ساد التوتر مساء أمس الأربعاء شمال إقليم كوسوفو ذي الغالبية الصربية بعدما قامت مجموعة من الملثمين بإضرام النار في نقطة تفتيش على الحدود مع صربيا.
وذكرت اذاعة "آر تي إس" الحكومية أن نحو 50 من الصرب الملثمين هاجموا نقطة تفتيش جاريني مساء أمس حيث قاموا بهدمها باستخدام جرافة قبل أن يضرموا النار في المباني باستخدام قنابل المولوتوف. كما أشارت إلى أن دوي طلقات نارية سمع في مكان الحادث لكن لم يتم الإبلاغ على الفور عن سقوط ضحايا.
في غضون ذلك، قام جنود تابعون للقوات الدولية لحفظ السلام في كوسوفو "كفور" التي يقودها حلف شمال الأطلسي (ناتو) بإغلاق المنطقة المحيطة بجاريني.
يذكر أن جاريني إحدى نقطتين حدوديتين في شمال كوسوفو قامت حكومة بريشتينا بالسيطرة عليهما في عملية مفاجئة قامت بها الشرطة يوم الاثنين الماضي.
وكان المجمع ذاته قد أحرق على يد الصرب بعد مرور يوم على إعلان كوسوفو الاستقلال عن صربيا عام 2008 ، ولكن الهدوء ساد عند المعبر الآخر برنياك.
وفي بلجراد ، وصف الرئيس بوريس تاديتش مهاجمي جاريني بأنهم "متطرفون ومثيرو شغب" ، داعيا صرب كوسوفو إلى التحلي بالهدوء.
وقال تاديتش في بيان إن هدف المتطرفين من كلا الجانبين في كوسوفو ، صرب وألبان ، هو عرقلة المحادثات التي أطلقتها بلجراد وبريشتينا برعاية أوروبية.
وفي بريشتينا، حمل رئيس الوزراء هاشم تقي :"كيانات صربيا الموازية" في الشمال مسئولية العنف.
وكانت البعثة الأوروبية الأمنية والقضائية في كوسوفو (يولكس) قد أعلنت حتي قبل أعمال العنف الأخيرة أنها "قلقة للغاية بشأن الموقف الحالي في شمال كوسوفو".
وقالت يولكس وكفور إنهما كثفتا الدوريات في شمال كوسوفو لمنع المزيد من التصعيد.
وقالت يولكس إنها تدعم جهود السلطات في كوسوفو لفرض سيطرتها على كافة أنحاء البلاد إلا أنها حذرت من أنها لا تؤيد الخطوات أحادية الجانب.
وشنت حكومة تقي الغارة التي استهدفت نقطتي التفتيش الحدوديتين من دون التشاور مع يولكس.
ومن جهة أخرى ، دعت صربيا ، التي تصر على سيادتها على كوسوفو ، إلى عقد اجتماع طارئ لمجلس الأمن الدولي لمناقشة الموقف في كوسوفو. وتقرر عقد اجتماع مغلق اليوم الخميس وليس جلسة مفتوحة حسبما كانت تريد بلغراد.
وعرضت أعمال العنف الأخيرة للخطر المحادثات الهشة بالفعل التي أطلقتها بلغراد وكوسوفو في آذار(مارس) الماضي تحت رعاية الاتحاد الأوروبي.
ورغم أن الألبان يشكلون 90 في المئة من سكان كوسوفو، إلا أن الصرب يشكلون الأغلبية في المنطقة الشمالية. ويواصل الصرب مدعومين ماليا وسياسيا من بلغراد، مقاومة كل الجهود التي تقوم بها بريشتينا لبسط سيطرتها على المنطقة.
ووصلت المحادثات التي يرعاها الاتحاد الأوروبي إلى طريق مسدود الأسبوع الماضي عندما رفضت صربيا رفع الحظر التجاري المفروض بالفعل على بضائع كوسوفو وردت بريشتينا بإجراء مماثل.
وقد يقضي هذا الجمود على آمال صربيا في الحصول على اعتراف الاتحاد الأوروبي بها بشكل رسمي كمرشحة لنيل عضوية التكتل العام الجاري. وقال مسؤولون أوروبيون إن صربيا بحاجة إلى تطبيع علاقاتها مع كوسوفو كشرط للحصول على العضوية.