في قطاع غزة.

وقال أبو عبيدة إن الاحتلال الإسرائيلي يواصل عدوانه منذ أربعة أشهر، بعد أن نقض التفاهمات السابقة مع المقاومة، مؤكدًا أن مقاتلي القسام تمكنوا من قتل وجرح مئات الجنود الإسرائيليين، وتسبّبوا بآلاف الإصابات النفسية داخل صفوف الجيش، مشيرًا إلى أن المجاهدين نفذوا في الأسابيع الأخيرة عدة محاولات لأسر جنود إسرائيليين.

وأضاف أن المقاومة في غزة باتت تمثل أعظم مدرسة عسكرية لمقاومة شعب في مواجهة محتلّيه في التاريخ المعاصر، وأن مجاهدي القسام طوّروا تكتيكات وأساليب جديدة أربكت حسابات الاحتلال، بعد أن استفادوا من دروس أطول حرب خاضها الشعب الفلسطيني.

وحول المفاوضات غير المباشرة الجارية، أوضح أبو عبيدة أن المقاومة تدعم وفدها التفاوضي بقوة، وقد عرضت خلال الأشهر الماضية صفقة شاملة لتسليم جميع أسرى الاحتلال دفعة واحدة، غير أن حكومة الاحتلال رفضت هذا العرض، مشيرًا إلى أن الجنود الأسرى ليسوا أولوية لدى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الذي يهيّئ الجمهور الإسرائيلي لتقبّل فكرة مقتلهم جميعًا.

وفي لهجة عتاب حادة، قال أبو عبيدة إن قادة ونخب وعلماء الأمة العربية والإسلامية سيكونون خصوما لأهل غزة أمام الله، مضيفًا: "نقول للتاريخ، وبكل مرارة وألم، وأمام كل أبناء أمتنا: يا قادة هذه الأمة الإسلامية والعربية، ويا نُخبها وأحزابها الكبيرة، ويا علماءها، أنتم خصومُنا أمام الله عزّ وجل، أنتم خصومُ كلّ طفل يتيم، وكلّ ثكلى، وكلّ نازح ومشرّد ومكلوم وجريح ومجوَّع. إنَّ رقابكم مثقلة بدماء عشرات الآلاف من الأبرياء الذين خُذِلوا بصمتكم".

واتهم المتحدث باسم القسام الاحتلال بالهروب من فشله في الميدان إلى ارتكاب جرائم إبادة وتطهير عرقي، وقال إن العدو يتفنن في تعذيب الأبرياء ويتباهى بالتدمير الممنهج، ويقدّم أمام العالم خططًا لإقامة معسكرات اعتقال تحت مسميات إنسانية زائفة.

كما أشار إلى محاولات الاحتلال استخدام مرتزقة وعملاء بأسماء عربية لتشويه صورة المقاومة، واصفًا ذلك بأنه دليل فشل ووصفة مضمونة للهزيمة، داعيًا كل من تورط في العمالة إلى التوبة والعودة إلى أحضان شعبه قبل فوات الأوان، مشيدًا بمواقف العائلات والعشائر الفلسطينية التي تبرأت من العملاء.

ووجّه أبو عبيدة التحية إلى "أنصار الله" في اليمن، لما وصفه بإسهامهم في فتح جبهة فاعلة ضد الاحتلال، مؤكدًا أن تلك المواقف أقامت الحجة على المتقاعسين. كما شكر أحرار العالم الذين يخاطرون بحياتهم من أجل فك الحصار عن غزة والتضامن مع أهلها.

وفي ختام كلمته، شدد على أن ثبات الشعب الفلسطيني وصموده رغم القهر والخذلان هو أقسى ما يغيظ الاحتلال، مؤكدًا أن المقاومة ستواصل طريقها في مواجهة العدوان بكل الوسائل، وأن المرحلة القادمة ستشهد عمليات نوعية جديدة، مع إبقاء ملف الجنود الأسرى أداة ضغط حيوية حتى تحقيق أهداف الشعب الفلسطيني.