ينشر البيت الابيض يوم الخميس المراجعة المرتقبة لاستراتيجية الرئيس باراك أوباما للحرب في أفغانستان والتي من المتوقع أن تشير الى أن القوات الاجنبية تحرز تقدما ضد طالبان رغم وجود تحديات ضخمة مازالت باقية.
ومن المتوقع ايضا أن تشير المراجعة التي تقول ادارة أوباما انها لن تسفر عن تغييرات كبيرة في الاستراتيجية الى بعض العقبات من بينها الحاجة الى تعزيز الحكم الرشيد في أفغانستان ودعوة باكستان للقضاء على الملاذات الامنة للمتشددين.
وفي ما يمثل عرضا تمهيديا للتقرير قال أوباما لاعضاء الكونغرس يوم الاربعاء ان استراتيجيته للحرب تحقق تقدما تدريجيا وان القوات التي تقودها الولايات المتحدة ستلتزم بنهجه. ويريد الرئيس الاميركي التأكيد على احراز تقدم يكفي لبدء اعادة القوات الى الولايات المتحدة العام القادم.
ورغم التفاؤل الحذر الذي يبديه القادة العسكريون بعد عام من اصداره أمرا بارسال 30 ألف جندي اضافي الى أفغانستان يتعين على أوباما التغلب على الشكوك السائدة في الكونغرس وبين الاميركيين الذين سئموا حربا مكلفة لا تبدو لها نهاية في الافق.
وبلغت الخسائر البشرية أعلى مستوى لها هذا العام بعد اتساع نطاق عمليات طالبان.
وقالت كارولين وادهامز خبيرة شؤون جنوب اسيا بمركز التقدم الاميركي "تحققت نجاحات أمنية متفرقة لكن لا يوجد تقدم شامل... كل الاليات التي تذكي التمرد مازالت موجودة."
وأجبرت قوة من الولايات المتحدة وحلف شمال الاطلسي تتألف من 150 الف جندي بينهم 100 الف أميركي حركة طالبان على التقهقر في مدن مثل قندهار وهي علامة مشجعة في الوقت الذي تأمل فيه قوات التحالف أن تتولى القوات الافغانية زمام المسؤولية الامنية.
ويقول مسؤولون ان قوة الدفع لحركة التمرد قد توقفت.
وتقول وادهامز انه في ظل عدم احراز القوات الافغانية تقدما كبيرا خاصة وانها مازالت تتعلم اطلاق النار لا يمكن الحفاظ على تلك المكاسب "دون استمرار التدخل الاميركي عسكريا وماليا."
وشهد العام الحالي أسوأ أعمال العنف منذ أطاحت القوات الغربية بحكومة حركة طالبان أواخر عام 2001 حيث قتل نحو 700 جندي أجنبي في عام 2010 .
وكان المدنيون الافغان اكثر من اكتوى بنار الصراع لان المتشددين وسعوا نطاق عملياتهم من معاقلهم التقليدية الى المناطق التي كانت هادئة في الشمال والغرب.
وتمثل الحرب في أفغانستان أيضا معضلة مالية لاوباما اذ تبلغ تكلفتها 113 مليار دولار سنويا في الوقت الذي يسعى فيه جاهدا لانعاش الاقتصاد الاميركي وتوفير فرص عمل. ويبدو أنه عقد العزم على بدء سحب القوات الاميركية في تموز / يوليو القادم.
وفي الوقت الذي تحقق فيه زيادة القوات نتائج ملموسة في بعض المناطق الا ان الصورة في مجملها مثيرة للقلق.
وفي بعض المناطق تسبب الترويع الذي تمارسه طالبان في اصابة الحكم المحلي بالشلل. وأسهمت الشكوك الغربية في أن حامد كرزاي فشل في اتخاذ اجراءات صارمة مع المسؤولين الفاسدين في توسيع هوة الخلاف مع الرئيس الافغاني.
وبعد تسع سنوات من المساعدات لا يزال الفقر والامية منتشرين على نطاق واسع.
وشمل اصلاح استراتيجية أوباما قبل عام زيادة في أعداد عمال الاغاثة والدبلوماسيين وغيرهم من الخبراء الذين تم ارسالهم الى أفغانستان.
لكن اندرو ايكسام الباحث بمركز الامن الاميركي الجديد وهو مؤسسة بحثية قريبة من البيت الابيض قال ان هناك حاجة الى بذل مزيد من الجهد لضمان الا يقوض ضعف الحكم الرشيد المكاسب الامنية.
وأضاف "اذا كان الحكم الرشيد هو أحد نقاط ضعفنا فان علينا أن نقيم مواردنا هناك."
ومن المتوقع أن تشير مراجعة البيت الابيض الى الحاجة الى مزيد من التعاون من جانب باكستان التي تضغط عليها الولايات المتحدة لملاحقة المتشددين الذين يشنون هجماتهم انطلاقا من المناطق الحدودية.
ونقلت صحيفة نيويورك تايمز هذا الاسبوع عن تقريري مخابرات سريين أعدا مؤخرا أن فرص النجاح أمام استراتيجية أفغانستان محدودة ما لم تمنع باكستان المتشددين من شن هجمات من ملاذات امنة على الحدود.
وأصبحت الحرب مصدرا للتوتر بين أوباما وبعض الديمقراطيين الذين يرون ضعف احتمال تحقيق نجاح سريع في اافغانستان.
ويواجه أوباما تحديات أكبر مع اقتراب فصل الربيع عندما يصعد مقاتلو طالبان من وتيرة هجماتهم بعد الهدوء النسبي الذي يسود في فصل الشتاء.
وقالت ليزا كيرتس الباحثة في مؤسسة هيريتغ "أعتقد أن هناك رغبة في اتاحة مزيد من الوقت للاستراتيجية لكن في الربيع قد نشهد اتخاذ قرارات مصيرية أكثر."