وافقت كوريا الشمالية الاثنين على عودة مفتشي الامم المكلفين مراقبة برنامجها النووي، وامتنعت عن الرد بعد المناورات العسكرية بالذخيرة الحية التي اجرتها كوريا الجنوبية على جزيرة قصفتها بيونغ يانغ في الفترة الاخيرة، حرصا منها على خفض حدة التوتر. واكد حاكم ولاية نيومكسيكو بيل ريتشاردسون العائد من بيونغ يانغ الاثنين موافقة كوريا الشمالية على عودة مفتشي الامم المتحدة. وقال ان السلطات الكورية الشمالية وافقت ايضا على التفاوض بشأن بيع قضبان وقود نووي الى دولة اخرى "مثل كوريا الجنوبية" والبحث في انشاء لجنة عسكرية وتشغيل خط هاتف احمر.
واعتبر ريتشاردسون امتناع كوريا الشمالية عن القيام باعمال انتقامية بعد المناورات العسكرية بالذخيرة الحية التي اجرتها كوريا الجنوبية في جزيرة قصفتها بيونغ يانغ اخيرا، امرا "مشجعا جدا".
وقال "خلال اجتماعاتي في بيونغ يانغ لم اتوقف عن مناشدة كوريا الشمالية بعدم الرد".
واستطرد "ان النتيجة هي ان كوريا الجنوبية تمكنت من عرض قوتها وكوريا الشمالية ردت كدولة مسؤولة. آمل ان يسجل ذلك بداية فصل جديد وجولة حوار لتهدئة التوترات في شبه الجزيرة الكورية.
وقد اجرت كوريا الجنوبية الاثنين مناورات مدفعية بالذخيرة الحية في جزيرة يونبيونغ، وذلك رغم التهديدات الكورية الشمالية، في حين فشلت المحادثات في مجلس الامن الدولي حول الوضع بين الكوريتين.
وافادت وكالة الانباء الكورية الجنوبية "يونهاب" ان المناورات التي بدأت عند الساعة 14,30 بالتوقيت المحلي (05,30 ت غ) انتهت بعد ساعة. الا انه وفي اتصال مع وكالة فرانس برس اعلنت وزارة الدفاع الكورية الجنوبية انه ليس في وسعها تأكيد هذه المعلومة، ووعدت باصدار بيان لاحقا.
من جهته اكد مصور وكالة فرانس برس في جزيرة يونبيونغ انه لا يزال يسمع دوي طلقات مدفعية.
وكان الضباب ادى الى تأخير البدء بهذه المناورات التي كان مقررا اصلا ان تنطلق قرابة الظهر (بين 02,00 و03,00 ت غ).
وكانت كوريا الشمالية سحبت كل تجهيزات المراقبة لموقع يونغبيون في نيسان/ابريل 2009 وطلبت من المفتشين مغادرة البلاد.
في المقابل وضعت سيول سلاح الجو في حالة تأهب تحسبا لاي عمل قد تقدم عليه كوريا الشمالية، كما افاد لوكالة فرانس برس متحدث باسم وزارة الدفاع الكورية الجنوبية.
وتلقى المدنيون في جزيرة يونبيونغ، وفي اربع جزر جنوبية اخرى قريبة، امرا في الصباح من السلطات الكورية الجنوبية بوجوب النزول بسرعة الى الملاجئ.
وتم اصدار امر مماثل في كل الجزر الجنوبية الواقعة في البحر الاصفر قرب خط الحدود مع الشمال، كما اعلن متحدث باسم رئاسة اركان الجيش الكوري الجنوبي.
وبحسب وكالة الانباء الكورية الجنوبية "يونهاب" فان يونبيونغ تبعد حوالى 12 كلم عن السواحل الكورية الشمالية ويقطنها 280 مدنيا الى جانب العسكريين.
وكانت بيونغ يانغ توعدت نهاية الاسبوع الماضي ب"كارثة" اذا ما اجرت سيول هذه المناورات في هذه الجزيرة التي يطالب بها الشمال.
واثر مناورات مماثلة اجرتها سيول في يونبيونغ في 23 تشرين الثاني/نوفمبر اطلقت كوريا الشمالية حوالى 170 قذيفة على الجزيرة وحولها، ما اسفر عن مقتل اربعة اشخاص بينهم مدنيان اضافة الى تضرر عشرات المنازل.
وكان ذلك اول قصف لمنطقة مأهولة منذ انتهاء الحرب الكورية (1950-1953).
وفي الامم المتحدة فشلت المحادثات التي جرت في مجلس الامن حول التوتر بين الكوريتين.
وانتهت ثماني ساعات من المحادثات الرسمية بين اعضاء المجلس ال15 يضاف اليها محادثات في الكواليس مع السفيرين الكوريين الشمالي والجنوبي، من دون التوصل الى بيان ختامي.
وقال السفير الروسي لدى الامم المتحدة فيتالي شوركين مساء الاحد ان المحادثات في مجلس الامن حول الوضع في شبه الجزيرة الكورية "لم تتكلل بالنجاح".
وبحسب دبلوماسيين في الامم المتحدة فقد رفضت الصين مطلب الدول الغربية بتضمين البيان ادانة لكوريا الشمالية على قصفها يونبيونغ.