ستكون نسبة الناخبين الممتنعين عن التصويت احدى رهانات الانتخابات الرئاسية المقررة الاثنين في تشاد والتي تبدو محسومة سلفا لصالح الرئيس المنتهية ولايته ادريس ديبي بسبب مقاطعة ثلاثة من ابرز خصومه.
وقال سائق سيارة اجرة وهو يبتسم طالبا عدم ذكر اسمه، ان "الناس يقولون في الشارع ان النزال قائم بين +حركة الانقاذ الوطني ضد حركة الانقاذ الوطني+".
وقد علق كل من صالح كبزابو من الاتحاد الوطني للديمقراطية والتجديد (اكبر حزب معارض بتسعة مقاعد في الجمعية) وودال عبد القادر كاموغي الذي تولى عدة مناصب وزارية ومرشح اتحاد التجديد والديمقراطية (سبعة مقاعد) ونغارليجي يورونغار من اتحاد العمل من اجل الجمهورية (اربعة مقاعد) ترشيحه ودعوا الى مقاطعة الاقتراع.
وبات ديبي متيقنا تقريبا من الفوز بالانتخابات وهو الذي سيطر على السلطة بقوة السلاح سنة 1990، ليتولى بذلك ولاية رابعة (انتخب في 1996 و2001 و2006 في اقتراع قاطعته المعارضة ايضا).
وقال الاربعاء انه "متيقن" من انه سيفوز بالاقترع معربا عن ارتياحه "لما انجزته في هذا البلد" ومؤكدا ان الانتخابات ستكون ذات "مصداقية" معتبرا ان خصومه لا يشاركون في الاقترع لانهم يخشون الهزيمة ولا يريدون "اضفاء مصادقية على هذه الانتخابات" لانه سيفوز بها.
وفي الانتخابات التشريعية التي جرت في 13 شباط/فبراير وشاركت فيها المعارضة لاول مرة، فازت حركة الانقاذ الوطني ب113 مقعدا من اصل 188 في الجمعية.
وفي تجمع شعبي حاشد في اخر يوم من حملته الانتخابية السبت في ملعب نجامينا الذي يتسع لنحو عشرين الف شخص، ردد المذيع "الجولة الاولى"، فدعا ادريس ديبي باللغتين العربية والفرنسية الى "التخلي عن الافكار التي تفرق" مقترحا على المعارضين الثلاثة الانضمام اليه.
وقبل ذلك تجمع هؤلاء السبت في ساحة يكسوها الغبار في العاصمة وجددوا دعوتهم الى المقاطعة امام نحو الف شخص، بعد منعهم من القيام بحملة عبر مختلف انحاء البلاد لتوضيح اسباب مقاطعتهم.
وقال يورونغار السبت "ستكون نسبة الامتناع عن التصويت مرتفعة جدا" مؤكدا انه "سيتم الالتزام بالمقاطعة لكن نظام التزوير سيجعل ديبي يفوز ب90,95%".
وقد قاطعت المعارضة الانتخابات الرئاسية سنة 2006 الا انها وقعت مع السلطات اتفاق "13 اب/اغسطس 2007" الذي دعا الى ادخال الديموقراطية الى النظام لاستدراج المعارضة الى اللعبة الانتخابية.
وفضلا عن ديبي يخوض الانتخابات مرشحان هما الوزير البير بهامي باداكي والمحامي المعارض ناجي مادو.
ودعي 4,8 ملايين ناخب من اصل 11,1 مليون نسمة الى انتخاب رئيسهم لولاية من خمس سنوات.
ومنذ تحسن العلاقات مع السودان يبدو ان نظام ادريس ديبي بات بمناى عن غارات المتمردين لا سيما وانه تمكن من تعزيز جيشه بفضل موارد النفط.