جاءت نتائج الجولة الأولى من الانتخاب المحلية المرتقبة في مدينة ميلانو صادمة بالنسبة لرئيس الوزراء الايطالي الذي أراد تحويلها الى استفتاء على شعبيته ما يلقي بظلال على استقرار الحكومة وتماسك الائتلاف الحاكم.
وبصورة مغايرة لجميع التوقعات والاستطلاعات عشية الانتخابات التي تشمل 13 مليون ناخب ايطالي في المنافسة على الحكومة المحلية لمدينة ميلانو تفوق مرشح المعارضة اليسارية جوليانو بيزابيا الذي حصد 48 بالمئة من الأصوات بينما لم تحصل عمدة المدينة المنتهية ولايتها ليتيسيا موراتي مرشحة بيرلسكوني سوى على 6ر41 بالمئة.
ورغم ان المعركة الانتخابية الأكثر شراسة ستحسم في انتخابات الاعادة بعد أسبوعين فان ما أسفرت عنه نتائج الجولة الأولى جاء مدويا ليهز صورة رئيس الوزراء وزعيم حزب (شعب الحرية) سيلفيو بيرلسكوني بعدما ترشح على رأس قائمة حزبه الذي تراجع بنحو ثمانية بالمئة عن العام الماضي بينما لم يحصل بيرلسكوني نفسه سوى على نحو 28 ألف صوت تفضيلي مقابل 53 ألف صوت تفضيلي في الانتخابات السابقة عام 2006 .
وتتعدى نتيجة معركة ميلانو التي شهدت تقدم الحزب الديمقراطي لينافس شعبية حزب بيرلسكوني للمرة الأولى في عقر داره مدلولها المحلي حيث تعد مؤشرا سياسيا ورمزيا مهما على قوة الائتلاف الحاكم ورئيس الحكومة بعد أن سعى بيرلسكوني نفسه خلال الحملة الانتخابية التي خاضها بكل قوته الاعلامية لتحويلها الى استفتاء على زعامته وشعبية الحكومة.
ولم تقتصر الهزيمة الانتخابية الأولى والأكبر منذ عودة بيرلسكوني الى قيادة الحكومة قبل ثلاثة أعوام على مدينة ميلانو عاصمة ايطاليا الاقتصادية واقليم لومبارديا أغنى أقاليم أوروبا حيث ولد ويقيم بل جاءت نتائج الانتخابات التي أجريت منذ صباح الأحد وحتى عصر الأمس في باقي المدن الرئيسية الثلاث مخيبة كلها لتحالف بيرلسكوني اليميني حيث لم يتمكن من الفوز الذي كان منتظرا في مدينة نابولي عاصمة الجنوب اذ لم يحصل مرشحه سوى على 38 بالمئة من الأصوات بينما حصل مرشحان ليسار الوسط على نحو 47 بالمئة ما يرجح فرص أحدهما في انتخابات الاعادة يومي 29 و30 مايو المقبلين

البوابة