واشنطن تبدأ بتخفيض وجودها العسكري في باكستان

تاريخ النشر: 26 مايو 2011 - 07:56 GMT
عناصر من القوات الخاصة الأميركية
عناصر من القوات الخاصة الأميركية

أعلنت الولايات المتحدة الأربعاء انها بدأت بخفض وجودها العسكري في باكستان بعدما تلقت طلبا رسميا بهذا الشأن من اسلام اباد، وذلك وسط توتر العلاقات بين البلدين بعد عملية قتل اسامة بن لادن.

وقال المتحدث باسم البنتاغون الكولونيل ديف لابان ان الحكومة الباكستانية طلبت خفض عدد القوات الاميركية البالغ حوالى مئتي عنصر، في وقت سابق هذا الشهر.

وقال لابان في بيان "في الآونة الاخيرة (خلال الاسبوعين الماضيين) تلقينا طلبا خطيا من الحكومة الباكستانية لخفض وجودنا في باكستان، لذلك بدأنا بخفض" الوجود العسكري الاميركي في هذا البلد.

ولم يحدد عدد الجنود الذين سيتم سحبهم. ويوجد اكثر من مئتي جندي اميركي من القوات الخاصة في باكستان يقومون بتقديم النصح للقوات الباكستانية كجزء من جهود التصدي لتنظيم القاعدة واسلاميين اخرين.

وسحب بعض القوات الامريكية يؤكد الازمة بين البلدين بعد عملية الكومندوس الاميركي التي ادت الى مقتل اسامة بن لادن في ابوت اباد في الثاني من ايار/ مايو رغم الجهود الدبلوماسية الاميركية لتبديد التوتر.

والعلاقة الصعبة بين باكستان والولايات المتحدة تعرضت لضربة كبرى بعدما اقتحمت قوة نخبة أمريكية منزل اسامة بن لادن في ابوت اباد في عملية ادت الى مقتله.

وبعد أيام على العملية أعلن قائد الجيش الباكستاني اشفق كياني أن إي عملية مماثلة على الاراضي الباكستانية ستؤدي الى اعادة النظر في التعاون العسكري مع الولايات المتحدة وابلغ القادة العسكريين بقرار خفض عدد الجنود المنتشرين في باكستان الى "الحد الادنى".

وحتى قبل العملية ضد أسامة بن لادن، ابلغ مسؤولون باكستانيون الأمريكيين بانهم يريدون انسحاب 20 إلى 30 عنصرا من القوات الخاصة البالغ عديدها 150 بعدما قام احد عملاء وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية (سي آي ايه) بقتل باكستانيين اثنين في لاهور بحسب ما أوردت صحيفة واشنطن بوست مؤخرا.

وطلبت باكستان خفض الوجود العسكري الامريكي بعد اشهر على الجدل حول مصير الموظف لدى سي آي ايه رايموند ديفيس الذي وجهت اليه في بادىء الامر تهمة القتل كما اضافت الصحيفة.

وافرج عن ديفيس في اذار/ مارس بعد دفع تعويضات لعائلتي الضحيتين.

كما يطالب اعضاء في الكونغرس الاميركي باعادة تقييم العلاقات مع باكستان بعد العملية ضد بن لادن معتبرين ان اسلام اباد تلعب دورا مزدوجا حيث تدعم الناشطين الاسلاميين فيما تستفيد في الوقت نفسه من مساعدة كبرى من الولايات المتحدة.

لكن ادارة الرئيس الامريكي باراك أوباما بحاجة لمرفأ كراتشي الباكستاني وطرقات اخرى لتامين امدادات القوات الاميركية في افغانستان. كما تريد واشنطن ابقاء عناصر من الاستخبارات الاميركية في باكستان لضمان الا تقع الاسلحة النووية في ايدي متطرفين.

ومن جانبها تعتبر باكستان بعض المجموعات الاسلامية ورقة في يدها في مواجهة الهند وتريد الاحتفاظ بنفوذ استراتيجي في افغانستان المجاورة.

ويقول بعض المسؤولين الامريكيين والمحللين ان باكستان والولايات المتحدة لا تزالان بحاجة لبعضهما البعض وان المصالح بين البلدين ستقنع الطرفين بمحاولة تجنب تدهور كبير في العلاقات.