لقي أربعة من المتظاهرين المناهضين لرئيس كوت ديفوار المنتهية ولايته لوران جباجبو حتفهم بالرصاص في العاصمة الاقتصادية أبيدجان، وذلك في الوقت الذي تتصاعد فيه وتيرة العنف في خضم الازمة السياسية التي تعيشها تلك البلاد التي تقع في غرب افريقيا.
سقطت كوت ديفوار في ازمة سياسية عنيفة منذ رفض جباجبو مغادرة منصبه والتنازل عن صلاحياته في اعقاب الانتخابات الرئاسية التي جرت بالبلاد في تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي والتي اقرت الامم المتحدة بخسارته فيها لصالح الحسن وتارا، زعيم المعارضة.
وقال شهود عيان الاربعاء ان قوات موالية لجباجبو فتحت نيران اسلحتها في منطقة تريشفيل أمس الثلاثاء على المشاركين في مظاهرة احتجاج على مقتل ستة من النساء في مسيرة مماثلة الخميس الماضي.
وتقول الامم المتحدة ان اكثر من 365 شخصا قد قتلوا في الاضطرابات واعمال العنف التي اعقبت الانتخابات، كما فر مئات الالاف.
وقد دفع تصاعد وتيرة العنف المنظمة الدولية ومراقبين اخرين الى التحذير بأن كوت ديفوار مقبلة على السقوط في حرب اهلية كتلك التي اندلعت في البلاد عام 2002 والتي قسمتها الى شمال ذي اغلبية مسلمة وجنوب مسيحي.
كانت جماعة "القوات الجديدة" المتمردة ، في شمال البلاد، قالت أمس الاول الاثنين إنها أحكمت السيطرة على بلدة ثالثة في غرب البلاد بعد معارك ضارية مع القوات الموالية لغباغبو.
ومن المقرر أن يشارك واتارا في اجتماع للاتحاد الافريقي حول الوضع في كوت ديفوار في أديس أبابا، عاصمة إثيوبيا، غدا الخميس على الرغم من أن قوات الامن تمنعه حاليا من دخول فندق في أبيدجان. ومن غير المتوقع أن يحضر غباغبو الاجتماع.
لم تفلح العقوبات الدولية وجهود الوساطة التي يجريها الاتحاد الافريقي في زحزحة جباجبو عن موقفه، وقد قال قبل يومين إنه يسيطر على صناعة الكاكاو في البلاد.
وطلب واتارا في كانون الثاني (يناير) الماضي من تجار الكاكاو وقف التصدير في محاولة لكبح الارباح التي يحصل عليها جباجبو ومنعه من دفع المال لانصاره. يشار الى ان كوت ديفوار هي أكبر منتج في العالم للكاكاو، حيث تقدم 40 في المئة من الانتاج العالمي منه.
وقد ارتفعت أسعار الكاكاو نتيجة الموقف في البلاد.