توعدت كوريا الجنوبية السبت بالثأر لمقتل اثنين من جنودها في قصف كوري شمالي، بينما تظاهر حوالى الف جندي سابقين في البحرية في وسط سيول للمطالبة بالانتقام.
وتأتي التصريحات الكورية الجنوبية عشية مناورات بحرية مع الولايات المتحدة في البحر الاصفر تدينها بكين وترى فيها بيونغ يانغ "عملا استفزازيا غير مقبول".
وشيعت كوريا الجنوبية الجنديين في جنازة رسمية قرب سيول السبت بثها التلفزيون مباشرة، وشارك فيها عدد كبير من المسؤولين السياسيين والعسكريين الكوريين الجنوبيين وعائلتا الجنديين.
وقال رئيس اركان البحرية الكورية الجنوبية يو نك جون امام صورتي الجنديين اللتين احيطتا بورود بيضاء "سنثأر بالتأكيد لموتكما".
من جهته، صرح وزير الدفاع الكوري الجنوبي كيم كوان جين لصحيفة شوسون ايلبو المحافظة "يتعين علينا الرد بحزم على استفزازات كوريا الشمالية".
واوصى ب"التعامل بسرعة وحزم مع الازمة" الناشئة مع كوريا الشمالية، عبر رد يكون "اقوى بمئة مرة" اذا شن جيش بيونغ يانغ هجوما، كما ذكرت احدى الصحف السبت.
وفي وسط سيول، دعا حوالى الف عسكري سابق في البحرية الكورية الجنوبية الى الانتقام من كوريا الشمالية.
وتجمع المتظاهرون في وسط العاصمة الكورية الجنوبية واحرقوا علما كوريا شماليا وصور لزعيمها كيم جونغ ايل وابنه ووريثه المرجح كيم جونغ اون. وردد المتظاهرون "لنتحد وننتقم". وقال احدهم لي كوانغ سون لوكالة فرانس برس "نحن مستعدون لاختراق خط الجبهة اذا طلب منا ذلك".
وقتل الجنديان في قصف بيونغ يانغ لجزيرة يونبيونغ الكورية الجنوبية الواقعة في البحر الاصفر قرب كوريا الشمالية.
وادى هذا القصف غير المسبوق منذ انتهاء الحرب بين الكوريتين (1950-1953) الى مقتل مدنيين اثنين والى رد من جانب الجيش الكوري الجنوبي.
ووعدت بيونغ يانغ السبت بان "تضرب بلا رحمة" اذا انتهك مجال سيادتها وخصوصا في البحر الاصفر حيث ستبدأ الاحد مناورات جوية وبحرية مشتركة بين كوريا الجنوبية والولايات المتحدة ممثلة بحاملة طائراتها جورج واشنطن.
وقالت "لجنة اعادة توحيد كوريا سلميا"، الهيئة الحكومية الكورية الشمالية، ان "جيشنا سيبقي المدفعية جاهزة واذا تجرأ الغزاة على دخول ارضنا او مجالنا الجوي او البحري، فسنحول قلب اعدائنا الى بحر من النار".
واضافت اللجنة في بيان ان المناورات الاميركية الكورية الجنوبية تشكل "عملا عسكريا استفزازيا آخر غير مقبول ضدنا".
وعبرت بكين ايضا عن معارضتها لتنظيم هذه المناورات محذرة من "اي عمل عسكري غير مسموح به" قبالة سواحلها.
ورد ناطق باسم وزارة الدفاع الاميركية (البنتاغون) بالتأكيد ان هذه المناورات "ليست موجهة ضد الصين".
واضاف ان "هذه العمليات طبيعتها دفاعية وتهدف الى تعزيز الردع ضد كوريا الشمالية".
من جهتها، اجرت وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون محادثة هاتفية مع نظيرها الصيني يانغ جيشي بشأن التوتر في شبه الجزيرة الكورية.
وفي سيول، رأت الصحف الكورية الجنوبية السبت ان على وزير الدفاع الجديد اصلاح القدرات العسكرية لسيول بالكامل ليتمكن الجيش من الرد بشكل اسرع واقوى على اي هجوم كوري شمالي جديد.
وكتبت صحيفة كوريا جونغانغ ان "وزير الدفاع الجديد ينتظره عمل شاق"، مؤكدة ان "مصداقية وقدرات الجيش اصبحت موضع تشكيك كبير".
واضافت ان "الحكومة والشعب والجيش قللوا من القدرة العسكرية لكوريا الشمالية بسبب اقتصادها المتردي".
من جهتها، كتبت صحيفة كوريا هيرالد "ادركنا ان القوات في جزيرة يونبيونغ لم تكن مجهزة بشكل مناسب للرد بفاعلية على الهجوم القاتل لمدفعية الشمال".
واكدت ان "الجنوب يجب ان يؤمن لنفسه قوة نار ساحقة ويسمح لطائراته الحربية بشن هجمات مضادة".
ودعت صحيفة كوريا تايمز ايضا الى اصلاح الجيش الذي "يشهد مرحلة اضطراب".
وقالت الصحيفة "بدون تشجيع الجنود والاصلاح (الجيش) يمكن ان تواجه الامة تكرارا للاهانة في مواجهة نزعة المغامرة العسكرية لكوريا الشمالية".
وكان ناطق رئاسي كوري جنوبي اعلن امس تعيين كيم كوان جين (61 عاما) وزيرا للدفاع خلفا لكيم تاي يونغ الذي استقال الخميس "ليتحمل مسؤولية سلسلة من الحوادث الاخيرة".
واوضح هونغ سانف بيو مستشار الرئيس الكوري الجنوبي ان مهمة كيم ستكون خصوصا "التصدي بسرعة وحزم للازمة الحالية" و"اعادة ثقة السكان بالجيش".