قال مسؤول استخباراتي أميركي كبير إن ثمة مؤشرات قوية على أن الرجل الثاني في تنظيم القاعدة أيمن الظواهري لا يحظى بشعبية في عدد من الدوائر في التنظيم ومن ثم فإنه قد لا يكون الخليفة المقبل لزعيمها أسامة بن لادن الذي قتلته قوات أميركية خاصة في باكستان الأسبوع الماضي.
وأضاف المسؤول الذي رفض الكشف عن هويته في لقاء مع الصحافيبن بمقر وزارة الدفاع "بنتاغون" أن البيان الذي أصدرته "القيادة العامة" للقاعدة يوم الجمعة واعترفت فيه بمقتل بن لادن لم يعط أي إشارة عن الشخص المسؤول عن القاعدة بدلا منه.
وتابع قائلا إن "الظواهري قد يكون الخليفة المحتمل لبن لادن إلا أن هناك مؤشرات قوية على أنه لا يحظى بالشعبية في دوائر محددة من الجماعة ومن ثم فإنه سيواجه صعوبات جمة إذا ما أقيمت انتخابات حرة ونزيهة لاختيار خليفة لزعيم التنظيم".
وأضاف أن المنظمة المركزية للقاعدة محكومة رسميا بمبدأ الشورى أو مجلس القيادة الذي أقسم أعضاؤه على الولاء لبن لادن، مشيرا إلى أنه من غير الواضح ما إذا كان الظواهري ومنافسيه ستكون لديهم القدرة على الحصول على الولاء ذاته من أعضاء القاعدة.
وبالمثل قال مسؤول آخر إنه بالرغم من أن العديد من القيادات الداخلية للقاعدة قد قتلت في السنوات الأخيرة فإن هناك بدائل للظواهري من بينهم اثنان من الليبيين هما عطية عبد الرحمن وأبو يحيى الليبي اللذان من المعتقد ، بحسب المصدر، أنهما أكثر بروزا من الظواهري واكتسبا سمعة جيدة على الصعيد العملياتي.
وأكد المسؤولون أن وكالة الاستخبارات المركزية CIA تقوم منذ مقتل بن لادن بمحاولة استغلال الكثير من المعلومات والمواد التي تم جمعها من مقر بن لادن في باكستان للعثور على الظواهري لاسيما وأن بعض هذه المواد تحتوي على معلومات محتملة حول أماكن مسؤولين آخرين في القاعدة.
يذكر أن أيمن الظواهري مصري الجنسية وكان قد قضى ثلاث سنوات في السجون المصرية في الثمانينات على خلفية قضية اغتيال الرئيس الأسبق أنور السادات عام 1981.
وينظر إلى الظواهري على أنه أحد أكثر أعضاء القاعدة ثقافة بأيدولوجيتها إلا أنه يعد شخصية مسببة للانقسام في التنظيم رغم أنه عزز تدريجيا من مكانته فيه عقب هجمات 11 سبتمبر/أيلول بعد أن تحول إلى أكثر قيادات التنظيم إصدارا للأشرطة الصوتية والمصورة والبيانات المكتوبة بينما انسحب دور بن لادن وحرص فقط على الظهور لتذكير العالم بوجوده مطلق السراح.