أفغانستان: 10 قتلى وعشرات الجرحى في تظاهرات ضد إحراق القرآن

تاريخ النشر: 02 أبريل 2011 - 12:15 GMT
المحتجون يحرقون مقرا للأمم المتحدة في أفغانستان
المحتجون يحرقون مقرا للأمم المتحدة في أفغانستان

حملت السلطات الافغانية حركة طالبان مسؤولية اعمال الشغب  التى نشبت السبت بمدينة قندهار جنوبي البلاد بعد ان تجمع مئات المواطنين للمشاركة في تظاهرات جديدة احتجاجا على قيام داعية بروتستانتي أمريكي بحرق نسخة من القرآن يوم 20 مارس/آذار الماضي.

وتشير المعلومات الواردة من قندهار الى مقتل ما لا يقل عن 10 اشخاص واصابة اكثر من 70 آخرين بجروح  خلال الاحتجاجات . وقال زالماي ايوبي المتحدث باسم حاكم ولاية قندهار ان "المظاهرة في قندهار نظمها المتمردون الذين يهدفون الى استغلال الاوضاع الحالية وزعزعة الاستقرار".

وكانت "طالبان" اعلنت مسؤوليتها عن مهاجمة قاعدة "كامب فينكس" الامريكية في كابول التي تستخدم لتدريب القوات الافغانية. وقالت قيادة قوات الناتو في افغانستان ان مقاتلين مسلحين ببنادق وقذائف صاروخية هاجما القاعدة فجر السبت، مما ادى الى اصابة 3 من جنود الحلف. ونقلت رويترز عن مصادر عسكرية في كابول ان كلا المهاجمين قتل برصاص القوات. بدوره أكد مدير شرطة كابول الجنرال محمد سلنغي للصحفين مشاركة 3 مسلحين في الهجوم، مضيفا ان اثنين من المهاجمين فجرا نفسيهما بعد اقتحام القاعدة وقتل الثالث بنيران الجنود. 

هذا وكان آلاف الأفغان خرجوا إلى شوارع مدينة مزاري شريف شمال البلاد بعد صلاة الجمعة للتعبير عن استيائهم من حرق المصحف الشريف. وبدأت المظاهرة سلميا، إلا أن مجموعة من الشبان المتطرفين قامت بمهاجمة مكتب الأمم المتحدة، وقتلت 12 شخصا بينهم حراس المكتب وعدد من الموظفين، بمن فيهم مواطنون من النرويج ورومانيا والسويد ونيبال. وجرح ما بين 10 و15 آخرين من الموظفين الامميين.

وأفادت الشرطة المحلية أن المعتدين قطعوا رأسي اثنين من الأجانب المتعاقدين مع الأمم المتحدة. ومن المصابين مدير المكتب المواطن الروسي المتعاقد مع الأمم المتحدة بافيل يرشوف. واعتقلت الشرطة الأفغانية ما لا يقل عن 20 معتديا على مكتب الأمم المتحدة.

القس الأميركي

واعلن القس الاميركي تيري جونز الذي احرق نسخة من القرآن الشهر الفائت انه لا يشعر باي مسؤولية عن الهجوم الدموي الذي شنه الجمعة متظاهرون على مقر للامم المتحدة في افغانستان احتجاجا على خطوته هذه.

وقال القس المتشدد لوكالة فرانس برس "لقد صدمنا بهذا النبأ"، وذلك ردا على سؤال عن الهجوم الذي استهدف مقر الامم المتحدة في مزار الشريف في شمال افغانستان والذي اسفر عن مقتل سبعة موظفين اجانب في الامم المتحدة.

واضاف القس الانجيلي "نحن لا نشعر باننا مسؤولون"، متهما "العنصر المتشدد في الاسلام بالبحث عن عذر لتبرير عنفه".

وقال "حان الوقت لوقف العنف الذي يجتاح دولا اسلامية كباكستان وافغانستان".

وفي 20 آذار/مارس قام القس جونز، الذي يرأس جماعة انجيلية صغيرة متشددة تدعى "دوف وورلد آوتريتش سنتر" مقرها غرينسفيل في ولاية فلوريدا (جنوب شرق الولايات المتحدة)، باحراق نسخة من القرآن بعد "محاكمة" اجراها للكتاب المقدس لدى المسلمين وانتهت بادانته والحكم عليه بالحرق.

وكان القس المتشدد المعادي للاسلام اثار عاصفة من ردود الفعل العالمية في ايلول/سبتمبر 2010 عندما هدد باحراق مئات المصاحف ردا على مشروع بناء مركز اسلامي قرب غراوند زيرو، موقع برجي مركز التجارة العالمي اللذين دمرا في الاعتداءات التي نفذها تنظيم القاعدة قبل تسعة اعوام.

ولكنه سرعان ما عدل عن مشروعه هذا تلبية لنداءات وجهها اليه بهذا الصدد العديد من رؤساء الدول بمن فيهم البابا بنديكتوس السادس عشر.

مجلس الامن

من جهته دعا مجلس الأمن الدولي الجمعة الحكومة الأفغانية إلى توفير حماية افضل لموظفي الامم المتحدة، وذلك بعيد ساعات على مقتل سبعة موظفين اجانب في المنظمة الدولية اثر اقتحام متظاهرين مقرها في شمال افغانستان.

وفي ختام اجتماع طارئ لمجلس الامن، أصدر أعضاء المجلس ال15 بيانا دانوا فيه "بأقسى عبارات الادانة" الهجوم الذي استهدف الجمعة مقر الامم المتحدة في مزار الشريف، كبرى مدن شمال افغانستان، وشنه متظاهرون كانوا يحتجون على اقدام قس في الولايات المتحدة على احراق نسخة من المصحف.

ودعا مجلس الأمن في بيانه "الحكومة الافغانية إلى سوق المسؤولين (عن الهجوم) أمام العدالة واخذ كل الاجراءات الممكنة، بمساعدة من ايساف (القوة الدولية للمساعدة على ارساء الامن في افغانستان)، من اجل توفير الحماية لموظفي الامم المتحدة ومقراتها".

 

 

الاشتراك

اشترك في النشرة الإخبارية للحصول على تحديثات حصرية ومحتوى محسّن