اهتمت الصحيفة الكويتية باللحظات الأخيرة لمبارك في الحكم، وكتبت: حصلت القبس على معلومات حول تفاصيل آخر 48 ساعة من حكم الرئيس حسني مبارك لمصر، الخميس والجمعة الماضيين، وتفاصيل اليوم الأول من حياته كرئيس «سابق»."
"فقد كشف مصدر داخل القصر الرئاسي أن يوم الخميس كان يوماً متوتراً على جميع أفراد أسرة الرئيس، خصوصا نجله الأكبر علاء، الذي بقي بقرب والده في جناحه الخاص بالطابق الأرضي، وكان كثير البكاء وهو يرى ما يلقاه أبوه من ردود فعل غاضبة في الشارع وعبارات مهينة ولافتات تحمل كلمات وأوصافا قاسية."
وفي مقطع آخر كتبت: لايخرج من غرفته ولا يطالع الصحف: "كشف المصدر المطلع لـ القبس أن معلومات موثوق بها أكدت أن الرئيس السابق في حالة ذهول شديد لدرجة توقفه عن تناول أدويته، وعدم رغبته في تناول الطعام، وعدم خروجه من غرفته لممارسة رياضة المشي التي كان يواظب عليها صباح كل يوم، ولم يعد يطلب الصحف لقراءتها."
"ويختم المصدر أن مبارك أقسم مرات عدة على عدم مغادرة مصر، وأنه ليس بن علي (الرئيس التونسي المخلوع)، مردداً: «العسكري يموت في الميدان، وأنا لست جباناً.. سأموت وأدفن في تراب بلدي الذي خدمته بكل إخلاص طوال 61 عاماً»."
من جهتها قالت صحيفة الاخبار الحكومية المصرية إن خلافا حادا نشب يوم الخميس الماضي بين نجلي الرئيس المصري المخلوع حسني مبارك عقب تسجيل مبارك لخطابه الاخير في محاولة للبقاء في السلطة.
وقالت الاخبار إن علاء مبارك اتهم شقيقه الاصغر جمال -الذي كان يتولى رئاسة لجنة السياسات بالحزب الوطني الحاكم - بأنه افسد الايام الاخيرة للزعيم البالغ من العمر 82 عاما عندما فتح الطريق امام اصدقائه للمشاركة في الحياة السياسية. وقال علاء حسبما ذكرت الصحيفة إن هذا حول المصريين ضد والدهما الذي تولى السلطة في عام 1981. ونقلت الصحيفة عن علاء قوله "لقد افسدت البلد عندما فتحت الطريق أمام اصحابك وهذه هي النتيجة بدلا من أن يتم تكريم أبيك في نهاية حياته ساعدت على تشويه صورته على هذا النحو."
ولم تفصح الصحيفة عن مصادرها وقالت فقط انها "علمت" التفاصيل. وقالت الصحيفة إن المشادة جرت في قصر الرئاسة بالقاهرة بينما كان مبارك يسجل خطابه الاخير على امل اقناع المتظاهرين بالتخلي عن مطالبهم واعطاء الفرصة للاصلاحات التي وعد بها خلال الاشهر الاخيرة من فترة رئاسته. واشارت الصحيفة إلى أن بعض الشخصيات الكبرى تدخلت للفصل بينهما. أكتسب جمال مبارك (47 عاما) الذي عمل ببنك أوف أمريكا في القاهرة ولندن لمدة 11 عاما نفوذا كبيرا في الحكومة بعد ان عينه مبارك رئيسا للجنة السياسات بالحزب الوطني الحاكم في عام 2002.
ويقول محللون إن جمال مهد الطريق لاصدقائه في مجال الاعمال لتولي مناصب بارزة في الحزب الحاكم وفي حكومة رئيس الوزراء أحمد نظيف الذي اقاله مبارك بعد ايام من الاحتجاجات التي اندلعت يوم 25 يناير كانون الثاني.
وينظر الى الفساد بين النخبة الحاكمة باعتباره احد أسباب الغضب الشعبي من مبارك رغم أن القمع السياسي ووحشية الشرطة من العوامل الرئيسية ايضا.
وكان مصريون كثيرون يشعرون بان مبارك يعد جمال ليخلفه. وقبل أن يظهر جمال على الساحة ترددت تكهنات في التسعينيات أن مبارك يريد أن يخلفه نجله علاء رجل الاعمال.
وذكرت صحيفة الاخبار أن علاء كان غاضبا ايضا لان التسجيل الاول لخطاب مبارك قد تغير وكان سيقوم مبارك بنقل سلطاته المدنية لنائبه عمر سليمان وسلطاته العسكرية للقوات المسلحة. وكان خطاب مبارك يوم الخميس قد فوض سلطاته لسليمان الذي تراه الثورة من رجال مبارك وغير مقبول. وبعد أن خرج المحتجون بمئات الالاف في كل انحاء مصر يوم الجمعة ظهر سليمان على التلفزيون ليقول في خطاب مقتضب ان مبارك قد تخلى عن منصبه وسلم سلطاته للمجلس الاعلى للقوات المسلحة